أطفال مصر بلا تطعيم

العدد الأسبوعي

تطعيم طفلة - أرشيفية
تطعيم طفلة - أرشيفية


إحالة 18 مسئولا فى الصحة إلى المحكمة التأديبية بتهمة إتلاف 5 ملايين مصل واختفاء 83 جهازاً لفحص اللقاحات


رغم تمكن الدولة بصعوبة بالغة، وبعد إنفاق أموال طائلة، للقضاء على فيروس C، إلا أن مصر تعيش كارثة حقيقية تتمثل فى عدم توافر أمصال ولقاحات ضد فيروس A، B، والذى يمكن أن ينتقل عن طريق أدوات الطعام الملوثة، وكذلك دورات المياه، وغيرها من الأماكن القذرة.

أما الكارثة الأكبر فهى فشل وزارة الصحة فى توفير قلة عدد اللقاحات، والتطعيمات اللازمة للأطفال ما يؤدى إلى استيراد الأسر لها بمعرفتهم الشخصية.

ورغم ذلك، تسبب 18 مسئولا بوزارة الصحة من إتلاف 5 ملايين زجاجة مصل، قدمتها المملكة العربية السعودية لمصر كمنحة !

حصلت «الفجر» على تفاصيل تحقيقات النيابة الإدارية حول إتلاف لقاحات قادمة من السعودية كمنحة إلى مصر، بقيمة 15 مليون دولار، «نحو 270 مليون جنيه».

أثبتت التحقيقات تورط رئيس قسم صيادلة التموين الطبى بوزارة الصحة، و13 صيدلياً بمخزن الأمصال واللقاح و4 مسئولين بنفس القسم.

وأمرت النيابة الإدارية بإحالتهم إلى المحاكمة العاجلة لإتلافهم 155 ألفاً و385 جرعة لقاح، تقدر قيمتها بنحو 10 ملايين جنيه، قبل تداولها بمحافظتى البحيرة والإسماعيلية بالجزء الأول من التحقيقات.

بدأت التحقيقات التى أشرفت عليها المستشار رشيدة فتح الله، رئيسة هيئة النيابة الإدارية، ببلاغ من مساعد أول وزير الصحة للشئون المالية والإدارية، برقم 5100 فى 20 مايو 2015، بشأن تغير لون راصد اللقاح الخماسى، من اللقاحات القادمة كمنحة من الحكومة السعودية إلى مصر.

وأوضح البلاغ أن اللقاحات تعرضت لدرجات حرارة تزيد على الدرجات الواجبة للحفظ بثلاجات التبريد، المملوكة للشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات والأدوية، التابعة للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، والمخصصة للتموين الطبى بوزارة الصحة.

وأرفق بأوراق القضية صورة من كتاب رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة، بتاريخ 27 إبريل 2015، يشير إلى تغير لون راصد اللقاح الخماسى المسلم لمندوب المديرية من مخازن التموين الطبى، وصولاً للمرحلة الثالثة، مما لا يجوز استهلاكه بسبب تعرضه لدرجات حرارة تزيد على المقررة لحفظ هذا اللقاح، كما فقدت أجهزة رصد درجات حرارة شحنة اللقاح الخماسى الهندى المنشأ، ما يتعذر معه الحكم على سلامة الشحنة، وتغير لون 1522 زجاجة لقاح بمخازن إدارة الإسماعيلية الصحية، وبعض الوحدات والمراكز التابعة لها.

كما أرفق بالأوراق صورة ضوئية من تقرير الصيدلانية هبة عبد العزيز محمد، بتاريخ 26 إبريل 2015، ويشير إلى فقد 83 جهاز رصد درجات الحرارة بشحنة اللقاح الخماسى «هندى المنشأ»، عند شحنها إلى مصر.

