بدأت بالاستقالة وانتهت بالشائعات.. القصة الكاملة لأزمة سعد الحريري

تقارير وحوارات

سعد الحريري
سعد الحريري


شهد الرأي العام الدولي والعربي حالة من التوتر والترقب لتصاعد الأزمة بين سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية وحزب الله وإيران في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد إعلان الحريري استقالة من منصبه من الرياض وسط تداول إشاعات ومعلومات تؤكد بأنه قد تم اعتقاله بالسعودية الأمر الذي نفته المملكة وتدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحل الأزمة مُوجهًا دعوة للحريري لزيارة بلاده ووافق الأخير عليها.

 

إعلان استقالة الحريري من الرياض

في 4 نوفمبر من الشهر الجاري، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالة الحكومة اللبنانية من الرياض، وفي كلمة له على قناة "العربية" من السعودية، قال:"إيران خاسرة بتدخلاتها في شؤون الأمة العربية"، مضيفاً أن "إيران تتجاوز على سلطة الدولة اللبنانية بمحاولة فرض الأمر الواقع".

 

وتابع الحريري قائلاً: "الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها"، مؤكدًا أن لبنان يعيش اليوم أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مُعبرًا عن رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيراً إلى أن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي.

 

وخاطب الحريري إيران قائلاً: "كما تمّ الرد عليكم في البحرين واليمن، سيتم الرد عليكم الآن".

 

إشاعات طالت المملكة

ومنذ الاستقالة، سرت شائعات كثيرة حول وجود الحريري في "الإقامة الجبرية" في الرياض أو حتى توقيفه، ألا أن الحريري التقى بعد يومين من تقديم استقالته الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ثم قام بزيارة سريعة إلى الإمارات قبل عودته مجدداً إلى السعودية.

 

مزاعم احتجاز الحريري في السعودية

وزعم الرئيس اللبناني ميشال عون، أن رئيس الحكومة سعد الحريري "محتجَز وموقوف" في السعودية، قائلاً: "نعتبر ذلك عملاً عدائيًا ضد لبنان"، مشيرًا إلى أن لبنان ستقوم بكل ما عليها للمطالبة بالإفراج عن الحريري وسيقوم بالتواصل مع الدول العربية والغربية لهذا الغرض، متابعًا :"الحريري اتصل بي يوم استقالته وقال لي استقلت لأنني تعبت ومنذ ذلك اليوم لم نستطع التكلم أو التواصل معه".

 

وأكد أن "عودة الحريري لها علاقة بالحصانة الدولية وبالسيادة الوطنية وللتحرك الخارجي دور مهم في المساعدة في عودته سريعًا، ووجه عون حديثه إلى الشعب اللبناني، قائلاً: "لا تخافوا، لا اقتصاديًا ولا ماليًا ولا أمنيًا، البلد آمن والسوق المالية تعمل كما يجب، والوحدة الوطنية صمام الأمان"، وتابع الرئيس اللبناني: "لا يمكن البت باستقالة قُدّمت من الخارج، فليعد إلى لبنان لتقديم استقالته أو للرجوع عنها، أو لبحث أسبابها وسبل معالجتها".

 

الرد

ورد القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، على تلك الإشاعات أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قد يقرر عدم العودة إلى لبنان، قائلا: إن وجوده في المملكة "بإرادته".

 

ونفى البخاري، خلال استقباله وفداً عشائرياً، أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في الإقامة الجبرية، لافتاً إلى أن وجود الحريري في السعودية هو بإرادته ، وليس بإقامة جبرية

 

دعوة لعودة الحريري

وقال تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إن على الحريري أن يعود إلى بيروت للحفاظ على نظام الحكومة في لبنان، وأكد أن عودة الحريري ضرورية لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية، وعبر عن دعمه الكامل للحريري وقيادته للتيار.

 

كما طالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بعودة رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري من السعودية إلى بيروت، وكتب باسيل على حسابه على موقع تويتر: "نطالب بعودة رئيس حكومتنا سعد الحريري إلى الوطن".

 

الظهور على فضائية المستقبل

وظهر سعد الحريرى في حوار مع قناة المستقبل اللبنانية وأكد أن مصلحة لبنان تهمه كثيرًا وأن ما يحدث إقليميًا يمثل خطرًا كبيرًا على لبنان.

 

وأضاف الحريرى، خلال حديثه مع الفضائية اللبنانية من الرياض، أنه سيعود إلى لبنان من أجل العودة لبيت الحريري الذي يجمع كل اللبنانيين، وتابع: "مش معقول سعد الحريري بيعمل تسوية والآخرين بيعملوا اللى عاوزينه.. ويجب أن يحافظ الجميع على التسوية، ويجب ألا نخرب علاقتنا مع كل دول العالم.. الحفاظ على كل العلاقات العربية والأوروبية مع كل الدول إذا أردنا استقرار".

 

ونفى رئيس وزراء لبنان المستقيل، تدخل المملكة العربية السعودية فى شئون بلاده على الإطلاق، مؤكدا أن بيروت لا تقبل تدخل إيران فى كل الدول العربية، وتابع: "أنا مع الشيعة والسنة والمسيحيين لأنى بمثلهم كلهم، وإحنا مصلحة لبنان تهمنا ومصلحتنا إنهم يتوحدوا جميعهم ويكون هناك وحدة وطنية".

 

موعد عودة الحريري للبنان

ومؤخرًا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ، أن رئيس الوزراء اللبناني المُستقيل سعد الحريري المتواجد في المملكة السعودية، قبل دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للذهاب إلى فرنسا مع أسرته.

 

وأفادت وكالة رويترز للأنباء، أنه من المتوقع أن يغادر رئيس الوزراء اللبناني المُستقيل سعد الحريري الرياض في زيارة إلي باريس في غضون 48 ساعة.

 

وأشارت الوكالة، إلي أنه سيتجه بعدها إلي بيروت العاصمة اللبنانية ليقدم استقالته رسيمًا أمام الرئيس اللبناني ميشال عون.