أدباء يناقشون مكامن الإبداع في الروايات الاجتماعية بمعرض الشارقة للكتاب

الفجر الفني

معرض الشارقة للكتاب
معرض الشارقة للكتاب


 استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعاليات البرنامج الثقافي ندوة تحت عنوان "رهانات الرواية الاجتماعية" بحضور كل من الروائية الإماراتية إيمان اليوسف، والروائي المصري محمد عبد النبي، والكاتبة والأديبة الإماراتية أسماء الزرعوني، للحديث حول مكامن الإبداع في الروايات الاجتماعية، وأبرز التحديات التي تواجه قدرتها على استقاء مادة كتابتها من واقع الحياة اليومية.

 

واستعرض المتحدثون خلال الندوة التي أدارها الكاتب عبد الفتاح صبري جانباً من التجارب الروائية الاجتماعية الناجحة، مرجعين نجاحها إلى قدرة مؤلفيها على استلهام مضامين ومحتويات أحداث تلك الروايات من الأجواء المحيطة، وتوظيف تلك المضامين في السرد الروائي.

 

وقالت الروائية إيمان اليوسف إن الرواية الاجتماعية هي التي ترصد التغيرات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تطرأ على المجتمع..معتبرة أن تلك المتغيرات هي المحاور الرئيسية للرواية الاجتماعية الشمولية، مؤكدة ضرورة الابتعاد عن الإغراق في الفن الذي يبعد الكاتب عن الواقع.

 

وأضافت" إن الحوار يشكل اتجاهاً مهماً ومؤثراً في الرواية، إذ يساعد على كسر حدة السرد أو الوصف، بما يمكن اعتباره استراحة لتأكيد الفعل السردي بلون مختلف، مؤكدة أن هذه الاستراحة ليست للترف الفكري بقدر ما هي تعزيز لسير الأحداث، وزيادة حجم الوصف للشخصيات التي يرد الحوار على لسانها".

 

وفيما يتعلق بالمشهد الأدبي الخليجي، رأت اليوسف" إنه ينقسم إلى جزءين: الأول يجنح إلى الواقع العربي المؤلم، الذي مزقته وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يتجه الشق الثاني إلى أعمال الحنين والعواطف والبطولات".

 

بدوره قال الكاتب محمد عبد النبي" إن المؤلف الروائي محاط بالانفعالات الإنسانية، وبالتالي هو القادر على توظيف هذه الانفعالات في خدمة النص من خلال استلهامه للتفاصيل المحيطة به حيث تكوّن البنية الأساسية التي تسير عليها الرواية في رحلة عرضها للأحداث".

 

وأكد عبد النبي أن الواقع والموجود غير مستقل عن الوعي الإنساني، الذي يلجأ إليه المؤلف حتى وإن كان من مؤلفي الأعمال الخيالية، داعياً إلى عدم الاستسلام أمام ما وصفه بوحش الواقع الاجتماعي اليومي، في إشارة إلى أن تناول الرواية للهموم اليومية التي لا تنتهي يفقدها قيمتها الأدبية والاجتماعية.

 

من جهتها تناولت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني تاريخ الرواية الخليجية والإماراتية وتطورها، مشيرة إلى أن أول رواية خليجية ظهرت هي رواية سعودية تم تأليفها في العام 1930، فيما تم تأليف أول رواية إماراتية في العام 1971، مشيرة إلى أن معظم الأعمال الخليجية التي ظهرت آنذاك تناولت التحولات التي طرأت على المجتمعات الخليجية وانتقالها إلى الحداثة بعد طفرة النفط.

 

وأشادت الزرعوني بالرواية الخليجية، وغزارة الإنتاج الأدبي في دول الخليج العربي الذي لا يعتمد على الكم بقدر ما يركز على نوعية المنتج الأدبي الذي بات يتناول ويعالج مختلف القضايا المجتمعية.

 

وقالت" لا توجد رواية خالية من الصفة الاجتماعية، باعتبار أن الواقع هو المدخل الأساس للرواية وهو عامل الجذب الوحيد للقارىء الذي لا يقبل على قراءة رواية لا تتماس مع مشكلاته ومشاعره، مؤكدة أن الرواية الناجحة هي الرواية القادرة على تقديم أفكار ومضامين، تبتعد عن التكرار وتشد القارىء منذ اللحظة الأولى التي يفتح فيها صفحات الرواية، مبينة أن الرواية هي رحلة يأخذ خلالها الكاتب قارئه إلى فكرة معينة.