أيمن حلاوة.. ننشر قصة حياة المهندس الثالث في كتائب القسام

تقارير وحوارات

أيمن حلاوة
أيمن حلاوة


يُلقب بالمهندس الثالث في كتائب القسام، علمًا بأن هناك العديد من المهندسين فيها، إلا أن القادة قد لقّبوا بصفة المهندس متبوعًا برقمه بالترتيب لإشارة إليه، اشترك في العديد من الأنشطة الإرهابية، حتى اعتقل عدة مرات، ليتم اغتياله في مثل هذا اليوم 22 أكتوبر من عام 2001م، هذا هو أيمن حلاوة.

 

أيمن حلاوة

القائد الفلسطيني أيمن حلاوة، أحد المهندسين الأوائل لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، من مواليد 17 أكتوبر 1974م، التحق بمدرسة جعفر بن أبي طالب ليدرس هناك مرحلته الابتدائية، وانتقل لمدرسة عمرو بن العاص ليكمل مرحلته الإعدادية، ويتابع مرحلته الثانوية في مدرسة قدري طوقان.

 

تفوق "حلاوة"، في دراسته في الثانوية العامة، والتحق بجامعة "بيرزيت" ليدرس الهندسة الكهربائية في العام 1993.

 

كتائب عز الدين القسام

في جامعة بير زيت، تعرف "حلاوة"، على المجاهد القسامي القائد "خليل الشريف" الذي كان وقتها "منسقًا لحركة الشبيبة الطلابية" التابعة لحركة فتح، ومن ثم تحول الشريف ليصبح أحد قيادات كتائب الشهيد عز الدين القسام وقائد خلية شهداء من أجل الأسرى وثم تنفيذ عملية استشهادية في سوق "محناه يهوداه" بمدينة القدس في العام 1996.

 

نشاطه

اتهم الجيش الإسرئيلي، "حلاوة"، أنه قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في منطقة نابلس، وظهر ذلك عقب اغتياله حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية عبر بيانها:

 

أنه كان على رأس قائمة المطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية لضلوعه في قتل عشرات اليهود وإصابة المئات بجروح خلال هجمات نفذتها كتائب القسام.

 

 وأنه كان يقف وراء الهجوم الذي وقع في ملهى الدولفانيم بمدينة تل أبيب وأسفر عن مصرع 23 مجندًا صهيونيًا، واتهمه البيان بإعداد الاستشهاديين في منطقة نابلس كما شارك في عمليات التفجير التي جرت في العام 1997 بمدينة القدس المحتلة.

 

وكان قد سبق في نشاطه المقاوم في انتفاضة الأقصى، انضمامه لخلية شهداء من أجل الأسرى التي نفذت عمليات محينا يهودًا في القدس وقتل فيها 25 صهيوني وجرح المئات.

 

اعتقالاته

اعتقل "حلاوة"، مرات عديدة، وكانت المرة الأولى، في العام 1992خلال مشاركته بفعالياتها ضمن صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس حيث اقتيد إلى سجن "الفارعة".

 

وكان اعتقال "حلاوة" الثاني في 19 يناير 1998م، وذلك بتهمة الانتماء للكتلة الإسلامية، حيث اعتقل وهو في طريق عودته من الجامعة بعد أن قامت القوات الصهيونية بنصب حاجز طيار لاعتقاله، و اقتيد إلى مركز تحقيق "الجلمة" بتهمة الانتماء لكتائب الشهد عز الدين القسام.

 

 وبعد اعتقاله بأيام قامت القوات الصهيونية باقتحام منزل ذويه، حيث وجدوا كمية من الأسلحة وساعة توقيت مخبأة في مكان مخفي داخل الخزانة التي صممها حلاوة بحكم مهارته بصناعة الأثاث المنزلي، حيث خضع بعدها لتحقيق عسكري قاس استمر لأكثر من ثلاثة أشهر اضرب خلالها عشرة أيام عن الطعام لسوء المعاملة التي كان يتلقاها، ليحكم بالسجن لمدة 30 شهراً قضاها في سجون: "نفحة" و"عسقلان" و"الجلمة" و"شطة".

 

الالتقاء بقادة الحركة الإسلامية

التقى "حلاوة"، في السجن مع عدد من قادة العمل في الحركة الإسلامية، وأصبح جزء منهم من قادة العمل العسكري ومنهم:  الشيخ "يوسف السركجي"، و"صلاح دروزة"، و"عمار الزبن"، و"معاذ سعيد بلال" وبعد أن أتم فترة العقوبة في السجون وبعد خروجه بأشهر، تزوج من ابنة عمته وكان ذلك في 2 يناير 2000م، حيث رزق منها ببكر أبناءه "عدنان"، ومع هذا بقي حلاوة ناشط في عمله في صفوف القسام ووورشة نجارة  ذويه يبدع في عمله في هذه وتلك، وبقيت السرية تخيم على عمله في القسام.

 

اكتشاف حقيقته

كشف أمر انضمامه لكتائب القسام، بعد أن أصيب بحادث عمل بعد انفجار عبوة بين يديه أثناء تصنيعها في 28/5/2001، حيث تم نقله إلى مستشفى "رفيديا" ومكث تحت العناية الطبية أكثر من 50 يوماً تعرض خلالها لمحاولة اغتيال، إلا أن جنود القسام الذي تناوبوا على حراسته تمكنوا من صد المحاولة، في حين لم يسلم بعدها منزل ذويه من الاقتحام، فقد تعرض للمداهمة والتفتيش، وليس من القوات الصهيونية هذه المرة، بل من شرطة "أوسلو".

 

اغتياله

اغتيل "حلاوة" في مثل هذا اليوم من عام 2001م، حينما استقل سيارته، وما أن وصلت السيارة التي كانت تقله إلى حيث مستشفى نابلس التخصصي قرب جامعة النجاح الوطنية، حتى سمع دوي هائل تناثرت على إثره الكثير من حطام السيارة وأشلاء " أيمن حلاوة"، ولما تدافع المواطنون الذي سمعوا الدوي إلى مكان السيارة، وكان من بينهم "محمد القرم" أحد تلاميذ "حلاوة"، حتى وجدوا "أيمن حلاوة "وقد غرق في دمائه، ليتم تشييع جثمانه في مسيرة حاشدة إلى المقبرة الشرقية في المدينة، وسط هتافات المواطنين الداعية كتائب الشهيد عز الدين القسام بالانتقام للشهيد.