لبنان تحاكم فيروز ونقاد مصريون: "صوتها وإحساسها يكفى"

العدد الأسبوعي

فيروز
فيروز


طرحت السيدة فيروز ألبومها الجديد «ببالى» والذى يشكل رقم 99 فى مسيرتها الفنية الطويلة، وهو الألبوم الذى استقبله محبوها بتعليقات وآراء متباينة، فمنهم من اعتبر أن هناك حاجة لسماع صوت كفيروز فى ظل الأغانى الهابطة، ومنهم من شعر بخيبة أمل بعد سماع الألبوم لأنه لا يجوز أن تغيب سبع سنوات وتعود بأغنيات بنفس المستوى الذى قدمته.

وفى هذا التحقيق رصدنا بعض الآراء التى نشرتها الصحف اللبنانية حول الألبوم، فمثلاً الصحفى جان مخول، اعتبر الألبوم «سقطة فنية لا تليق بتاريخ فيروز»، داعيًا المجلس الدستورى إلى إبطال ألبوم فيروز وسط مطالبات من البعض بإطلاق عريضة وطنية لوقف هذه «المهزلة» على حد وصفه، وانتقد بشدة، اختيارات ريما الرحبانى والكلمات التى كتبتها، وهى كلمات وألحان «مترجمة بالكامل من أغان لأعمال أجنبية عالمية ومعروفة»، وقال: أيضا «اختارت خليفة سلالة الرحابنة المدعوة ريما أن تختم مسيرة والدتها بتحفة فنية برعاية جوجل للترجمة»، وأطلق مغردون هاشتاج ريما أطلقى سراح فيروز وكفى يدك عن فيروز، وقالت بعض التغريدات إن «فيروز بدت كما لو أنها عاجزة عن اتخاذ القرار، وتتلقى قراراتها بأوامر من ابنتها حتى لو آلت النتيجة إلى الفشل».

أما عبده وازن المحرر الثقافى بجريدة الحياة، فيرى عودة فيروز بهذه الأغانى المقتبسة مغامرة تحسب لها فى ظل غياب الملحنين الكبار عن الساحة، فى الوقت الذى احتج الموسيقى الشاب ريان الهبر على وضع فيروز خارج النقد، واستغرب لجوء السيدة فيروز إلى ترجمة الأغانى فى ظل وجود قامات فنية موسيقية وشعرية قادرة على منح فيروز عملاً يليق بها وبتاريخها أرقى بكثير.

لكن النقاد المصريين كان لهم رأى آخر ومن جانبه دافع الناقد أحمد السماحى عن ألبوم فيروز الجديد معبرًا عن سعادته واستمتاعه بتجربة فيروز الجديدة، مؤكداً أن صوتها كفيل أن يطيح بكل الانتقادات التى وجهت لها، كما أنها احتفظت بإحساسها الحاضر وتحكمت فى عربها رغم أنها فى الثانية والثمانين من عمرها لكن صوتها ما زال دافئا، ويؤكد أصالة موهبتها، ويرى أن سبب حملات الانتقاد تعود إلى أن فيروز قدمت تجربة جديدة، وكل جديد عادة ما تتم محاربته، ولم تكن المرة الأولى التى «تقتبس» فيروز موسيقى وأغانى عالمية، فأغنية «يا أنا يا أنا» مقتبسة من موسيقى السيمفونية الأربعين للموسيقى النمساوى موزارت، و»كانوا يا حبيبى» مركبة على موسيقى الروسى ليف كنيبر، وغنت فيروز هذه الأغانى فى حياة عاصى ومنصور الرحبانى وكلها هوجمت فى البداية وأصبحت من الكلاسيكيات فيما بعد، ورأى أن فيروز فى هذا الألبوم بمثابة شابة فى مقتبل العمر قادرة على الجرأه فى الوقت الذى يعتمد نجوم كبار فى الساحة على اللعب فى المضمون، لكن هذه التجربة سيتم إدراكها ونجاحها بعد سنوات، مثلما حدث من قبل مع تجربتها مع زياد وهو ما أطلق عليه ألبوم الجاز والآن يعتبر من أحلى ما غنت فيروز.

وعلى النقيض تبنى الناقد أشرف غريب وجهة النظر المعارضة، وأكد أن هذا الألبوم لا ينتمى لفيروز التى اعتاد عليها الجمهور، وربط بين أداء فيروز بما فعلته نجاة عندما قررت العودة للغناء منذ عام، وأرجع الأمر لأسباب اقتصادية قائلا: «يبدو أنها تبحث عن انتعاشه مادية»، وشدد على أن فيروز ومن يتعامل معها شديد الذكاء، وأدركوا المرحلة العمرية والصحية التى تمر بها فاختاروا أغنيات تلائمها وانحصر صوتها فى 5 موازير فظهر جيد وهى فى خريف العمر، لكن بمقارنة أدائها فى الألبوم بأغنية مثل «مرسال المراسيل»، سيتضح أن صوتها ليس بوهج فيروز التى عرفها الجمهور، وذلك تسبب فى خيبة أمل للبعض فصوتها بات متعباً، ولم تعد تسيطر عليه بنفس الاقتدار السابق، كما أن توزيع الألبوم كله بالبيانو، أحدث تشابهاً بين الأغنيات فلم يشعر من يستمع بالتفاعل معها، وإن كان الكلام هو أفضل ما فى التجربة، والمفردات التى تعتمد على الخيال والطبيعة، الثلج والشتاء، واستحضار المشهد فيه دراما جيدة لكن تظل المفردات مكررة، وقال غريب: «عند سماع الألبوم تشعر أنها لم تكن تنتوى الغناء طيلة السنوات السبع لكن الفكرة جاءت طارئة، فهذا الألبوم لا يمكن أن يكون نتاج عمل 7 سنوات، وأبدى اندهاشه من مهاجمة فيروز فى لبنان لأنهم دائماً ما يقدسون نجومهم ويعتبرون فيروز ووديع الصافى وماجدة الرومى سفراء لبنان حول العالم.

واختتم حديثه مطالباً فيروز بالاعتزال حفاظاً على مسيرتها، وأن تأخذ عبرة من تجربة صباح، فالنجم ليس شرطاً أن يظل ممارسا للفن لآخر يوم خاصة إذا لم يكن قادراً على العطاء لذا يتوجب عليها احترام مشوارها وترك الساحة مخلفة ذكرى جميلة لكل عشاقها.