خبراء يكشفون أسرار عبث إسرائيل وقطر وتركيا بملف سد النهضة.. ويفجرون مفاجآت حول أضرار بناءه

تقارير وحوارات

سد النهضة
سد النهضة


تصاعدت أزمة بناء سد النهضة في الآونة الأخيرة بعد فشل اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية الـ "17" والذي عقد بالقاهرة منذ أيام، الأمر الذي أكد عليه الخبراء بأن السبب الرئيسي وراء عدم إيجاد حلول من قبل وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي هي المباحثات والاجتماعات التي تعقد في السر من قبل تركيا وقطر وإسرائيل بشأن تمويل بناء السد ومُماطلة القضية بالرغم من الاستعانة بمكتب استشاري فرنسي "بي ار ال" والذي وضح المُعدل الاستهلالي لكل دولة. 

 

نطالب الرئيس السيسي بالتدخل لحل الأزمة

من جانبه، قال الدكتور ضياء الدين القوصي مستشار وزير الري الأسبق وخبير الموارد المائية والري، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن فشل فعاليات اجتماع أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية لمناقشة أزمات ملف سد النهضة الإثيوبي الـ "17" بحضور كل من وزراء الري المصري الدكتور محمد عبدالعاطي والسوداني معتز موسى والإثيوبي سلشي بيكيلي لا يمكن تفسيرها إلا أنها حلقة من سلسلة المُماطلات تجاه حل العقبة.

 

وأضاف القوصي، أن ملف بناء سد النهضة يعد من القضايا التي تخص الأمن القومي المصري لأنه يخص بتحديد حصة البلاد من المياه ومن حق مصر الدفاع عن أمنها المائي وحقوقها القانونية حيال تلك القضية، مُؤكدًا أنه بعد فشل العديد من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الفنية الثلاثية لابد من اتخاذ قرارات أشد قوة وقسوة على أثيوبيا لحل الأزمة. 

 

كما طالب مستشار وزير الري الأسبق، الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل بعد تأزم القضية.

 

اجتماعات سرية من أثيوبيا مع إسرائيل وقطر وتركيا

وفي نفس السياق، قال العميد جمال محفوظ عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن فشل اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة على المستوى الوزاري جاء تزامنًا مع زيارة رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين للدوحة في الأيام الأخيرة الماضية.

 

وأضاف محفوظ، أن هناك زيارات سرية واسعة النقاش بين كل من رئيس وزراء إثيوبيا مع الجانب الإسرائيلي والتركي والقطري بشأن تمويل سد النهضة باعتباره أزمة ستواجه مصر مستقبلاً، مُؤكدًا أن دبلوماسية مصر تقوم بإتباع كافة الوسائل النقاشية السلمية تجاه حل الأزمة وظهر هذا بعقد ما لا يقل عن 17 اجتماع مع اللجنة الثلاثية بشأن تلك القضية.

 

كما أكد عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن اللجنة ستقوم بمناقشة تلك القضية بعد فشل المفاوضات، مُستبعدًا أن تقوم مصر باللجوء للتدخل العسكري بضرب السد، مُذكرًا أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للمحاكم الدولية لحل الأزمة بشكل جذري ونهائي.

 

عجز حصة مصر من المياه

وفي السياق، ذاته قال الدكتور نادر نورالدين أستاذ الموارد المائية والري في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن الأمم المتحدة والأبحاث العلمية التي قامت بإعدادها المنظمات الدولية للمياه أكدت أن نصيب الفرد في المياه لا يقل عن 1000 متر مكعب سنويًا وبحسب الإحصائية التي أعلن فيها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن تعداد السكان في مصر لعام 2017 قد بلغ 104 مليون أذن فنحن نحتاج ما لا يقل عن 104 مليار متر مكعب من المياه سنويًا وهذا لم يحدث على الإطلاق لأن حصة مصر لا تزيد عن 62 مليار فقط أي أن هناك عجز سنويًا يبلغ مقداره 42 مليار من المياه.

 

وأضاف نور الدين، أن هناك كميات ليست بالقليلة من مياه النيل قادمة من النيل الأزرق، مؤكدًا أن هذا النيل الأزرق يقوم أيضًا بملأ مجرى النيل في أثيوبيا وبحسب تقارير الخبراء الدوليين أن هذا النيل الصغير لا يستطيع صب المياه في النيلين سواء بمصر أو أثيوبيا وببناء سد النهضة سيؤثر سلبيًا على بحيرة السد العالي وقد يصل الأمر إلى الجفاف.

 

كما أكد أستاذ الموارد المائية والري، أن هناك تعاون وثيق بين الجانب الأثيوبي والسوداني بشأن مُماطلة حل الأزمة، مشيرًا إلى أن الخلاف الحقيقي بين مصر والسودان وأثيوبيا حول المدة التي سيتم امتلائه بالمياه وبشكل خاص حول نقطة الثلاث سنوات.