محطات في حياة إيهاب نافع.. طيار تحول لفنان وعميل مزدوج!

منوعات

إيهاب نافع
إيهاب نافع


وُلِد محمد إيهاب نافع فى الأول من سبتمبر عام 1935 فى حي الموسكي  وتخرج من  الكلية الجوية عام 1955  كطيار مقاتلات والتى تتلمذ فيها على يد العقيد طيار  فى ذلك الوقت  محمد حسنى مبارك ويندرج فى العمل العسكرى لفترة قبل أن تفوح رائحة موهبته ويبدأ فى الانخراط فى النشاط الفنى وفى تقديم الأفلام السينمائية بشكل منتظم.


لقائه بعبد الناصر:

في مناورات الفرقة الرابعة مدرعة في 15مارس 1958م ركب معه الرئيس جمال عبد الناصر الطائرة التي كان يقودها (إيهاب) وبعد نزولهما إلى المكان المحدد للهبوط انضمت فرصة ان الطائرات الأخرى ستقوم بلفة جوية أخرى فلفت نظر عبد الناصر إلى عيب في الطائرة التي كان إيهاب يقودها عندما قال إيهاب نافع للرئيس جمال عبد الناصرأترى ياسيدي الرئيس ذلك الزيت الذي يتسرب من موتور الطائرة رد عليه جمال عبد الناصر قائلاً: ماسببه؟

أجابه إيهاب نافع :السبب أن الطائرة طارت 640 ساعة طيران والمفروض أنها لاتسرب زيت بهذا الشكل فرد الرئيس جمال عبد الناصر غاضباً: لقد نبهت عليك أن تقول لي المشكلة وحلها وأن لاتنتظر مني أن أقول لك الحل.. وهل أنا طيار؟ رد عليه إيهاب: نغير جميع الموتورات التي وصل عمرها الافتراضي إلى المنتصف ونعطيها إلى الأسراب الأخرى ونشتري موتورات جديدة للسرب الجمهوري فقال له الرئيس: المهم الأن هل هنا من خطر علينا ونحن عائدون..هل من الأفضل لنا العودة بالسيارات جابة إيهاب نافع قائلاً: لاتخف ياسيدي الرئيس فليس هناك من خطر ومن هنا بدأت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي توطدت فيما بعد.


محطات في حياته :

تزوج إيهاب نافع لأول مرة من طبيبة تُدعى “ألفت عبد الخالق” تعرّف إليها فى نادى المعادى، واستمر زواجهما لفترة قصيرة أنجبا خلالها ابنهما “أيمن” والذى يعمل حاليًا كطبيب جرّاح، وفى حفل السفارة الروسية عام 1962 تعرّف إلى الفنانة ماجدة الصباحى ونشأت بينهما قصة حب، تزوّجا على إثرها عام 1963 وقدّما فيلمهما الأول معًا “الحقيقة العارية” فى العام ذاته، وهو الفيلم الأول فى مشوار إيهاب نافع الفنى، كما أثمر هذا الزواج ابنتهما “غادة” التى تعمل فى مجال الفن أيضًا.

بعد أربع سنوات من الزواج خرج إيهاب نافع من مصر للعيش فى بيروت، وفسّر الأمر فى مذاكرته بأنه لخلافات سياسية، بينما يفسر كثيرون الأمر على أنه كان خروجًا وظيفيًّا قام فيه إيهاب بمهمّات عمل استخباراتية لصالح المخابرات العامة المصرية، وإثر هذا البعد انفصل إيهاب عن الفنانة ماجدة، وقدّم فى هذه الفترة ثلاثة أفلام خارجية: فيلمين لبنانيين وفيلمًا تُركيًّا، وتزوّج فيما بعد الانفصال عن ماجدة ثمانى مرات من جنسيات مختلفة: خليجية واسترالية وأمريكية وألمانية وأردنية، منهم “فلتراود” أرملة الجاسوس المصرى الشهير رفعت الجمال “رأفت الهجّان”، كما عاش فترة فى استراليا مع زوجته التى أنجب منها ابنيه: زكريا وجوهرة، وقدم مسلسلاً تليفزيونيًّا هناك حصل بسببه على الجنسية الاسترالية.

عاد إيهاب نافع إلى مصر فى فترة لاحقة، واستمر فى التمثيل حتى تسعينيات القرن العشرين، بعدها تفرّغ لمباشرة أعماله التجارية والاقتصادية، حيث كانت له أنشطة اقتصادية عديدة منها تجارة الأخشاب، وكثير من الأخبار والتلميحات أشارت إلى أن بعضًا من نشاطه وتجارته قد توّجه إلى مجال تجارة الأسلحة.


