سعد رمضان: الغناء بالأوبرا حلمي الأول.. ويكفينا حروب في لبنان والوطن العربي (حوار)

الفجر الفني

سعد رمضان
سعد رمضان


الغناء بالأوبرا كان حلمي الأول

والدتي "أم كلثوم لبنان" ووالدي عسكري عارض دخولي الفن

برامج المواهب سلاح ذو حدين وعلى الفنان تطوير موهبته

مع تنوع الألوان الغنائية.. واللهجة المصرية لا غنى عنها

لبنان تمر بظروف صعبة ويكفينا حروب بالوطن العربي

 

بوسامته وعيونه الزرقاء، يخطف الأنظار للوهلة الأولى، وإذا أغلقت عينيك تجد صوتًا ملائكيًا يشبه الحوريات في عذوبته، يتيه في بحر العشق بعينيه، يبحث عن محبوبته مع صوت الناي الذي يبث آلام الحنين، يبعث صوته الطمأنينة في النفوس فتسكن وتنأى بعيدًا عن شرور الدنيا و آثامها..

"سعد رمضان" الذي نشأ في عائلة فنية فوالدته "أم كلثوم لبنان"، وكان دائم الاستماع لعمالقة زمن الفن الجميل، لمع نجمه في لبنان في وقت قصير واليوم يشارك في مهرجان الموسيقى العربية بدورته الـ26، وكان لـ "الفجر الفني" معه هذا الحوار:

  

هذه أول زيارة لك في مصر؟

لا ، هذه خامس زيارة لي إلى مصر كنت دائمًا أتي لتسجيل الأغاني، أحييت حفلا منذ سنتين في مدينة شرم الشيخ ولكن هذه أول مرة أحيي حفلة فيها في الأوبرا.

 

شعورك وأنت تشارك بمهرجان الموسيقى العربية؟

شعور جدا رائع، فلقد كان أول حلم لي أن أقف على مسرح كبير مع أوركسترا شرقية لأغني للراحل عبدالحليم حافظ، لذا كان حلمي الأول أن أقف على مسرح الأوبرا، فهناك مسارح معينة تُعد علامة فارقة في حياة الفنان أتمنى اتمنى التوفيق فيها.

 

هل ترى اختلاف بين ذائقة الجمهور المصري والجمهور بسائر البلدان العربية؟

أنا أعرف الجمهور المصري من خلال والدتي سوزان غطاس، لقد لحن لها الموسيقار عمار الشريعي والموسيقار حلمي بكر، وثاني مرة زرت مصر قابلت حلمي بكر وقال لي "والدتك من أجمل الأصوات في لبنان فهي "أم كلثوم لبنان" "، لقد تعرفت على الجمهور المصري من خلال أم كلثوم وعبدالحليم، أعلم جيدًا أنه جمهور ذواق وتربى على المدارس الفنية الكبيرة لذا سيكون صعب فأتمنى أن أكون على قدر المسئولية.

 

تربيت في عائلة فنية فماذا استفدت منها؟

لقد تربيت بعائلة فنية عسكرية، والدي رجل عسكري وكان معارض دخولي الفن، كان يتمنى أن أكمل دراستي، لقد حظيت الآن بفرصة إتمام تعليمي، فلابد للإنسان أن يحصن حاله بالعلم، لقد كان لديه كل الحق، وأنا لم أستمع له في البداية وتركت الجامعة من أجل الفن، واليوم عدت لإتمام الدراسة رغم أن عمري 30 عامًا، فأنا أحب أن أتعلم أشياء كثيرة لأطور من حالي ومدرستي بالجامعة تصغرني بـ 3 سنوات وزملائي بعمر الـ 19 عام

أما والدتي السيدة سوزان غطاس فكانت تدعمني كثيرًا لأنها تتمنى أن أكمل مشوارها، لقد صعنت لنا أجواء فنية في المنزل، كبرت وأنا أستمع لأم كلثوم و العندليب ووديع الصافي، كل هذه الأشياء ساعدت كثيرًا في تكوين شخصيتي الفنية.

 

خرجت من "ستار أكاديمي".. فهل ترى أن برامج المواهب تصنع شهرة زائفة أم تساعد الفنان؟

برامج المواهب سلاح ذو حدين، فكل صوت في الحياة تحتاج للظهور وأن يتم إلقاء الضوء عليها، وأصبحت الشهرة أسهل بسبب "السوشيال ميديا"، ولكن الشئ السلبي عدم المتابعة بعد البرنامج، لابد على الفنان أن يعمل على تطوير موهبته، فليس الحق كله على البرامج، فهناك العديد خرجوا منها ومعهم شهرة كبيرة ولم يعملوا على تطوير أنفسهم.

