تفاحة الحامض.. الإمارات تكرم أول شرطية إماراتية "أم الشرطيات"

عربي ودولي

تفاحة سالم خميس الحامض
تفاحة سالم خميس الحامض



كرمت دولة الإمارات، الرقيب أول تفاحة سالم خميس الحامض، التي تعتبر أول شرطية التحقت بعملها في جهاز الشرطة عام 1960.

تمتلك ذاكرة فولاذية رغم بلوغها 85 عاماً من عمرها مكنتها من استرجاع رحلتها الأمنية منذ التحاقها في العمل الشرطي في دبي عام 1960، أي قبل تأسيس القيادة العامة لشرطة دبي، وهي بذلك تعد أقدم شرطية في دبي وربما في الدولة.

من هي تفاحة الحامض؟

تفاحة سالم خميس الحامض الملقبة بـ"أم الشرطيات"، التي يعود الفضل إليها في تطبيق الزي الشرطي النسائي بعدما رفضت ارتداء التنورة القصيرة واقترحت شكله الحالي، كما تمكنت من جذب الكثيرات من الفتيات إلى العمل الشرطي من جيرانها، حيث وجدوا فيها قدوة ومثالاً للتحدي والصبر في وقت كانت الوحيدة التي تعمل في العمل الأمني.

وشاركت "الحامض"، في مهام صعبة وخطيرة نتج عن إحداها إصابتها بكسر في قدمها بعدما قفزت من أعلى سور أثناء مهمة ضبط تاجرة مخدرات، حيث تم إطلاق النار عليها إلا أنها نجت من الرصاص، وظلت تتعالج بعدها في المنزل لفترة طويلة ولم يثنها ذلك عن مواصلة مشوارها.

مشوار حافل

وأجرت صحفية "البيان" الإماراتية، حوار، مع تفاحة الحامض "أم الشرطيات"، واستمعت إلى مشوارها الأمني الحافل كونها رائدة الشرطة النسائية الإماراتية.

وقالت تفاحة الحامض: في عام 1960 التحقت بالعمل الشرطي وكان المسؤول وقتها هو القاضي محمد الثقاف أول قاضٍ في دبي، وكنت أداوم في منطقة نايف وأمشي إليها يوميا قادمة من أبوهيل، وعملت مع الميجور أوبري البريطاني والميجور بركس، حيث كانت طبيعة عملي تتمثل في حل الخلافات العائلية بين الأزواج واصطحاب النساء إلى التوقيف أو السجن الذي كان يوجد في قلعة نايف، لافتة إلى أنها اصطحبت أيضا إحدى السجينات إلى الكويت لتلقي العلاج هناك بسبب عدم وجود التخصص المناسب في الدولة، وكنت مسؤولة عن كافة الجرائم، التي تتعلق بالنساء في دبي بأكملها وأتردد على العائلات في البيت للتوفيق بين الزوجين.

وأضافت: تضمنت مهام عملي تفتيش المنازل، خاصة فيما يتعلق بقضايا المخدرات وأتذكر أنني قبضت على تاجرة مخدرات مواطنة محترفة كانت من أخطر المجرمات، حيث كانت تتاجر هي وأبناؤها في المخدرات، مشيرة إلى أن هذا العمل كان ينطوي على مخاطر كثيرة، وقمت أيضا بالقبض على إحدى السيدات من الجنسية الباكستانية، إثر قيامها بقتل زوجها بعد أن علم أن لها علاقة غير شرعية مع أحد الاشخاص، فتخلصت منه بمساعدة شريكها وحكم عليها بالمؤبد.

مهام صعبة

وتابعت "أم الشرطيات": تقاعدت في عام 1985 وقبل تقاعدي عملت لمدة 15 عاما في مركز شرطة المرقبات ووصلت لرتبة رقيب أول، فعلى الرغم من أنني لا أعرف القراءة والكتابة إلا أنني كنت أتلو على القاضي الثقاف التقرير اليومي المطلوب مني آخر النهار، وأفهم جيدا لغات الأوردو والانجليزية والفارسية، لكنني لا أجيد التحدث بهم، ومنذ الصغر أحرص على رياضة المشي والسباحة وللأسف لم أحصل على رخصة القيادة ولم أفكر يوما في قيادة سيارة.

وأكدت أن الجرائم في السابق لم تكن تتعدى سرقة راديو أو تلفاز ولم تكن هذه الأعداد من الجنسيات المختلفة موجودة في دبي بل بالعكس كانت الفرجان تعرف بساكنيها إما من العائلات الكبيرة أو بمهنة أصحابها، وكان أي شخص غريب يدخل الفريج يعرف وإذا حدثت سرقة وسمع صوت صراخ في أحد المنازل يهرول الجميع لنجدة البيت وأهله وغالبا ما يلقى القبض على المجرم، منوهة بأنها كانت تقوم أحيانا بضرب المجرمين من الرجال بالعصا للسيطرة عليهم وكانت تتمتع بقوة جسمانية وشخصية تساعدها في القيام بذلك.

برنامج يومي

وتقضي أم الشرطيات، ساعات نهارها أمام التلفاز وتحرص يوميا على مشاهدة قناتي دبي وسما دبي، حيث تعرف جيدا أهم الفعاليات التي تقام في الإمارة، مؤكدة شعورها بالحلم، خاصة بعد رؤيتها لبرج خليفة وركوبها مترو دبي واندهشت عندما علمت أنه يسير بلا سائق.

وتعيش تفاحة الحامض، مع ذكرياتها الأمنية وتحرص على تربية 4 سلاحف، إحداها معمرة والأخريات صغيرات في حوش البـيت وتحلم ببيـت جـديد في موقع آخر، غير الذي تقطن فيه في منطقة أبوهيل خاصة بعدما انتقل جيرانه المواطنون من المنطقة إلى مناطق أخرى، وأصبحت لا تستطيع الخروج من البيت بسبب قربه من موقف الحافلات التابع لهيئة الطرق والمواصلات وانتشار العزاب من الآسيويين فـي المنطقة، وقد فقدت وجهتها ذات مرة عندما خرجت من البيت بسبب تغير ملامح المنطقة.

مآثر الشيخ راشد

بكت تفاحة الحامض، بمجرد ذكرها سيرة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مؤكدة أنه كان أباً للجميع يحرص على التجول يوميًا بين الشوارع وفي الفرجان للاطمئنان على المواطنين وكثيرا ما كان يقدم المساعدة بنفسه لأبنائه من المواطنين، ومع ذلك لم تطلب يوما بيتا أو منصبا لنفسها، لأنها لا تجيد ذلك.

وأشارت إلى أنها على مدار السنوات الطويلة لم تتمكن من الحصول على تأمين صحي وتتمنى أن يكون لديها سائق لتوصيلها من مكان إلى آخر بسبب كثرة انشغال ابنها الوحيد الذي يبذل قصارى جهده في رعايتها ورعاية أسرته.