وأرفق أيضا صورة ضوئية من محضر إثبات الحالة بتاريخ 9 إبريل 2015، المعد بمعرفة المختصين بإدارة مكافحة الأمراض المعدية بمديرية الشئون الصحية بمحافظة البحيرة، ويتضمن أن الطعم الخماسى المنصرف للمديرية، وصل داخل كراتين مبللة وممزقة، ومحاط بالزجاجات عفن أسود من جميع الجوانب، وبالفحص تبين تغير لون الراصد الخاص بـ 52 ألفاً و850 جرعة، بما يعنى تعرضها لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة.

وحوت الأوراق تقريراً عن تغير لون الراصد الخاص باللقاح الخماسى المورد من شركة «أرابيو»، والمؤرخ فى 10 مايو 2015، والمعد بمعرفة الصيدلانية رغدة فؤاد عبده، رئيس لجنة الطعوم بوزارة الصحة، ويتضمن أن اللقاح ورد من شركة «أرابيو» فى ضوء العقد المبرم مع وزارة الصحة بتاريخ 18 ديسمبر 2013، لتوريد 5 ملايين و250 ألف جرعة لقاح خماسى، بمبلغ 15 مليون دولار، منحة من الحكومة السعودية لوزارة الصحة المصرية.

تضمن التقرير أيضا أنه بمرور المختصين، على سلسلة التبريد الخاصة بالبرنامج القومى للتطعيمات التابع للقطاع الوقائى بوزارة الصحة، تبين عدم وجود تكثيف ثلجى على مواسير وحدة التبريد الداخلية لغرفة (التبريد C3)، وتذبذب درجات الحرارة ما أدى إلى تلف اللقاحات.

وقررت الصيدلانية رغدة فؤاد عبده، رئيس لجنة الطعوم بوزارة الصحة، خلال التحقيقات، أن تغير لون راصد اللقاح الخماسى، يرجع لتعرضه لدرجة حرارة تزيد على 8 درجات مئوية، بغرف التبريد والتجميد بالمصل واللقاح، وأن المسئولين عن ذلك هم المختصون بمخازن الطعوم والأمصال بالإدارة العامة للتموين الطبى، وأضافت أن الكميات التالفة حتى تاريخ سؤالها هى 250 ألف جرعة، وما زال الرصد مستمراً على مستوى المحافظات.

وأشارت إلى أن المهندسة ندى محمد محمود، بالبرنامج الموسع للتطعيمات، التابع للإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة، قامت بالمرور على غرف التبريد والتجميد المخصصة للتموين الطبى، بتاريخ 24 فبراير 2015، وأثبت بعض السلبيات بمنظومة التبريد، وأعدت تقريرا بهذا الشأن.

وتابعت أنه تم تغير لون الراصد، للوارد لمحافظتى البحيرة والإسماعيلية عددها 155 ألفاً و385 جرعة لقاح خماسى، للمرحلة الثالثة والرابعة، ولم يعد صالحا للاستهلاك، وأن قيمتهم 442 ألف دولار أمريكى – «نحو 10 ملايين جنيه.

عقب انتهاء الجزء الأول من التحقيقات الخاص بمحافظتى البحيرة والإسماعيلية، ثبت تلف 155 ألفاً و385  لقاحاًً، وتورط 18 مسئولا، تمت إحالتهم للمحاكمة العاجلة، كما قررت النيابة الإدارية، نسخ أوراق القضية للتحقيق مع المسئولين عن تلف بقية الأمصال التالفة بالمحافظات الأخرى.

وكذلك التحقيق مع المسئولين عن فقد أجهزة الرصد المختفية للكمية الموردة من «الهند»، وإحالة رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لإنتاج الأدوية والأمصال واللقاحات، التابعة للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، إلى وزير الصحة للنظر فى أمره، بسبب مسئوليته عن الأمصال الواردة من الخارج، على أن تكون تحقيقات مستقلة.

ووجهت النيابة الإدارية إلى المتهمين الـ 18 المسئولين بوزارة الصحة، والمحالين للمحاكمة فى الجزء الأول من التحقيقات، أنهم خلال الفترة من أغسطس 2014 حتى 11 مايو 2015، لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة، وخالفوا الأحكام والقواعد المالية، بما من شأنه المساس بمصلحة مالية للدولة.