الأحوازي "الكعبي" مستنجدًا بالعرب لتحرير دولتهم: انتبهوا.. وجوه الفرس أكثر سوادًا من الليل

السعودية

بوابة الفجر


يُعتبر المجتمع العربي الأحوازي مثلاً ساميًا من بين تلك المجتمعات التي واجهت - وما زالت - التحديات القاسية، والتهميش، والقهر؛ ما يعني أنه يومًا ما سيتحول ذلك إلى واقع ووجود وكيان إيجابي؛ وذلك لتشبثه بهويته العربية والإسلامية، وامتداده الحضاري الأصيل؛ باعتبار يتفاعل مع واقعه السياسي الراهن، ودخوله في الصراعات الطائفية والسياسية الإقليمية المحيطة به؛ إذ ظل محتلاً منذ 93 عامًا من قِبل النظام الإيراني. وفي هذا الإطار يطلق "الكعبي" صرخات الاستغاثة والاستنجاد بالعرب بقوله: "انتبهوا.. وجوه الفرس أكثر سوادًا من الليل".

أجريت صحيفة "سبق" السعودية حوارا مع الأمين العام الأسبق للجبهة العربية لتحرير الأحواز وأحد المؤسسين "محمود حسين بشار الكعبي"، الذي كشف الكثير من المعاناة التي يتحملونها، وأنهم يستنجدون بإخوتهم العرب للوقوف معهم وصولاً لتحرير دولتهم المغتصبة، مشيدًا بدور المملكة العربية السعودية في دعم قضيتهم في المحافل الدولية.

في البداية هل لك أن تحدثنا عن هوية "الأحواز" وواقعها؟
يشرفني أولاً أن أنقل تحياتي واحترامي إلى المملكة العربية السعودية، وإلى الرجل العظيم في الأيام الصعبة صاحب الحكمة والحنكة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. إننا نتحدث عن "الأحواز"، ونرجع للتاريخ؛ فالأحواز دولة عربية قبل الإسلام، ثم أثناء الفتوحات الإسلامية، وكان لشعبنا أثر عظيم في نصرة الجيش الإسلامي عندما تحرك من الجزيرة العربية إلى الضفة الشرقية للخليج العربي، وقام شعبنا بعشائره بنصرة هذا الجيش العظيم بوصفه جيشًا عربيًّا، ولكونه عربيًّا نصروه؛ وذلك لتحرير بلاد فارس. ومنذ ذلك الوقت و"الأحواز" دائمًا مع الأمة في السراء والضراء، ولكن شاءت الأقدار أن تتكالب عليها القوى العالمية.

كيف صمد الشعب الأحوازي تجاه النظام الإيراني؟
مع الأسف، الأمة العربية كانت في حال ضعف، وغير مترابطة؛ ما أدى لاحتلال دولة الأحواز العربية عام 1952م؛ وبدأت الثورات والانتفاضات والمظاهرات، والفصل عن الشعب في الأيام الأولى ضد الاحتلال الفارسي، وسُميت أحيانًا باسم المنطقة أو باسم العشيرة.. إلخ. ومهما حاول المستعمر أن يمحو الهوية العربية الأحوازية من خلال استخدام وسائله اللاأخلاقية، مثل الترهيب والمذهبية وبذر الخلافات بين العائلة والعشيرة، فإن الشعب صامد ومناضل، ولا يبخل في تقديم أفواج من المناضلين الشرفاء الأحوازيين إلى المشانق والسجون وساحات الإعدام. وقد وصلنا إلى مرحلة انتفاضة وثورة الشعوب غير الفارسية ضد النظام البهلوي، وكان لنا كأحوازيين حصة الأسد في هذه الثورة حتى سقط الشاه وذهب، ومع الأسف سُرقت الثورة من قِبل عصابة إرهابية عنصرية حاقدة، تُسمى بـ "ولاية الفقيه" بقيادة الخميني.

كيف نشأت الجبهة العربية للأحواز؟
- الفصائل الثورية الأحوازية كافة كانت قد توحدت في 20 إبريل 1980م بتشكيل جبهة عربية لمقاومة المحتل الثاني بالغطاء الديني المذهبي (الخميني) لتحرير الأحواز من دنس الفرس؛ فانبثقت أول قيادة للجبهة العربية للأحواز بتاريخ 22 9 1981م، وأنا كان لي الشرف أن أكون أمين السر العام، والناطق الرسمي، ومسؤول العلاقات الخارجية في حينها. ومع رفاقي المناضلين أعلنا الجبهة من خلال مؤتمر صحفي في عاصمة الرشيد (بغداد العروبة والإسلام)، وبدأنا في نضالنا ضد العدو، وشاركنا دفاعًا عن الهجمة الشرسة الفارسية من قِبل نظام ولاية الفقيه بدءًا بالعراق، ولكن مشروعه التوسعي العنصري يستهدف الأمة بكاملها، وهذا هدف لديهم، ولكن بعيد المنال؛ فما زال هناك رجال في هذه الأمة واعون ومؤمنون بالدفاع عن عروبتهم وعن عقيدتهم الإسلامية الحنيفية التابعة للرسالة الإسلامية.

