آخر صيحات داعش "تسميم أوروبا"

العدد الأسبوعي

عناصر داعش الإرهابية
عناصر داعش الإرهابية - أرشيفية


أسلوب جديد بعد الدهس والطعن

■ "غزوات السيانيد".. التنظيم يأمر «ذئابه» فى الغرب بحقن الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك والأطعمة المكشوفة والخمور بالسم


دعوة داعش لأتباعه فى الغرب تستهدف «عمليات تقتل الآلاف من الناس»، وتحرض العاملين فى المسالخ والمتاجر المشهورة، والمصانع ومحلات السوبر ماركت أيضًا، على وضع سم السيانيد فى الأكل المكشوف وفى الخضار والفواكه أو اللحوم أو خلطها بالخمور، وذلك بأوامر واضحة «ادرسوا أنواع السموم وطريقة تحضيرها، ستقتل المئات فى لحظات».

وذلك مع تعليمات موازية بـ«الإبلاغ عن وجود سموم قاتلة بعد حقن الخضروات والفواكه والأسماك بها، لنشر الفزع والتسبب فى خسائر مالية كبيرة».

«اطعنه..احرقه.. سممه» هو شعار قديم سبق أن أطلقه داعش فى إصداراته منذ عام 2015، لكن لم يثبت أن تحول إلى وقائع حقيقية على الأرض إلا مرة واحدة، بعد اكتشاف محاولة اليمنى عامر سنان الحجاجي22 عاما، فى سان فرانسيسكو خلط دس سم الفئران مع بعض العقاقير وتوزيعها فى الملاهى الليلية، واعترافه، وفقاً لتقارير متداولة، بالسعى لتصنيع خلطة، من مزج مادة الستريكنين (مبيد آفات) والكوكايين عالى السم.

التهديد بتسميم الأطعمة فى الأسواق والبقالات يهدد بكوارث لا حصر لها إذا ما طال وجبات تقدم لتجمعات بالآلاف، كما هو الحال بالمصانع والشركات وغيرهاأيضا.

كما أن الرعب الجديد الذى ينتظر أوروبا بتسميم الطعام سبقته الشهر الماضى دعوة لا تقل خطورة أيضاً، وجه خلالها تنظيم القاعدة أتباعه هو الآخر باستهداف شبكات المواصلات الحيوية، وفى مقدمتها القطارات والسكك الحديدية ومحطات المترو، حيث أطلقت المخابرات الألمانية تحذيراً شديد اللهجة باحتمال وقوع هجمات إرهابية تستهدف القطارات فى دول الغرب، عبر محاولة «إزاحة القطارات عن مساراتها ومضاعفة عدد ضحايا عملياتهم الإرهابية».

وكان تنظيم القاعدة قد حرض العناصر الموالية له عبر مجلته الإلكترونية الإنجليزية الشهيرة «إنسباير»، على ضرورة بدء حرب «حرف القطارات وقلبها»، خاصة فى بريطانيا، وكذلك فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وباقى الدول الغربية التى تمتلك خطوط سكك حديدية ضخمة، تمتد آلاف الكيلومترات، ويصعب جداً تأمينها بشكل كامل.

قدمت «انسباير» لمتابعيها وسيلة غاية فى البساطة لتنفيذ عملية قلب القطارات، عبر دفعها للانحراف عن مسارها بوضع أداة على القضبان، حيث صاحبت الأوامر شرحا تفصيليا لكيفية تصنيع هذه الأداة وكيفية استخدامها فى تنفيذ العملية، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر فى الأرواح وإثارة الرعب بين المسافرين والركاب، ودفع أجهزة الأمن إلى فرض مزيد من التضييق والإجراءات الأمنية «حان الوقت لأن نبث الخوف بينهم وندفعهم لفرض إجراءات أمنية مشددة كما فعلوا فى النقل الجوى».

