مفاجأة.. "السبسي" يعترف بـ"خطأ" التحالف مع الإسلاميين في الحكم

عربي ودولي

السبسي
السبسي



اعترف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في حوار له نُشر اليوم الأربعاء بخطأ التحالف مع الإسلاميين في الحكم بعد فوز حزبه نداء تونس في انتخابات 2014 .

وقال السبسي في حوار مع جريدة "الصحافة" إن التحالف مع الحزب الثاني في البلاد أمْلته نتائج الانتخابات التي لم تمنح الأغلبية المطلقة للنداء، كما أن أحزاب أخرى مدنية لم تبد استعدادا لتشكيل تحالف مدني واسع يكوّن في النهاية أغلبية مريحة على حساب الإسلاميين.

وأوضح السبسي :"هذه الأحزاب التي تصنف بالمدنية لم تكن تمتلك وعيا سياسيا بدقة المرحلة والتقاط الفرصة من أجل سد الطريق أمام من كان يسعى على الدوام إلى شكل من أشكال الردة المجتمعية".

وكانت حركة النهضة الاسلامية، بعد سنوات من العمل السياسي السري، نجحت في اكتساح أول انتخابات بعد الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 ، لكنها واجهت لاحقا وأثناء حكمها احتجاجات واسعة بسبب تصاعد العنف والاغتيالات السياسية.

وتنحت النهضة عن الحكم بعد طرح الفرقاء السياسيين لحوار وطني أفضى إلى تنصيب حكومة غير متحزبة تولت قيادة المرحلة الحساسة حتى موعد انتخابات 2014 .

كما واجهت حركة النهضة اتهامات بالسعي لتغيير النمط المجتمعي التونسي بالقوة، وهو ما تنفيه دائما. ودفع ذلك رئيس الحكومة الأسبق الباجي قايد السبسي 90/ عاما/ إلى إطلاق حزب حركة نداء تونس في 2012 ، وهو خليط من ليبراليين ويساريين ونقابيين، في مسعى لمنع هيمنة الإسلاميين.

ونجح الحزب في الفوز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2014 لكن دون الحصول على أغلبية واسعة، بينما حلت النهضة ثانية.

وقال السبسي :"الوضع الدقيق حتم الدخول في تحالف يكون حلا للمشاكل المطروحة أو على الأقل لا يزيدها تعقيدا. النهضة كانت جاهزة لذلك بالإضافة إلى أحزاب أخرى".

وأضاف في حواره :"النهضة قبلت التحالف ولكن ليس بشروطها، مع أمل المساهمة في جلبها إلى خانة المدنية ولكن يبدو أننا أخطأنا التقييم".

وتأتي تصريحات السبسي في وقت يستعد فيه رئيس الحكومة يوسف الشاهد للإعلان عن تحوير وزاري موسع، حيث من المحتمل أن يبقي على التحالف الحالي بين النداء والنهضة بجانب عدد من الأحزاب الصغيرة في حكومة الوحدة الوطنية.