ما تشخيصكم للأنظمة الفارسية والوسائل التي يستخدمونها؟
شخَّصنا الأنظمة الفارسية بشكل دقيق بأنهم حاقدون حقدًا لا يوجد بالعالم كله مثيل له على العرب بشكل عام. وكل الأدوات التي يستخدمونها من النواحي الأخرى ما هي إلا خدمة لقوميتهم الفارسية، وحتى تشبثهم بالدين والمذهب وسائل لتحقيق هدفهم، ثم استندنا إلى تاريخنا.

في ظل هذه التداعيات الخطيرة في المنطقة ما رأيكم في نظام الملالي؟
النظام الإيراني يسعى إلى قمع كل شيء له صلة بالعروبة والإسلام.. ومع الأسف لبسوا لباس الإسلام، ويدعونه وهم شتتوه وخربوه من خلال أعمالهم العلنية وانحرافهم عن السيرة الإسلامية الحقيقية. وأشدد من خلال حديثي على أن من يصبح حليفًا لهم أو "عميلاً" يستخدمونه لفترة زمنية محددة، وعندما ينتهون منه ينهونه من الوجود. ويدل هذا على أن حقدهم ليس له حدود إلا بتحقيق مآربهم الظلامية.

وهنا أتمنى وأترجى وأتوسل من إخوتنا العرب، قيادة ومثقفين ومفكرين وشعوبًا، ألا يغرهم الوجه الظاهر للأنظمة الفارسية؛ إذ الوجه الآخر سواده أكثر من سواد الليل، ولا تغرنهم البسمة الظاهرة من قِبل شخص ما وهو يحقر ويكره الإنسان العربي؛ فكل من يراهن على أن الأنظمة الفارسية تكون له حليفًا أو صديقًا - حسب معلوماتي - يضع رجله على الرمال؛ فهذا خطأ. وحتى إذا ابتعدنا كإخوة لا تصل بنا الحال أن نترك أهلنا وإخوتنا ونذهب لعدونا التاريخي. لدينا مبدأ وإيمان بأن الإخوة العرب موقفهم ودعمهم لإخوانهم أبناء الأحواز حماية لهم؛ إذ العدو التاريخي لديه مشروع، وفي الآونة الأخيرة اتضح مشروعه وتدخله في الشؤون الداخلية، كما أنه يتباهى ويتفاخر بأن أربع عواصم تحت سلطته، ويعلن أن عاصمة الرشيد هي عاصمة الفرس.

ما التوجهات للحكومة الإيرانية في المنطقة؟
البعض يراهن على تغيير الشخصيات، وفي الآخر هم مدرسة واحدة، ولديها استراتيجية وثقافة بتصدير العنف والإرهاب في العالم كله، وهم بدؤوا في الدول العربية، ومنها مجلس التعاون الخليجي، ويعرفون من بعد العراق أن المملكة العربية السعودية لها سمعة وثقل عربي وإسلامي ودولي؛ ولهذا يصنعون بعض المشاكل من هنا وهناك - لا قدر الله – للوصول إلى أو تشويه بلاد الحرمين.

في نظركم ما دور المملكة العربية السعودية في تداعيات القضية الأحوازية؟
نحن غير متشائمين، ولكن طموحنا أقوى وأكثر. والفرصة للإخوة العرب أن يقفوا معنا بالكلمة ضد أي شيء يرونه فارسيًا لخدمة قضيتهم، وأن يحذوا حذو المملكة العربية السعودية في كثير من المناسبات، ويتطرقون إلى عدالة القضية الأحوازية، ويطالبون بالوقوف مع القضية. وفي الآونة الأخيرة عندما طرح ممثل أو مندوب السعودية القضية الأحوازية على هيئة الأمم المتحدة أصدر والأحوازيون البيانات، وقاموا بمظاهرات في كل العواصم العالمية شاكرين وداعين للمملكة العربية السعودية لهذا الموقف، ولكن بالطبع نحن نطلب المزيد.

وعن علاقة الأحواز بالمملكة العربية السعودية بأنها علاقة تاريخية أثناء حكم الكعبيين، وهي علاقة وطيدة وأخوية ومصيرية طيلة الفترة الماضية حتى بعد احتلال دولة الأحواز، قال: نحن كجبهة عربية للتحرير استمررنا في علاقتنا مع الإخوة العرب، ولنا تواصل معهم، وبخاصة السعودية؛ إذ لم ينقطع تواصلنا مطلقًا، ونتابعهم آملين أن يأتي اليوم الذي تظهر فيه مواقف جيدة وصارمة حتى ترجع الأحواز بوصفها دولة عربية وخليجية إلى مكانها الحقيقي، متمنيًا من المملكة العربية السعودية أن تتدخل في القضية الأحوازية كدولة عربية محتلة دون استخدام المذاهب. وكل الشعب مؤمن بتحرير الأرض والإنسان بعد 93 عامًا تحت الاحتلال.

ما رسالتكم للمجتمع الدولي من أجل تحقيق الأمن والأمان للشعب الأحوازي؟
هنا أعرب عن شكري لوسائل الإعلام الداعمة للقضية الأحوازية، وأخص بالذكر أهلنا في الخليج العربي، متمنين كأحوازيين أن تأخذ هذه القضية مكانها الحقيقي في أوساط المنظمات والدول العربية والعالمية. ونحن لدينا الحق أن نعيش ونمارس عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا مثل أي شعب من الشعوب في العالم، ونساهم - كما كنا في السابق – في تحقيق الأمن والأمان في هذه المنطقة، ونتخلص في كل من يفكر أو لديه حقد لتدمير أمة الإسلام.