أسامة أنور عكاشة.. عبقري الدراما المصرية

الفجر الفني

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة


"عبقري الدراما المصرية".. لقب أطلقه النقاد على الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي يحل اليوم ذكري مولده، ويعتبر عكاشة أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، بمجرد أن تذكر اسمه يتهادى إلى ذهنك أعماله الفنية التي ارتبطت بوجدان المجتمع المصري لفترة تتجاوز الــ20 عامًا.

 

حصل عكاشة على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962، وعمل بعد تخرجه إخصائيًا اجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسًا في مدرسة بمحافظة أسيوط، لينتقل بعدها للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ، كما انتقل بعدها للعمل كإخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر وفي عام 1982 عندما قدم استقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف.

 

قدم خلال مشواره الفنى قرابة الـ ٧٥ عملا دراميًا، جاء معظمها في شكل مسلسلات تليفزيونية حققت نجاحات كبيرة، جعلته نجم المسلسلات في مصر والعالم العربي، وكان أشهرها "ليالى الحلمية على خمسة أجزاء، أبوالعلا البشري جزءان، زيزينيا جزءان، المصراوية جزءان، الشهد والدموع جزءان، الراية البيضاء، أرابيسك، أنا وأنت وبابا في المشمش، ضمير أبلة حكمت، النوة، وما زال النيل يجرى، عفاريت السيالة، ومن آخر أعماله للدراما التليفزيونية ملحمة المصراوية التي تتكون من خمسة أجزاء، إلا أن وافته المنية بعد تصوير جزئين فقط منها.

 

كان المخرج إسماعيل عبد الحافظ، رحمه الله، الأكثر تفاهمًا مع عقلية الفيلسوف، فقد شكل معه أشهر ثنائى فني درامي في مصر والوطن العربى، وتعاونا في العديد من الأعمال المتميزة أشهرها "كتيبة الإعدام، دماء على الأسفلت، تحت الصفر، الهجامة"، ذلك بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأعمال الأدبية المطبوعة والمقالات السياسية والفنية.

 

كان له مقال أسبوعي في جريدة الأهرام، وفي إحدى لحظات الجنون عام 2009 تجاوز "عكاشة" كل الخطوط الحمراء بمقال كان عنوانه "أبناء الزنى كيف صاروا أمراءً للمسلمين"، ليضع نفسه في مواجهة خاسرة أمام الأزهر الشريف، الذي أعلن الحرب عليه، بعد أن نال من شرف عدد من أمهات الصحابة والتابعين، وكان أشهر من تناولهم هو عمرو بن العاص، فاتح مصر، الذي اتهم والدته بالبغاء، دون أصل أو دليل ملموس، ولم يكن لديه أي أدلة كذلك في اتهاماته التي وزعها على أمراء المسلمين، مكتفيًا بكتابة قبل كل أمير يتناول سيرته "روى" أو"يقال"، ولم يذكر طيلة المقال أي مصدر موثوق منه، ما جعل الأزهر يرفض المقال شكلًا وموضوعًا، ويهدد عكاشة إذا لم يعتذر.

 

صعدت روحه لخالقه، ورحل عن عالمنا يوم 28 مايو عام 2010 نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، تاركًا خلفه ميراثًا فنيًا حافلًا، ليخلد اسمه بحروف من نور مع عمالقة الأدب العربي، وفي أذهان الملايين من المصريين والعرب.