هل تحيا إيطاليا من جديد أم ستستمر في الموت؟!

الفجر الرياضي

بيلوتي
بيلوتي


بنبرته الرتيبة، وتعبيراته الحزينة، يُمكن أن يكون جيان بييرو فينتورا، كبش فداء سهل لإخفاق ايطاليا المفاجئ في بلوغ نهائيات مونديال روسيا.

واستشاطت الجماهير الإيطالية غضبا من فينتورا، 69 عامًا، وهو أكبر مدرب سنًا يتولى مسؤولية المنتخب، على مر العصور بعدما دأب على وضع لورينزو إنسيني على مقاعد البدلاء، رغم أنه من أكثر اللاعبين إبداعًا.

كما حيَّر عشاق اللعبة، بالاعتماد على طريقة 4-3-3 غير المألوفة، التي تعتمد على اللعب المفتوح، رغم أنَّ معظم الفرق لا تستخدمها، وبعدها تحول فجأة لطريقة (3-5-2) في مباراتي الملحق الأوروبي أمام السويد.

وأشاد بلاعبيه لمحاولتهم اللعب بهذه الطريقة، رغم أنَّه لم يشرح للناس المغزى منها.

ورغم إصراره على أنَّ مهمته ترتكز على إعادة بناء فريق تقدم معظم لاعبيه بالسن إلا أنه دفع برباعي دفاعي بينهم جيانلويجي بوفون يبلغ إجمالي أعمارهم 138 عامًا أمس أمام السويد بالمباراة التي انتهت بالتعادل السلبي.

ورفض فينتورا، التنحي عقب المباراة لكن يتوقع أن يفقد منصبه هذا الأسبوع، لكن لجوء الاتحاد الإيطالي إلى الاستعانة بخدمات "ابن البلد" لتدريب المنتخب، ربما يعكس العديد من المشاكل التي تواجه كرة القدم الإيطالية.

فمثل دول أخرى كثيرة يُفضّل مدربون بارزون من أبناء البلد، مثل أنطونيو كونتي، وكارلو أنشيلوتي، وأليجري العمل مع أندية كبيرة؛ للاستمتاع بمصادر الإنفاق السخية.

ونجح الاتحاد الإيطالي في إقناع كونتي بتدريب المنتخب بعد كأس العالم 2014، لكن مدرب تشيلسي حاليًا، اشتكى وقتها من طول الفترة الزمنية التي تفصل بين مباريات المنتخب، والتي يشعر خلالها بالممل.

كما دخل في خلاف مع أندية لرفضها السماح للاعبين بالانضمام لمعسكرات منتخب إيطاليا وترك المنصب بعد بطولة أوروبا 2016.

وأصاب سلفه تشيزاري برانديلي، كبد الحقيقة عندما قال إن مباريات المنتخب أصبحت عبئًا على الأندية المنشغلة بمنافساتها المحلية، والاهتمام لا يزداد بأداء الواجب الوطني إلا في البطولات الكبرى.

ولم يكن إخفاق ايطاليا، مجرد كبوة جواد بل تعود المشاكل لفترة طويلة حيث خرجت من دور المجموعات في آخر نسختين لكأس العالم، وحققت نتائج مخيبة منها هزيمة مفاجئة امام كوستاريكا في 2014.

ومنذ فوزها باللقب في 2006، انتصرت إيطاليا، مرة واحدة فقط، من 6 مباريات خاضتها في النهائيات.


 

معاناة محلية

وتعاني إيطاليا أيضا على مستوى مسابقة الدوري المحلي.

فدوري الدرجة الأولى الذي كان في فترة من الفترات أغنى بطولة بالعالم، فقد بالفعل بريقه، وأصبح غير قادر على مقارعة الدوري الإنجليزي، والإسباني، في اجتذاب نفس إيرادات البث التلفزيوني.

وينظر كثيرون للاتحاد الإيطالي على أنه مشكلة في حد ذاتها. وطالبت وسائل إعلام بتطهيره.

وانتخب كارلو تافيكيو، الرئيس الحالي للاتحاد في 2014، بعد حصوله على تأييد أندية الدرجتين الثالثة، والرابعة، وأندية دوري الهواة التي تملك نفوذًا في انتخابات الاتحاد.

وتجاوزت الكرة الإيطالية بعض المشاكل حيث أصبحت المزيد من الأندية تملك ملاعبها الخاصة وبلغ يوفنتوس نهائي دوري الأبطال مرتين في 3 مواسم، ويقدم نابولي واحدة من أفضل المستويات بين أندية أوروبا.

والسؤال الذي يتردد الآن، هل سيلجأ الاتحاد الإيطالي لتغيير شامل للمنظومة مثلما فعلت ألمانيا في بداية الألفية الجديدة؟.. أم سيلجأ لإصلاحات بسيطة مثل تغيير المدرب لضبط الأداء.

ومرت أشهر قليلة فقط على إشادة فينتورا بالجيل الشاب الجديد في الكرة الإيطالية مثل فيدريكو برنارديسكي، ودانييلي روجاني، واليسيو رومانولي، وجيانلويجي دوناروما، ودافيدي زاباكوستا.

وقال المدرب مارتشيلو ليبي الفائز بكأس العالم 2006 بعد التعادل السلبي وديًا أمام المانيا العام الماضي "أعتقد أن الفريق يعيد بناء أشياء مهمة. هناك موجة من اللاعبين الشبان الواعدين".

وحتى أغسطس/أب الماضي، كان الاتحاد الإيطالي، سعيدًا بالتقدم الذي يحققه فينتورا مع الفريق، لدرجة أنهم مددوا التعاقد معه حتى 2020.