عاملات نظافة بدرجة ممرضات "مفيش حاجة مبنعملهاش.. وكلنا بتعدي" (صور)

تقارير وحوارات

عاملات نظافة
عاملات نظافة


قفازات سوداء ومنظفات سائلة، على رأسها مادة الكلور المطهرة، تلك كانت أهم أدوات عمال النظافة في المستشفيات، لوقاية أنفسهم من الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى، وأخطرها "فيروس سي"، ولأن الأدوات المستخدمة لا تفي بالغرض المطلوب، منهم من وقع تحت عجلة العدوى، وكان لابد من مواصلة وظيفته تحت مسمى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ومنهم من اضطرته الظروف لقبول تلك المهنة بحثًا عن الرزق وسعيًا ورائه حتى وإن كلفهم الأمر الابتلاء بالأمراض. 

رصدت "الفجر" حكايات عمال النظافة في مستشفى القصر العيني والدمرداش 

قالت "أم إسلام"  ذات الـ40 عامًا، "إنها بالقصر منذ 8 أعوام، ودورها كاعاملة نظافة يحتم عليها عمل كل شئ بداية من فرش وتنظيف الغرفة للمريض، وإعطاء الحقن والأدوية ونقل التحاليل والأوراق، وإحضار الوجبات نظراً لقلة أفراد قسم التمريض، و"مفيش حاجه مبنعملهاش".
 
وأضافت، إن الجميع مرضى ونحن نعلم أننا بالتأكيد نتعرض للعدوي يوميًا، ولكن ليس لدي باب رزق آخر، ومع حالة الغلاء الدائمة التى جعلتني في إحتياج دائم للوظيفة، وإن كلفتني في النهاية صحتي وانتشار الأمراض في جسدي، المهم هو تربية أبنائي وتوفيرلقمة العيش لهم.

"كلنا ماشين ببركة ربنا"

فيما قالت "أم محمد" إن النظر إلى المريض واحتياجه الدائم للمساعدة، وقلة الأدوية بالمستشفى والإمكانيات، تنسينا الخوف من العدوى، وتجعلنا نضع أنفسناً مكانه علماً بالنهاية أن لا أحد صحيح، ومعافي من المرض فجميعاً مرضى بالنهاية، ومن يقصد القصر هو من الدرجة الفقيرة، ولا يوفر لهم هنا سوى المعاملة والنظافة فكل شئ يتم شرائه من الخارج.

واستكملت قائلة "تقابلنا مشاكل أكبر بكثير من الخوف من العدوى، وهي قلة المرتب وكثرة الغلاء، وارتفاع الأسعار المستمر دون توقف، حين أن المرتب ثابت منذ بدئي في العمل وهو 800 جنيهاً، وكلنا ماشين في حياتنا ببركة ربنا".

"الكلور هو كلمة السر لتجنب العدوى"

وتقول أخرى "إنها تقي نفسها بتحصينها جيداً، باستخدام المواد المطهرة والمنظفات السائلة، فالكلور يقضي على نسبة عالية من البكتريا الموجودة، وارتداء القفازات قبل عملية التنظيف، والمداومة على حضور المحاضرات التي يقدمها لهم مركز مكافحة العدوي، التي تبين لهم كيفية التعامل مع المريض وتجنب الإصابة.

"الخوف من العدوى وقلة المرتب"

تقول "نعمة محمد"، إنها تحاول تجنبها للعدوي، لأن من يمرض هنا لايهتم أحد لأمره، وأساس النظافة هو المادة المطهرة والقفازات اليدوية، وسبب ترك البعض من العمال للمكان هو الخوف من العدوي وقلة المرتب الذي لايكفي للعيش، إى أنهم يخاطرو بأنفسهم ولكن بلا مقابل يساعدهم على تقبل عملهم. 

تقول "أم مصطفى" أنها تعمل بمستشفي الدمرداش منذ 20عاماً، كثرة الأمراض والعدوي،ولكنها تثق تماماً أن المرض إبتلاء من الله، ومتى حلا وقته لا يوجد مفر منه, وكل منا يوجد بداخله مرضاً ما سوي عرفه الإنسان ام لا، وأنها تمارس عملها ولا نية لها بتركه نظراً لتضخم حالة الغلاء، وحتى مع صعوبة العمل خاصة أن التمريض الآن لايقوم بعمله وكل شئ يقع على عاتق عمال النظافة.