 

 

هل أنت مع أم ضد تنوع الألوان الغنائية للفنان؟

لقد طرحت 15 أغنية، لا توجد واحدة تشبه الأخرى، بالطبع أنا مع تنوع الألوان، طالما أستطيع غناء أكثر من لون فلماذا أحصر نفسي في لون معين، ففي حفلاتي استطيع الغناء لعبد الحليم ولوديع الصافي "الدبكة" وأغني الموال، فنحن الآن في عصر الأغنية.

 

ألم تشعر بالخوف من الغناء باللهجة المغربية لأنها بعيدة عن الرائج في الوطن العربي؟

لم تصبح مثل الأول، فالأغاني المغربية انتشرت الآن، والدليل على ذلك أغاني سعد لمجرد، لقد استطاعت الأغنية في المغرب العربي فرض نفسها على الساحة، كما أنني أمتلك جمهور كبير هناك، وأنا أحب الغناء بأكثر من لهجة طالما أستطيع إتقانها.

 

وماذا عن الغناء باللهجة المصرية؟

لقد غنيت باللهجة المصرية، ولكن لم تلقى الشهرة هنا، من الممكن أن يكون هناك تقصير في التسويق، ولكن الفكرة مطروحة لا غناء عن مصر، وأول ألبوم لي سيكون هناك أغنية باللهجة المصرية.

 

تربيت على أغاني أم كلثوم وعبدالحليم فكيف آثر ذلك عليك؟

لقد تعلمت من مدارس مختلفة فأم كلثوم القوة في التكنيك وعبدالحليم كتلة في الاحساس، فحليم كان غاية في الذكاء ففي عصرنا هذا الكل يصرخ ويعلي صوته ويعتبر أن هذا هو الغناء أما حليم فكان يغني من الطبقة التي يبرع فيها وإن لم تكن عالية وهو العندليب، كما أنه استطاع التنوع في الألوان الغنائية .

 

كيف تحافظ على أصالة الأغنية العربية في ظل الأغاني السريعة؟

يهمني أن يكون لغنائي مردود ثقافي وليس مادي فقط، فأنا أحاول على الحفاظ على الكلمات والتوزيع الموسيقي، فأنا متعلق كثيرًا بالمدارس الفنية القديمة.

 

ما رأيك في المشهد الفني في الوقت الحالي؟

لا شك أن هناك إنحدار ولكن هناك أشياء جيدة على الساحة، وهذا موجود دائمًا، أما الآن أصبحت المادة تحكم، يكون معه الكثير من الأموال يروج لأغنيته وإن كانت سيئة فتأخذ من الأعمال الجيدة

 

هل ترى أنك جرئ بأعمالك؟

إلى حد ما، فأنا أمسك العصا من المنتصف، أنا جرئ في اختيار عناوين أعمالي، فأنا أختارها مثيرة لأن أول مايقع على أذن الجمهور هو عنوان الأغنية.

 

 

هل إنتشار الحفلات في لبنان تساعد في تخفيف حدة الوضع السياسي؟

أفضل سنة مرت على لبنان هي هذه السنة، فكانت أكثر من رائعة على مستوى الحفلات والمهرجانات، ولكن الآن تمر لبنان بظروف صعبة للغاية ، ومنذ سمعت خبر استقالة سعد الحريري عن رئاسة الوزراء شعرت بالخوف على البلد، أتمنى أن تمر هذه الفترة على خير لأن لبنان أكثر بلد عربي مر عليه حروب، فمنذ ولادتي وولادة أبي وجدي وهناك حروب في لبنان، كان مؤخرًا الوضع السياسي رائع ولكن الآن أصبح الوضع صعب أتمنى أن يمر هذا الظرف على خير.

 

"السوشيال ميديا" نقمة أم نعمة على الفنان خاصًة أنك نشط كثيرًا عليها؟

نعم أنا نشط على السوشيال ميديا بشكل كبير، فالذكاء أن تسير على "الموضة" ولكن لا تتنازل عن مبادئك، فاليوم في عصرنا لاغناء عنها، فالجمهور يحب أن يتعرف على الحياة الشخصية للفنان، بالتأكيد هناك سلبيات ولكن كل شئ في الحياة له وجهين.