زواجه من أرملة رفعت الجمال (رأفت الهجان):

تزوج من أرملة صديقه، أشهر عملاء المخابرت المصرية رفعت الجمال، الذي جسدت حياته في المسلسل الشهير (رفعت الهجان) في إبريل 1982، حتى يونيو 1989، وقيل إنه كان همزة الوصل بين زوجة رأفت الهجان الألمانية الجنسية والمخابرات المصرية، وقد حدث الطلاق بسبب رفضها لتسديد قرض بمبلغ 261 ألف دولار كان إيهاب قد منحها لها لتعمل فحص تربة لحقول بترول، وقد حسم إيهاب أمر طلاقها بعد أدائه مناسك الحج.. وسؤاله لشيخ الحرم المكي عن حل مشكلته فطلب منه الشيخ أن يقوم ويتوضأ ويطوف سبع مرات ويقرأ سورة الفيل (72) مرة، ويقول فوضت أمري إلى الله ويطلب القصاص منها إذا كانت قد ظلمته ثم يقرأ سورة الفاتحة، وماهي إلا لحظات حتى اتصل ابنها به قال إن أمه، ألمانية الجنسية، في غيبوبة ولايعرف أحد من الأطباء السبب.


علاقته برئيس إسرائيل عزرا وايزمان:

كان إيهاب نافع صديقًا لقائد القوات الإسرائيلية “عذرا وايزمان” الذى أصبح رئيسًا لإسرائيل فيما بعد، وهو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة، وكان “وايزمان” يُسهّل دخول إيهاب نافع إلى إسرائيل اعتقادًا بأنه عميل مزدوج، بينما كان “نافع” يتلاعب بالجانب الإسرائيلى وينفّذ عمليات استخباراتية لصالح مصر، وهو ما ذكره فى مذكراته الشخصية وروته “فلتراود” زوجته وأرملة رفعت الجمال، ومن هذه المهمّات رغبة مصر فى التأكد من الانتهاء من إنشاء الممر الإسرائيلى للطائرات السريعة بطول 7 كيلو مترات أم لا، وعن هذا يقول فى مذكراته: “كنت صديق عذرا وايزمان، قائد القوات الاسرائيلية الذى أصبح رئيسًا لإسرائيل فيما بعد، وهو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة، وكان فى ذلك الوقت يُسهل لى إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلّف بها من المخابرات العامة المصرية، وكان يساعدنى اعتقادًا منه بأننى عميل مزدوج، فكُنّا نتبادل المعلومات العسكرية، بمعنى أننى كنت أعطيه المعلومة وأحصل فى الحال على معلومة مقابلة، وكانت المخابرات المصرية تريد من خلال إحدى هذه المهام التى كلّفتنى بها أن تعرف وتتأكد من أن الممرّ الذى تقيمه إسرائيل بطول 7 كيلو مترات للطائرات السريعة تم إنشاؤه أم لا”.


مذكراته:

– ضغط الناس و إلحاحهم هو الذى دفعنى لكتابة مذكراتى على الرغم من أننى دفعت ضريبة ذلك ، فالمذكرات ظلت لمدة 6 شهور فى المخابرات العامة لتحليلها و تنقيحها .. فهذا الكتاب هو النسخة المنقحة التى أجازتها المخابرات المصرية .
– أنا لم أقل إلا الحقيقة  و لن أقبل ان يتساوى أو يُقارن بما كتبته اعتماد خورشيد بما قلته فى مذكراتى و استشهد بما قاله لى عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بأننى ابن حقيقى من أبناء الجهاز و ما كتبته ( حاجة تفرح ) ، كما أننى لا أعتبر نفسى فناناٌ أنا ضابط طيار و من ينظر إلى كفنان فهذا ليس ذنبى .. و أؤكد مرة أخرى أننى فنان بالصدفة .

كما تحدّث إيهاب نافع فى مذكراته عن نشاطه المخابراتى، تحدّث أيضًا عن علاقاته بزوجاته وأسباب انفصاله عنهن، وتحدّث عن وزملائه وأصدقائه فى الوسط الفنى باستفاضة كبيرة أيضًا، فعن زوجته الثانية الفنانة ماجدة الصباحى يقول نافع: “تعرفت إلى المنتج تاكفور أنطونيان، فكان كلّما التقانى يقول لى: ماجدة معجبة بك، وأذعنت له بالفعل، ودامت الخطبة لشهرين ومن ثمّ تمّ الزواج، والحقيقة أن ماجدة كانت دائمًة التدخُّل فى عملى وهو ما كان يُسبّب لى مشكلة كبيرة، وخصوصًا فى التمثيل، وبعد ذلك بأربع سنوات حدثت قصة خروجى من مصر لأننى لم أكن أستطيع العودة بسبب خلافات مع القيادة السياسية، فعشت فى بيروت وهى ظلت فى القاهرة، وقد رفضت الحياة العائلية مع ابنتنا وفضّلت الأضواء والشهرة، ولم يكن ذلك مناسبًا لى فانفصلنا”.