قطر تخوض معركة غير شريفة للفوز برئاسة "اليونسكو"

عربي ودولي

اليونسكو
اليونسكو


تواصل إمارة قطر معاركها غير الشريفة لتؤكد على مواصلتها التمرد على جيرانها والتحالف مع الأعداء، فهي لم تكتف بدعمها للتنظيمات الإرهابية وتحالفها العلني مع إيران العدو الأبرز للمنطقة العربية، بل ذهبت إلى خوض حروب أخرى، لكنها تخلو من الشرف والنزاهة، كما تؤكد العديد من التقارير الغربية.

والحرب الجديدة غير الشريفة التي تخوضها حالياً الدوحة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية (اليونسكو)، معتمدة على شراء الذمم والتزوير في محاولة لتنصيب حمد الكواري (69 عاماً) وهو وزير سابق ودبلوماسي لرئاسة المنظمة التي تمر بأزمة عميقة من أجل انتخاب مدير عام للمنظمة.

وكشفت صحيفة اللوموند الفرنسية في تقرير لها إلى تزوير بريد إلكتروني باسم المنظمة وإرسال من خلاله سيلاً من الرسائل الهادفة إلى دعم المرشح القطري.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية في باريس "إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تمر هذه الأيام بأزمة عميقة جراء المعركة السياسية والدبلوماسية القائمة من أجل انتخاب المدير العام المقبل للمنظمة في 9 من الشهر الجاري، من قبل أعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 58 عضواً".

ووفقاً لصحيفة اللوموند في عددها الصادر اليوم الجمعة، تحت عنوان "اليونسكو تبحث عن مدير"، فإن 8 دول تتنافس على المنصب (الصين، فيتنام، أذربيجان، فرنسا، مصر، قطر، لبنان، العراق) فيما يميل مرشح العراق إلى الانسحاب لصالح المرشحة المصرية مشيرة خطاب (73 عاماً)، وزيرة وخبيرة في منظمة الصحة العالمية، غير أن موقفه لم يحسم بعد.

وبشكل عام يعتقد المستشارون العرب أن دورهم قد حان بالفعل لقيادة اليونسكو، حيث أنه منذ 1945 تعاقب على المنظمة مدراء من الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين والأفارقة، فيما لم يحظ بالمنصب أي عربي من قبل.

وبحسب الصحيفة فإن قطر تعتبر أول بلد يشرع في المعركة بشكل حاد، معتبرة أن مرشحها حمد الكواري (69 عاماً) وزير سابق ودبلوماسي ورجل دولة، هو الفائز من دون منافس، للدرجة التي دفعته إلى الإعلان قائلاً بشكل استفزازي: "أنه الرابح، وأنه أحد الأشخاص القلائل الذي حظى بتكريم 3 رؤساء فرنسيين مختلفين (ميتران، جيسكار، هولاند) لهذا أنا المفضل، ولهذا سأنتخب".

وتنبه الصحيفة على أن إمارة قطر لازالت تعمل على تكريس سياسة التعصب في المنظمات الدولية عبر استخدام سياسة الصكوك الكبيرة، ففي العام 2014 ساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار لصندوق التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وقبل عامين مارست ضغوطاً مالية شديدة لاندماجها في المنظمة الدولية للفرنكوفونية بوصفها عضواً منتسباً، وقد تم هذا من دون المرور عبر الاقتراع، واليوم تفعل الشيء ذاته كي تفوز بقيادة أحد أهم منظمات الأمم المتحدة.

وتؤكد الصحيفة على أن قطر تلعب الآن على كافة الوجوه، ففيما يبدي مرشحها نوعاً من الغرور والثقة الزائدة، بدأت بالتزامن في تحريك جماعات الضغط على شبكات التواصل الاجتماعي بينما تمارس هي ضغوطاً مالية من نوع آخر، وفي الوقت نفسه تبدو مائلة للترغيب عبر توجيه الدعوة إلى كافة أعضاء المجلس التنفيذي إلى رحلة مدفوعة بالكامل في أرقى الفنادق إلى الدوحة للتعرف عليها.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تنتهج قطر بعض الأساليب التي لا تتوافق مع تاريخ وسياسة المنظمة، مثل إرسال فيضان من الرسائل الإلكترونية على عناوين الصحفيين المعتمدين لدى المنظمة مستخدمة في ذلك عنوان إلكتروني وهمي يشير إلى أنه أحد عناوين المنظمة:information.unesco@gmail.

وتفيد هذه الرسائل أن المرشح القطري قد طمأن كافة الموظفين المتضررين من الأزمات المالية التي عانت منها المنظمة مؤخراً، وأنه تمكن من إبعاد منافسيه، وأن بعض المرشحين قد انسحبوا بالفعل لصالح المرشح القطري، إضافة إلى سيل من التمجيد في مرشح الدوحة ولازالت المعركة دائرة.