فيما حذرت المخابرات الألمانية من أن دعوة «قلب القطارات» من المتوقع ألا تكون حكراً فقط على عناصر القاعدة وأن تتحول إلى «إلهام» لعناصر داعش أيضاً، والذين سيبدأون فى تطبيقها أيضاً، كما حدث قبلا مع استراتيجية الدهس بالسيارات التى أسس لها أنور العولقى منظر القاعدة ثم طورها وطبقها تنظيم داعش على الأرض لاحقاً.

الدعوة الجديدة لاستهداف القطارات، يطرح بها تنظيم القاعدة نفسه أيضاً على الساحة الإرهابية الدولية من جديد مع حلول الذكرى الـ16 لذكرى تفجير برجى التجارة فى نيويورك، الذى قسم تاريخ الإرهاب فى العالم بأكمله إلى ما قبل 11 سبتمبر2001، ومابعد 11سبتمبر!.

وذلك فى ظل شكوك بشأن ولاء الخلية التى نفذت عمليتى الدهس فى مدينتى برشلونة وكامبريلس بإقليم كاتالونيا فى إسبانيا، لتنظيم داعش، رغم إعلانه مسئوليته عن العملية، ووجود ترجيحات لدى عدد من الدوائر البحثية وأجهزة الأمن فى الغرب،على الرغم من ذلك، بتبعية منفذى الهجمات لتنظيم القاعدة، وذلك على خلفية صلات مؤكدة لقائد الخلية، والعقل المدبر للهجمات، الإمام عبدالباقى الساتى، بأعضاء خلية تفجيرات مدريد 2004التابعة لتنظيم القاعدة.

وهى ترجيحات إن صحت تكون عملية برشلونة، هى عودة قوية لعمليات القاعدة فى أوروبا.

فيما تحل الذكرى الـ16 لتفجيرات 11سبتمبر مع صعود جديد لنفوذ تنظيم القاعدة،شهده العام2017، تزامن مع تداعى «خلافة البغدادى» الداعشية بالعراق وسوريا.

حيث نجح إياد أغ غالى زعيم تنظيم «جماعة أنصار الدين» فى توحيد أربعة من التنظيمات الإرهابية فى دول الساحل والصحراء فى إفريقيا، وهى «جماعة أنصار الدين» و«جبهة تحرير ماسينا» و«إمارة منطقة الصحراء الكبرى»و«تنظيم المرابطين»، فى تنظيم جديد باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» يمتد نفوذه فى النيجير ومالى وجنوب الجزائر وموريتانيا وغرب إفريقيا، وأعلن بيعته لتنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهرى، والولاء الكامل لأمير القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان الملا هيبة الله، ونفذ التنظيم الجديد بعد المبايعة، سلسلة من الهجمات المؤثرة بكل من الجزائر ومالى وبوركينافاسو، والنيجر.

وذلك بخلاف الفرع القوى للقاعدة فى بلاد اليمن وليبيا، وكذلك الفرع السورى « جبهة النصرة» الذى تحول الآن إلى هيئة تحرير الشام بعد أن ضم إليه تنظيمات جبهة فتح الشام وحركة نور الدين زنكى ولواء الحق وجيش السنة وجبهة أنصار الدين.

القاعدة أيضاً لا تتوانى عن الطرق على الحديد الساخن، وتستمر فى التركيز على تكرار الظهور الإعلامى عبر تسجيلات صوتية لحمزة نجل أسامة بن لادن للترويج لنفسها من جديد، وتجنيد المزيد وضخ دماء جديدة للتنظيم العجوز، وذلك بتصدير بن لادن الصغير كقيادة شابة جديدة، تحمل اسم الزعيم المؤسس، وتجذب إليها مزيداً من الشباب الذين احتكر تنظيم البغدادى تجنيدهم طوال الفترة الماضية، التى حملت شعاراً اشتهر فى الأوساط الإرهابية «إذا كنت شاباً فاذهب إلى داعش».