في ذكرى وفاتها.. تعرف على قصة حب أمينة رزق ليوسف وهبي

الفجر الفني

أمينة رزق ويوسف وهبي
أمينة رزق ويوسف وهبي


تحل يوم الأربعاء 24 أغسطس، ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة أمينة رزق، والتي تعد أشهر أمهات السينما المصرية، والتي رحلت عن عالمنا عن 93 عاما.

 

والراحلة ولدت في مدينة طنطا عام 1910 وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916، ثم انتقلت ووالدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة أمينة محمد إثر وفاة والدها وكان عمرها ثماني سنوات.

 

انطلاقتها الفنية

وتحكى أمينة كيف كادت تقتل هي ووالدتها بعد رحيل الأب، على يد رجل يترأس عصابة إجرامية، علم بترك الأب ثروة كبيرة، قالت الشائعات وقتها إنها تحوي سبائك من الذهب، ما جعله يفكر في كيفية الحصول عليها، وقرر التسلل ليلا مع عصابته لبيت أمينة وقتلها هي وأمها للحصول على المال، لكن القدر شاء أن يفشي أحد رجاله السر لوالدة أمينة، لأن زوجها كان يعطف عليه، ففرت الأم وابنتها إلى طنطا، ثم القاهرة مع خالتها التي كانت تعمل ممثلة وكانت السبب في شغف أمينة رزق بالفن.

 

في عام 1922، قررت أمينة رزق إخراج طاقاتها الفنية للمرة الأولى على المسرح، حيث غنت إلى جانب خالتها في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار، ومنها انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، لتبدأ مشوار الفن والحب والشهرة.

 

حبها ليوسف وهبي

وشاركت بالتمثيل في أغلب مسرحيات وهبي، الذي ارتبطت به أستاذا وفنانا، ولم تتزوجه رغم حبها الشديد، وأصبحت أمينة إحدى الشخصيات الأساسية في المسرحيات التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف بك وهبي.

 

ووصل الأمر إلى أن أمينة تنكّرت مرة في زي خادمة، لتلعب دور مرسال الغرام بينه وبين إحدى حبيباته، فقد كانت تلك السيدة متزوجة، ورغم ذلك تجمع بينها وبين يوسف وهبي قصة حب كبيرة، وظلت أمينة توصل لها رسائله الغرامية حتى تم طلاقها من زوجها، وتزوجها وهبي في النهاية.

 

كثيرون هم من يرجعون عدم زواج أمينة رزق طوال حياتها لهذه القصة أحادية الطرف التي عاشتها مع أستاذها ومكتشفها يوسف وهبي، لكنها توقعت لنفسها هذا الأمر منذ البداية، ففي أول حوار أجرته مع أحد البرامج، أكدت أنها لن تتزوج، ولا تسعى لأن يكون لديها بيت وأبناء، وتمنت أن تموت في سن الخامسة والستين وألا ترد إلى أرزل العمر، وقالت إنها إذا ما أطال الله عمرها عن ذلك، ستتفرغ للدين، لتعوّض ما فاتها.

 

لم تكن أمينة وقتها تعرف أنها ستظل تعطي للفن حتى الرمق الأخير.

 

قصة زواج لم يتم

وفي لقاء نادر لها أذاعته قناة “دريم” مع الإعلامي مفيد فوزي، ذكرت أمينة أنها تقدم لها العديد لخطبتها، وكان منهم شخص يدعى وهبي وكان يعمل ضابطا، ومع إصرار عائلتها عليه وافقت على الخطبة منه، وكنت في قرارة نفسي أعلم أني لو تزوجت سيبعدني عن الفن، ولكنها بعد فترة استغلت سفره إلى الخارج وأرسلت إليه شبكته، وعادت إلى عملها بالفن، ولكنها فوجئت بعد مضي 14 عامًا على فراق هذا الشخص يتصل بها بعد عودته من الخارج ويطلب زيارتها، ووافقت وعلمت بعدها أنه تزوج من فتاة أجنبية ولكنه سينفصل عنها لعدم اتفاقهما.

 

الفنانة الراحلة أضافت: “هذا الشخص قام بطلبها للخطوبة مرة أخرى، ووجدت إصرارا كبيرا من عائلتها اضطرت للموافقة عليها بعد أسبوع من الضغط عليها من قبل عائلتها “وهددوني بأنهم سيترأون مني”.

 

وأوضحت: “فوجئت بهذا الشخص يأتي ويطلب مني عقد القران، حتى يضمن عدم ممانعتي مثل المرة السابقة، فوافقت على أن يكون الأمر مجرد خطوبة فقط ولا يحدث بيننا أي شيء وأن أتواجد في منزل والدي، ولكني فوجئت به يطلب مني ممارسة حقوقه الشرعية، وبالطبع رفضت، أولا لم يكن هناك عاطفة، وقبلت من ضغط العائلة، ولكني متشبعة بالفن”

 

واختتمت: “لم يكن هناك ما يدفعني بأن ألبي طلبه بأنه يريد حقوقه الشرعية، ولكنه كان زواجا لمجرد الزواج، واتخانقنا لمدة 11 يوما بعد كتب الكتاب، فتم الطلاق”.

 

أبرز أدوارها

ومن أبرز مسرحياتها التي قدمتها في السبعينات “السنيورة” والمسرحية الكوميدية “إنها حقا لعائلة محترمة جدا” بالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار، وكان آخر ما قدمته على خشبة المسرح قبل شهور مسرحية توفيق الحكيم “يا طالع الشجرة” إلى جانب الفنان أحمد فؤاد سليم.

 

وإلى جانب عملها في المسرح فإن حياتها تعتبر تاريخا للسينما المصرية، حيث قامت بأحد الأدوار في ثاني الأفلام المصرية “قبلة في الصحراء”، الذي عرض عام 1924 وتلاحقت بعدها أدوارها في السينما، حتى وصلت مشاركتها في أكثر من 100 فيلم اختير بعضها مثل “دعاء الكروان” من بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

 

وكانت تؤدي في غالبية الأفلام التي قدمتها دور الأم بدءا من عام 1945 ولم تكن تجاوزت الـ35 من عمرها في فيلم “الأم” وتتالت أدوار الأم في مختلف أفلامها مثل “دعاء الكروان” و”بور سعيد” و”بداية ونهاية”، وكذلك قدمت في الأدوار التي قدمتها صورة الزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها.

 

والحصيلة أن الفنانة شاركت في بطولة نحو 500 مسرحية ونحو 200 عمل سينمائي أبرزها “بائعة الخبز” و”أريد حلا” و”دعاء الكروان” و”بداية ونهاية” و”التلميذة”.

 

وعينت أمينة رزق عضوا بمجلس الشورى المصري في مايو 1991، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورفضت في سنواتها الأخيرة فكرة الاعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها.

 

اشتهرت أمينة بأدوار “الأم”، التي جسدتها وهي ما زالت شابة، وبرعت فيها حتى اطلق عليها النقاد لقب “أم الفنانين”.