موسم الأكاذيب الإسرائيلية عن "صفعة العبور"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


■ صحيفة إسرائيلية تزعم: عميل بالقيادة المصرية أبلغ "تل أبيب" خلال الحرب بمعلومة أنقذتها من كارثة


كالعادة مثل كل عام ومع اقتراب الذكرى السنوية لملحمة أكتوبر العظيمة، تنشر إسرائيل، أكاذيب جديدة تدعى أنها وثائق عسكرية سرية لم تُنشر من قبل، لكنها فى الواقع اختلاقات من وحى الخيال، وللتقليل من شأن الانتصار المصرى الساحق.

وسائل الإعلام الإسرائيلية، كثفت التقليل من الانتصار المصرى، حيث زعمت صحيفة «إسرائيل اليوم»، تحت عنوان «المعلومة المصرية التى أنقذت إسرائيل فى حرب أكتوبر»، أن رئيس الموساد الأسبق «تسيفى زامير»، تلقى خلال اجتماع القيادات السياسية والعسكرية فى تل أبيب، لبحث تنفيذ عبور مضاد، والذى انعقد فى 12 أكتوبر 1973، معلومة من مصدر مصرى موثوق به، عن خطة الجيش المصرى لهجوم فى عمق سيناء، مشيراً إلى أن هذا الشخص ليس أشرف مروان.

وروى «زامير»، 93 سنة، أن حالة من التشاؤم سادت الاجتماع قبل وصول المكالمة من «المصدر المصرى الرفيع»، وقال وزير الدفاع وقتها موشيه ديان، إنه فى حالة فشل الهجوم الإسرائيلى، سيضطر الجيش للتراجع للدفاع عن مداخل تل أبيب.

وقال «زامير»، إن مدير مكتبه «فيردى عاينى»، أبلغه خلال الاجتماع أن المصدر المصرى الرفيع، الذى لم يسبق لزامير لقاءه، لكنه مصنف، كصاحب معلومات موثوق بها، نقل معلومة تفيد بأن القوات المصرية تنوى خلال الأيام المقبلة إنزال قوات مظلية بواسطة الطائرات المروحية على المواقع التى تستهدف ضربها، من ضمنها ممر الجدى وممر متلا، ووقتها أبلغ زامير القيادات بالمعلومة، لكنه أضاف إن قوات المظلين لن تقوم بالعملية وحدها، لكنها ستكون مصحوبة بقوة مدرعات، ستقوم بالهجوم على خط الممرات، ووقتها اقترح «زامير» الانتظار بضعة أيام، للتأكد من تنفيذ خطة الهجوم المصرى، والاستعداد لها، وعلقت جولدا مائير بسعادة بقولها: «لقد أنهى زامير اجتماعنا اليوم».

وزعمت الصحيفة، أنه فى 14 أكتوبر، عبرت المدرعات المصرية، قناة السويس، ولكن القوات الإسرائيلية، صدت هجومها وهو ما اعترف به اللواء سعد الدين الشاذلى بعد ذلك، وفقاً للصحيفة، وأنه أكد تدمير حوالى 250 دبابة، خلال هذه العملية، بينما زعمت الصحيفة، أن المعركة تغيرت رأساً على عقب، بفضل «المعلومة الذهبية» التى نقلها المصدر المصرى الرفيع.

وكتب «إيتان كلينسكى»، الجندى السابق الذى شارك فى الحرب، كجندى احتياط، فى موقع «نيوز وان»، الإخبارى العبرى، تحت عنوان: «كان من الممكن منع حرب يوم الغفران»، زاعماً أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حاول أكثر من مرة، التقرب لإسرائيل قبل الحرب بـ3 سنوات، لإنهاء القضية سلمياً.

استند «كلينسكى» على الأرشيف العسكرى المفبرك لتل أبيب من خلال وثيقة مشكوك فى مصداقيتها، لتدعيم وجهة نظره، أشارت إلى أنه فى أبريل عام 1970 قدم الرئيس عبد الناصر، دعوة خاصة لرئيس الكونجرس اليهودى «ناحوم جولد مان»، الحاصل على الجنسية الإسرائيلية، لمقابلته فى القاهرة، ليوضح له اهتمام مصر، بعقد مبادرة سلام مع إسرائيل، حيث قرر جولدمان عرض مبادرة ناصر على رئيسة الوزراء جولدا مائير، التى قررت منعه من السفر لإتمام المقابلة. ووقتها كما يزعم كاتب المقال، شعر «جولدمان» باستياء شديد، بعد رفض مائير المبادرة المصرية، حسب زعم الكاتب، كما أعرب عن غضبه من تعنتها المستمر وعدم احترامها للعروض والمبادرات «الكثيرة»، التى قدمها عبد الناصر لإسرائيل، عن طريق وزير المالية الأمريكى «روبرت أندرسون»، الذى كان يُعد وقتها، المبعوث الخاص للرئيس جونسون، فى الشرق الاوسط. وزعم الكاتب أيضاً، أنه بالإضافة لعدم قبول جولدا مائير لمبادرات ناصر، إلا أنه يرى أن الرئيس جونسون، لم يتعاون أيضاً فى هذا الشأن، نظراً لتورطه فى هذا التوقيت فى حرب فيتنام، ما جعله لا يهتم بالمبادرات التى كان يعقدها، وزير خزانته.