"عبدالعزيز" ضحية الخطأ الطبي يوارى الثرى وذووه يصرون على القصاص

السعودية

بوابة الفجر


تسلمَ ذوو ضحية الخطأ الطبي، الحدث "عبدالعزيز العيلي" في الطائف جثمانه، وصلوا عليه في جامع العباس، وتم تشييعه ودفنه، وسط إصرار على مواصلة المُطالبة بحقه، والاقتصاص من المستشفى الخاص الذي ارتكب الخطأ الطبي، وقد بدؤوا في استقبال المعزين وسط حزن شديد على فقدان ابنهم والذي دخلَ المستشفى لاستئصال خُراج بسيط من فخذه، وخرج منه محمولاً على الأكتاف.

ووفقًا للمصادر، فإن الشؤون الصحية بالطائف تولي القضية اهتمامًا بالغًا، حيث ما زالت تُتابع مجرياتها، والتحقيق في تفاصيلها بعد تحفظها على الملف الطبي الخاص بالمريض المتوفى. وفق صحيفة "سبق"

وكان قد وجَّه صالح بن سعد المونس، مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف، بتشكيل لجنة عاجلة ومتخصصة لمتابعة واقعة وفاة الحدث "عبدالعزيز"، البالغ من العمر 15 عامًا، بأحد المستشفيات الخاصة، الذي دخل المستشفى لاستئصال خراج من فخذه، وبقي فيه مسجى على السرير، وتوفِّي إثر خطأ طبي، ارتكبه المستشفى، بحسب ذويه.

وأوضح لـ"سبق" في حينه، عبدالهادي الربيعي، المتحدث الرسمي لصحة الطائف، أن اللجنة المشكَّلة سحبت تراخيص مزاولة المهن، وبطاقات هيئة التخصصات الصحية، إضافة إلى الملف الطبي الذي سلمه ذوو المتوفَّى لمكتب مدير صحة الطائف.

وقال: باشرت اللجنة أعمالها التحقيقية في حالة المتوفَّى منذ دخوله المستشفى حتى وفاته، وما زالت التحقيقات جارية. علمًا بأن والد المتوفى رفض استلام الجثمان في البداية ، ويرغب في بقائه بالثلاجة حتى انتهاء التحقيقات، وتم احترام رغبته". مشيرًا إلى أن اللجنة تعكف حاليًا على مراجعة الإجراءات الطبية كافة المستخدمة حيال الحالة، وتدقيقها وفقًا للوائح الطبية المناسبة.

"سبق" كانت قد نشرت تفاصيل الواقعة، حيث كان ذوو الحدث "عبدالعزيز بن مرزوق بن عمير العيلي" قد اتهموا مستشفى خاصًّا ومعروفًا في الطائف بـ"قتل" ابنهم الذي دخل المستشفى شاكيًا من خراج في فخذه، وقرروا بموجبه إجراء عملية جراحية لاستئصاله، وبعد خروجه من تلك العملية البسيطة التي لم تستغرق نصف ساعة تم تنويمه بالعناية المركزة حتى خروجه لغرفة تنويم عادية في ظل مرافقة عمه "طلال" له، حتى تدهورت حالته الصحية خلال ساعات بسيطة عقب العملية؛ إذ توقف التنفس لديه، ثم ضربات القلب؛ ليبدأ الإنعاش محاولاته، ولكن قدر الله كان أسرع؛ إذ انتقل إلى رحمته تعالى.

عم الحدث الذي طاله الخطأ الطبي كان قد منع دخول أي أحد من الأطباء على غرفته التي ظل جثة مسجاة بها، وتوجه في الحال نحو كاونتر القسم، وحصل على الملف الطبي كاملاً قبل أن يتم سحبه وتغييره من قِبل المستشفى؛ إذ ظل محتجزًا من قِبل عددٍ من الممرضين والعاملين بالمستشفى، وكذلك بعض الحراسات الأمنية، وحاولوا الدخول معه في عراك للحصول على الملف الطبي الخاص بالمريض المتوفَّى إلا أنهم لم يتمكنوا، فيما دخل والده في مرحلة هيجان بعد معرفته بوفاة ابنه.

وتمكن عم المريض المتوفَّى من الحفاظ على ملف المريض، والخروج به نحو مركبته الواقفة عند المستشفى الخاص، وإدخاله بشنطتها، وإغلاقها عليه، بعد أن طلب التدخل من الأمن بالاتصال على العمليات من أجل حمايته، ومن ثم قدم بلاغه الفوري على هاتف شكاوى وزارة الصحة، وتم تقييد بلاغه تحت رقم 222964.

وقال عم الحدث المتوفى، المواطن "طلال العيلي"، لـ"سبق": قتلوا ابن أخي، وحاولوا الإساءة لي واحتجازي بعد سحبي ملفه الطبي، الذي كان قيد العبث فيه من قِبل أحد الممرضين بعد وفاة المريض؛ إذ تمكنت - ولله الحمد - من الحصول عليه قبل أن يخفي المستشفى سوأته التي كشفها الله - سبحانه وتعالى -، وزادني قوةً وإصرارًا لأحمله حتى أوصلته لمدير الشؤون الصحية بالطائف، الذي استقبلني، وسلمته ذلك الملف الطبي مخبرًا إياه بما حصل، على الرغم من ملاحقة المستشفى لي، وربما كانوا يخططون للاعتداء علي، وربما إلحاقي بابن أخي بهدف الحصول على الملف، الذي فيه الإدانة الكاملة حيال تسببهم في قتل "عبدالعزيز".

وأكد "العيلي" أن "الطبيب حاول الحصول على توقيعه على ورقة مكتوبة بخط اليد، وغير رسمية، ووضعها يشوبه الكثير من الشك، يخلون من خلالها مسؤوليتهم عما حدث نتيجة العملية التي أُجريت، ورفضت التوقيع عليها، كما تمكنت من الحصول عليها، وتسليمها مع الملف للشؤون الصحية، التي تتابع مجريات القضية".

وبيّن "العيلي" أنه كان على استعداد لحمل ابن أخيه الذي وصفه بـ"المقتول" من المستشفى، والدخول بجثته لمحافظ الطائف بمكتبه، كما كان مستعدًّا لحمله إلى مكتب أمير منطقة مكة المكرمة لأخذ حقه، والاقتصاص من المستشفى، لكنه وجد من استقبله ووعد بأخذ حقه، وهو مدير الشؤون الصحية بالمحافظة صالح بن سعد المونس. فيما طالب بإغلاق المستشفى، وإيقافه عن العمل خوفًا من تزايد حالات الوفاة.