خبراء يكشفون.. هل ينفذ ترامب تهديده بالانسحاب من الإتفاق النووي؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


يستمر الاتفاق النووي الإيراني بين القوى العظمى وإيران، نقطة جذب قوية، لا سيما طهران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حملة على طهران، يلمّح من خلالها، إلغاء هذا الاتفاق.

تهديدات دائمة
وتنهمر تهديدات الرئيس الأمريكي، بين الحين والاخر، بإلغاء هذا الاتفاق، مع إيران، حيث ينتظر الجميع بما في ذلك القوى العظمى، خلال الأيام المقبلة، إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، وفق ما أعلنه البيت الابيض اتخاذ خطوات للضغط على إيران دون إلغاء الاتفاق تمامًا.

ضرورة محاسبة النظام الإيراني
وفي مكالمة هاتفية أمس، مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ضرورة العمل الجماعي لمحاسبة إيران على أنشطتها الشريرة والمزعزعة للاستقرار، ولاسيما رعايته للإرهاب وتطويره لصواريخ تمثل تهديدا، حسبما قال البيت الأبيض في بيان له.


ماي: المهم مراقبة الاتفاق بعناية وتنفيذه بالشكل الصحيح
وبرغم اعتراض ترامب، إلا أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيرزيا ماي، جددت في بيان أصدره مكتبها، التزام بريطانيا القوي بالاتفاق النووي مع إيران إلى جانب شركائها الأوروبيين، موضحة أن الاتفاق في غاية الأهمية للأمن الإقليمي.

وقالت ماي، حسب بيان مكتبها، "أن من المهم مراقبة الاتفاق بعناية وتنفيذه بالشكل الصحيح"، مضيفة "بحثت مع ترمب أيضا ضرورة أن تعمل بريطانيا والولايات المتحدة والقوى الأخرى معا، للتصدي للأنشطة الإيرانية التي تزعزع استقرار المنطقة".


كيري: الكونجرس حكمًا وليس ترامب
السبت الماضي، أكد جون كيري، وزير الخارجية السابق، أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، فإن مصيره سيؤول إلى الكونجرس، بالنظر إلى أن أحكام مراجعته بالأصل تم تصديقها بداخله في عام 2015.

وأضاف "كيري"، أن هذا القرار لا ينبغي أن يكون لعبة في يد ترامب أو غيره، لأن من شأنه أن يُهدّد أمن أمريكا بأكملها، مشيرا إلى أنه إذا ما حكمنا بموضوعية على الاتفاق النووي فهو أفضل حالًا لا سيما وأن إغلاق المسارات لإيران كان سيفضي إلى حصولها على سلاح نووي.

وأوضح قائلًا "كان ينبغي التدخّل سريعًا لتقويض قُدرات مُفاعلات طهران النووية القادرة على إنتاج ما يكفي من البلوتونيوم لصنع أسلحة نووية، خاصة أنها كانت ستتمكّن من صنع قنبلتين نوويتين سنويًا، حسب تعبيره.

رئيس الكونجرس الأمريكي: إتفاق سيئ
من جهته وصف رئيس الكونغرس الأمريكي "بول رايان" الإتفاق النووي مع نظام الملالي بأنه "اتفاق سيئ"، مضيفا "سيعلن رئيس الجمهورية الأمريكية استراتيجية حيال النظام الإيراني، ونحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة تجاه النظام الإيراني وحاليا لم نحظ بهكذا موضوع"، حسب تعبيره.

إيران هي الأكثر تهديدًا
وفي يونيو الماضي، كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي إيه"، مايك بومبيو، أن حكومة الرئيس دونالد ترمب، تسعى لإيجاد تغييرات جذرية حول سياسات الولايات المتحدة في كيفية التعامل مع النظام الحاكم بطهران ومواجهة التوسع الإيراني في المنطقة.

وأكد حينها أن إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة الأميركية في العالم، وأن السياسة الأميركية تجاه النظام الإيراني سيلحقها تغييرات، قائلا: "نحن بدأنا وأولى الخطوات هي أن الرئيس ترمب بدأ بتأسيس ائتلاف من دول المنطقة لإيجاد أرضية مشتركة في مواجهة التوسع الإيراني".

مراجعات شاملة مع إيران
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد كشف في فبراير الماضي أيضا، أن واشنطن تقوم بمراجعة شاملة لسياستها تجاه إيران.

وشنّع "تيلرسون" وقتها على نشاطات حزب الله اللبناني والوضع في اليمن والميليشيات الموالية لإيران في العراق، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة.

الإنسحاب مستبعد
ويرى أحمد قبال، الباحث والمتخصص في الشأن الإيراني، أنه لايزال انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران مجرد تخمينات وإعلانه عدم التزام إيران ببنود الاتفاق لا يعني بالضرورة انسحاب واشنطن من المعاهدة، حتى وإن فرضت مزيد من العقوبات الأحادية ضد إيران.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر" قائلا "التلميح الأمريكي بالانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران لا يلقى توافق من باقي أطراف الاتفاق وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا، حتى أن بعض الأطراف أكدت على التزامها بالاتفاق وأثنت على التعاون الإيراني في هذا الشأن.

أزمات في حال الإنسحاب الأمريكي
وأوضح المتخصص في الشأن الإيراني، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لن يكون فقط موقف أمريكي مرفوض من جانب أطراف الاتفاق الأخرى، لكنه سيمهد لاشتعال أزمة نووية جديدة في أعقاب الأزمة الكورية الأخيرة.

ولفت إلى أن الانسحاب الأمريكي بشكل مفاجئ ودون تنسيق مع باقي أطراف الاتفاق وإن كان لصالح دول بالمنطقة حذرت مرارًا من أهداف إيران التوسعية ومن مردود هذا الاتفاق على مكانة إيران ونفوذها الإقليمي، إلا أنه سيمثل بداية لسلسلة جديدة من التحالفات والاصطفاف الإقليمي بما يخدم المصلحة الإيرانية ويمنح إيران الحجة للتملص من التزامتها الدولية والسعي لامتلاك القنبلة النووية الأولى كنظيرتها كوريا الشمالية.

وأكد قائلا "الانسحاب الأمريكي الأحادي حتى وإن التزمت باقي الاطراف بالمعاهدة، سيصيب الاتفاقية بخلل لا يمكن تداركه، وسيجعل من المستحيل العمل بها نتيجة وقف الالتزامات الأمريكية، والنهج الأمريكي المتوقع سيكون في إطار إعادة العمل وفق دعاية الفزاعة الإيرانية والتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة"، حسب قوله.

إفشار: أمريكا ستعلن سياسة التشدد مع النظام الإيراني
من جانبه قال موسى افشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المقاومة الإيرانية، إنه يتوقع أن يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى التشدد أمام النظام الإيراني، موضحًا أن الأمر سيقع بين حالتين، إمّا الانسحاب من الاتفاق النووي، أوإبقاء الاتفاق لمدة ثلاثة أشهر أخرى قيد الرقابة المشددة عليه، مع ترجيحه الأخير.

وأضاف "إفشار" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإدارة الأمريكية ستوجه رسالة قوية إلى النظام الإيراني، من خلال تصنيف الحرس الثوري ضمن قوائم الإرهاب، مما سيترتب على نظام الملالي نفس العقوبات التي كانت مفروضة عليه قبل الإتفاق النووي، خاصة أن الحرس الثوري تحول إلى أكبر المؤسسات الإقتصادية في إيران، موضحًا، أن التعاقد مع تلك المؤسسة ضمن أية صفقات، من الأمور المحذورة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن الولايات المتحدة مقبلة على سياسات متشددة تجاه الملالي.