بعد قتل الطفلة "سحر ضفدع".. جرائم التجويع لا تنتهي ضد أطفال سوريا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



لا يكتفي الرئيس السوري بشار الأسد بقتل شعبه بمختلف أنواع الأسلحة العسكرية المحرمة والغير محرمة، بل بات القتل "جوعًا" سلاحًا أخر تخصصت فيه مليشيات النظام السوري، للإمعان في أعمال القتل والتذبيح التي ترتكب ضد هذا الشعب، الذي يعيش تحت وطأة التدمير والتخريب بكافة الأشكال والأنواع، والتي لم يسلم منها الأطفال الذين يقتلون نتيجة الحصار البشع الذي تشنه مليشيات النظام في الكثير من مناطق سوريا ومنها الغوطة الشرقية.

ضحية جديدة

وتستمر ضحايا النظام السوري، من جميع طوائف الشعب السوري، والتي كان اخرها اليوم، وهي استشهاد الطفلة سحر ضفدع من مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، بعد 34 يوم من ولادتها، والتي كانت تعاني من نقص في التغذية.

هيكل عظمي

ونتيجة الحصار المطبق المفروض منذ ما يزيد عن 5 سنوات، يحصد الموت معه مزيدًا من الأرواح، لاسيما الأطفال حديثي الولادة ومنهم تلك الطفلة التي نشرت صورتها العديد من المواقع الإخبارية وهي في صورة هيكل عظمي، مؤكدين أن صحتها تدهورت كثيرًا، وتم نقلها إلى عناية مشددة لكنها فارقت الحياة.

طفل آخر يموت جوعا

وفي ذات السياق، أكد مركز "الغوطة الإعلامي" وفاة طفل آخر يدعى "عبيدة" وعمره شهر جراء سوء التغذية، وأشار المركز في تقريره إلى أن سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة كبيرة وخاصة عند حديثي الولادة جراء الحصار الخانق على غوطة دمشق الشرقية.

تهديدات مستمرة

ومن جانبه، أكد الناشط الإعلامي الموجود في الغوطة الشرقية، عامر الموهيباني، إنه يوجد 40 ألف طفل مهددون في الموت جوعًا بالغوطة على غرار الطفلة سحر، موضحا أن الطفلة سحر رحلت تاركة وراءها آلاف الأطفال الذين يُهددهم مصير مشابه، جراء منع نظام الأسد دخول المواد الغذائية، وطعام الأطفال والأدوية إلى الغوطة الشرقية التي يعيش فيها قرابة 500 ألف شخص.

وتزداد الكارثة مع غياب الأدوية لأعداد كبيرة من المرضى، لاسيما المصابين بمرض السرطان الذين يصل عددهم إلى 559 شخصًا، فيما لم يدخل منذ أكثر من 5 أشهر، أي دواء إلى مركز الرحمة، وهو المركز الوحيد لعلاج الأورام والسرطان في الغوطة، ما أدى إلى ارتفاع معدل الوفيات خلال الفترة المذكورة مقارنة بالفترات السابقة.

وقالت الطبيبة وسام الرز، مديرة مركز الرحمة في تصريحات لها، إن المخزون الدوائي بدأ بالنفاذ قبل 3 أشهر، موضحة أن عدد الوفيات بين المصابين بالسرطان بلغت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، 20 حالة، وهو رقم كبير إذا ما تم مقارنته بعدد الوفيات طيلة السنوات الأربع الماضية والتي بلغت 120 حالة.

كارثة في الطريق

وأضافت "الرز" أن الموت ينتظر 559 مريضًا بالسرطان في حال عدم دخول الأدوية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، موضحة أن موت هؤلاء المرضى هي ثاني أكبر مجزرة تعيشها المنطقة بعد مجزرة القصف بالكيماوي، الذي تعرضت له المنطقة في أغسطس الماضي، واعتبرت أنها ستكون مجزرة بدون دماء، حسب توصيفها.

جرائم سابقة

وليس لأول مرة أن ترتكب مليشيات النظام السوري تلك الفظائع، بل تعكف على قتل الأطفال الصغار والمدنيين دائما، فخلال السنوات الست الماضية، تتعمد مليشيات النظام، على التجويع كسلاح لإخضاع المناطق الخارجة عن السيطرة، مما تسبب في وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، وهي الحالة التي تستمر إلى ذات اللحظة.

140 قتلوا جوعًا

وفي العام قبل الماضي، قتلت مليشيات النظام السوري، ما لايقل عن 140 شخصا بسلاح التجويع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع على مسافة 8 كم جنوبي العاصمة السورية دمشق، وفق ما أكدته شبكة سوريا مباشر وقتذاك، بسبب الحصار الذي تفرضة قوات النظام وبقية الميليشيات الشيعية على المنطقة، فيما أكد أيضا وقتذاك الناشط الإعلامي أبو بحر الجولاني من داخل المخيم عن توثيق 139 شهيد في أكبر حصيلة تم توثيقها منذٌ انطلاقة الثورة السورية، نصفهم من الأطفال دون 14 عام جراء الحصار وسلاح الجوع ونفاذ أبسط مقومات الحياة.

قتل الأطفال في معظمية الشام

وفي فترات ماضية أعلن أيضا عن موت طفلين استشهدا نتيجة نقص في المواد الغذائية في معضمية الشام بريف دمشق، وكانت المرة الأولى التي يستشهد فيها أطفال نتيجة الجوع بفعل الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الأسد على المعضمية، حسبما أكد وقتها ناشط من البلدة المحاذية لدمشق من الغرب.

وفي ذات السياق، أكد وقتها مدير المرصد رامي عبد الرحمن استشهاد الطفلين أحدهما يدعى عمار وهو في السابعة والآخر يدعى إبراهيم وهو في الثالثة، نتيجة إصابتهما بمرض الهزال الناتج عن سوء التغذية، بحسب ما ذكر أطباء، حينذاك.

وأضاف عبد الرحمن أن الأطباء أبلغوه أن عوارض مرض الهزال كانت واضحة على الطفلين لدى معاينتهما، وأنهما استشهدا بسبب سوء التغذية، حسب قوله.