مجزرة لاس فيجاس.. "ضحايا.. وملياردير مختل"

العدد الأسبوعي

مجزرة لاس فيجاس
مجزرة لاس فيجاس


استيقظ العالم صباح الاثنين الماضى على تفاصيل واحدة من أكبر المجازر فى تاريخ الولايات المتحدة،  بعد أن فتح ستيفن بادوك النار على حشد من 22 ألف شخص يحضرون مهرجان موسيقى. وعلى الرغم من إعلان تنظيم داعش تبنيه للحادث فى بيان أشار فيه إلى أن بادوك أعلن إسلامه منذ عدة شهور، إلا أن المباحث الفيدرالية أكدت فيما بعد أن البحث لايزال جاريا حول الدوافع الحقيقية لارتكابه هذه الجريمة التى أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 59 شخصا وإصابة 527 آخرين.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن بادوك، الذى انتحر بعد ارتكابه المجزرة، كان يمتلك ترسانة  تضم 23 قطعة من الأسلحة داخل غرفته فى  الطابق 32 من فندق وكازينو ماندالاى باى  الذى يقع أمام  المهرجان.  تضم هذه الترسانة أسلحة أوتوماتيكية بالكامل تسمح لمطلق النار إطلاق الرصاصة بعد رصاصة ببساطة عن طريق الضغط باستمرار على الزناد، مع توقف فقط لإعادة ملء الذخيرة. باستخدام هذه الأسلحة، كان بإمكان بادوك أن يطلق مئات الجولات من الرصاص فى الدقيقة الواحدة على الحشد.

لم تكتمل بعد الصورة النهائية عن حياة بادوك البالغ من العمر 64 عاما،  وبحسب جريدة الدايلى ميل البريطانية فإن المعلومات المتوفرة عنه تشير إلى هوسه السرى بالبنادق إلى جانب بعض المعلومات المتعلقة بإمكانية معاناته من إدمان القمار. وقد نجح بادوك المحاسب المتقاعد  فى جمع ثروة كبيرة تقدر بملايين الدولارات من خلال الاستثمار فى العقارات. كما كان لديه رخصة  طيران  وامتلك طائرتين، فضلا عن العديد من العقارات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة.

حسب إريك شقيق ستيفن بادوك فإن شقيقه كان شخصا عاديا لا يميل للعنف. ويبدو أن إريك لم يعرف شقيقه بشكل جيد جدا لأن الشرطة وجدت أن بادوك قد جمع ترسانة هائلة تضم ما يقرب من  42 قطعة من الأسلحة النارية احتفظ بها فى منازله المختلفة. وكان بادوك قد تنقل على مدار حياته بين 27  منزلا فى ولايات نيفادا وفلوريدا وتكساس، وبخلاف حرصه على التنقل المستمر، تبدو حياة بادوك حياة هادئة وغير ملحوظة  ويبدو أنه غير متزوج وإن كانت تربطه علاقة صداقة بسيدة تدعى مارليو تبلغ من العمر 62 عاما.

كما نفى إريك بادوك ادعاءات تنظيم داعش المتعلقة بتحول شقيقه للإسلام، وقال إريك: «لم يكن له أى انتماء دينى ولا انتماء سياسى». وأضاف أن الهواية الوحيدة لشقيقه كانت لعب القمار، حيث فاز فى إحدى المرات بمبلغ 40 ألف دولار.  وقبل أيام  من ارتكابه لجريمته  شوهد بادوك فى لاس فيجاس،  وحسب التحقيقات أنفق الآلاف من الدولارات فى لعب القمار حيث خسر 30 ألف دولار فى يوم  و20 ألف دولار فى يوم آخر، كما عقد عددا من الصفقات فى مدينة القمار الأمريكية لم يتم الكشف عن طبيعتها.

وتستبعد أغلب التحليلات الأمريكية أن يكون بادوك ذئبا منفردا ارتكب عملية إرهابية بالنيابة عن تنظيم داعش، وتشير معظم التقارير إلى أن الحادثة هى عمل مجنون ارتكبه شخص مهووس بالعنف، الأمر الذى فتح باب الانتقادات لقوانين ترخيص الأسلحة فى الولايات المتحدة. ليست هذه المرة الأولى التى تشهد فيها الولايات المتحدة مجزرة من هذا النوع، حيث يسمح القانون الأمريكى فى الكثير من الولايات للمواطنين بحمل الأسلحة دون الحصول على ترخيص. وهناك حالة جنون امتلاك الأسلحة فى الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال هناك 600 مليون قطعة من الأسلحة الخفيفة يتم تداولها فى العالم بشكل عام من ضمنهم 250 مليونا فى أمريكا فقط. وتصل نسبة الأسلحة الخاصة فى أمريكا 112%، وتصل تكلفة العنف فى أمريكا ما يعادل ألفــى مليار دولار سنويا  مع أكثر من 30 ألف عملية قتل باستخدام السلاح سنويا تحدث فى مختلف الولايات الأمريكية.