"الدولة" مسلسل بريطانى يرصد "داعش" بين الجهاد والإرهاب

العدد الأسبوعي

لقطة من مسلسل الدولة
لقطة من مسلسل "الدولة"


بين كواليس الحياة اليومية لأعضاء تنظيم داعش، رسم مسلسل بريطانى جديد تفاصيل منقولة عن قصص واقعية فى مسلسل بعنوان «الدولة» أثار حالة كبيرة من الجدل مع بداية عرضه.

المسلسل مكون من أربع  حلقات كتبه وأخرجه المخرج  بيتر كوسمينسكى، يسلط الضوء على تجارب المسلمين البريطانيين الشباب الذين يذهبون إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش. 

تم بث المسلسل فى المملكة المتحدة على القناة 4 فى ليالٍ متتالية بين 20 و 23 أغسطس 2017، وسوف يعرض فى جميع أنحاء العالم على محطة ناشيونال جيوجرافيك وأول عرض للمسلسل سيكون فى الولايات المتحدة فى 18 و 19 سبتمبر، فى فرنسا  بدأ عرض المسلسل هذا الأسبوع على قناة بلس.

بدأ التحضير للعمل فى يوليو 2016، بعد عمليات بحث عميقة أجراها مخرج وكاتب المسلسل كوسمينسكى، وتم تصوير معظم  أحداث المسلسل فى موقع التصوير بإسبانيا، وقضى كوسمينسكى وفريق الإنتاج 18 شهرا  للتحضير، بما فى ذلك التحدث إلى مجندى داعش الذين عادوا إلى المملكة المتحدة.


1- حياة داعش

تناولت الحلقة الأولى قصة رجلين بريطانيين وامرأتين يذهبون إلى سوريا للانضمام إلى داعش، ويتم تشجيع الأربعة على نسيان حياتهم السابقة فى المملكة المتحدة، نتعرف فى البداية على «شاكيرا» الدكتورة المطلقة التى تسعى إلى  الهروب من واقعها عن طريق خوض رحلة غير مضمونة النتائج للانضمام لداعش، والجدير بالذكر أن التنظيم اختار على أرض الواقع طبيبة بريطانية انضمت للتنظيم لكى تتولى منصب مدير الإدارة الطبية.

الشخصية الثانية التى تنتقل من لندن إلى داعش هى شخصية جلال الذى ينتقل إلى سوريا بسبب  سفر عمه للانضمام لداعش ويسعى جلال للسير على خطى عمه فى محاولة لمعرفة طبيعة التجربة التى خاضها عمه. كما يحاول المسلسل رصد أسرار الجاذبية التى يتمتع بها التنظيم فى عيون المراهقين ويتناول قصة المراهقة المسلمة أوشانا التى تسعى لكى تتحول الى مقاتلة تحارب فى صفوف التنظيم بحثا عن دور بطولى، ونفس الأمر بالنسبة لزياد صديق جلال الذى ينتقل إلى سوريا بحثا عن مغامرة تضيف على حياته إثارة يحتاج إليها، ويشارك الممثل المصرى الشاب كريم قاسم فى بطولة المسلسل حيث يلعب دور شاب مصرى انضم لصفوف التنظيم.


2- دعاية نازية

حالة من الجدل أثارها  المسلسل منذ بداية عرضه، تمت مشاهدة الحلقة الأولى على الهواء مباشرة من قبل 1.4 مليون مشاهد، والتى وصفها المحللون بأنها بداية صلبة، وكتبت صحيفة الجارديان أن مسلسل الدولة هو عمل تنويرى بشكل حقيقى، وأشارت جريدة التليجراف إلى أن المشاهدين على تويتر أشادوا بنجوم ومبدعى المسلسل.

ولكن قبل إذاعة المسلسل الدرامى، حذر ريتشارد كيمب، المستشار السابق للحكومة البريطانية فى مكافحة الإرهاب من أن المسلسل سيكون بمثابة وسيلة دعاية من أجل التجنيد لتنظيم داعش، وهو رأى أبرزته الصحف العديدة، واتهمت صحيفة الديلى ميل المخرج  كوسمينسكى والقناة الرابعة بتمجيد تنظيم داعش بعد الحلقة الأولى التى بثت بعد هجمات إسبانيا الأخيرة. وكان موعد بداية بث البرنامج  قد أثار استياء بعض الصحف التى اتهمت المحطة بأنها أساءت اختيار موعد عرض المسلسل.  وأشارت جريدة الديلى ميل أن المسلسل هو سم نقى وأنه فيلم تجنيد نازى من الثلاثينيات. ولكن المسلسل حصل على دعم تشارلى وينتر، وهو باحث بارز فى المركز الدولى لدراسة التطرف (إشر) فى كلية كينجز فى لندن، الذى درس  تنظيم داعش عن كثب. وقال وينتر (كان من الواضح جدا أنه تم البحث بشأن حقيقة التنظيم بشكل جيد للغاية).

وأضاف أنه بالتأكيد لم يكن البحث بشأن حقيقة تنظيم داعش سطحيا  وهو الأمر الذى اثار اعجابه بشكل كبير، ومن وجهة نظره اعتمد صناع المسلسل على فيديوهات التنظيم ولهذا اتسم  المسلسل بالكثير من الواقعية. وحسب وينتر فإن بعض الانتقادات الموجهة إلى المسلسل كانت سخيفة. من جانبها  أصدرت القناة الرابعة بياناً للرد على هذه الانتقادات وكتبت فيه إن مسلسل الدولة يقوم على أبحاث واقعية واسعة، ويقدم  نظرة عن الأعمال المروعة التى تقوم بها داعش. 

وأضافت المحطة أنه خلال الحلقات الأربع سيكشف المسلسل بعمق الواقع الوحشى لتجارب الشخصيات فى الحياة فى سوريا ضمن تنظيم داعش، وأكدت المحطة أن المسلسل لا يدعو  فى أى وقت من الأوقات ولا يشجع الآخرين على السير على خطاهم. وألقت المحطة الضوء على صعوبة تناول مثل هذه القضية ولكن مواجهتها أمر ضرورى وملح.  

المسلسل لا يعتمد على فكرة تجسيد أعضاء تنظيم داعش فى صورة وحشية ولكنه يقدم صورة واقعية بكل تفاصيلها السيئة والجيدة، كما  تحمل الشخصيات المقدمة ملامح تعكس الواقع فى كواليس التنظيم الإرهابى.  ومن ناحية أخرى دعت بيثانى هينس، ابنة ديفيد هينز، الذى قتله التنظيم فى عام 2014، القناة إلى تأجيل بث المسلسل، فى هذا الإطار كتبت جريدة الديلى ميل فى إطار انتقاداتها : «آخر ما تحتاجه هذه العائلات هو دراما عن الدولة الإسلامية على شاشة التليفزيون، وفى الوقت نفسه تمزق حياتهم بشكل فعال من قبل نفس المجموعة».

على تويتر، رفض بعض المشاهدين الانتقادات بأن المسلسل الدرامى  يضيف بريقاً على الحياة فى الدولة الإسلامية، بينما اعتبر آخرون قرار إذاعته شجاعًا.