بعد رحيلها.. من هي مي سكاف "أيقونة الثورة السورية"
توفيت الممثلة السورية المعارضة مي سكاف في العاصمة الفرنسية باريس إثر سكتة دماغية بحسب بعض الأنباء، بينما لم تصدر الجهات الرسمية في فرنسا بيانا عن سبب الوفاة، ويجري تشريح جثة الفنانة الراحلة، لمعرفة سبب الوفاة، وفق ما قاله الموسيقي السوري المعارض سميح شقير، في حوار لإحدى المحطات الأجنبية الناطقة بالعربية.
شعبية كبيرة
وعمت وسائل التواصل الاجتماعي حالة عارمة من الحزن الشديد، عبر بها إعلاميون وكتاب ونشطاء سوريون، بعد سماعهم لوفاة "سكاف"، حيث جاء وفاتها في الغربة، في وقت تمنت أن تموت في سوريا وتدفن فيها، وفق ما عبرت به عبر صفحتها على فيسبوك بقولها: "ما بدي موت برات سوريا.. بس".
من هي مي سكاف؟
ومي سكاف ممثلة سورية من مواليد مدينة دمشق عام 1969، درست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق وشاركت في العديد من الأدوار المسرحية والتليفزيونية والسينمائية، ولدت لعائلة مسيحية ونشأت في حي شعبي دمشقي مسلم.
ظهورها
وبدأ ظهورها التلفزيوني تحت إدارة المخرج نبيل المالح الذي اختارها لمسلسله (أسرار الشاشة) حيث حققت نوعا من التألق في دور (تيما) في مسلسل (العبابيد) مما لفت إليها الانظار، وقد تنوعت ادوارها بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
كما انتسبت لنقابة الفنانين السوريين عام 2001، وفي عام 2004 أسست معهد تياترو لفنون الأداء المسرحي في صالةٍ صغيرة في ساحة الشهبندر، وبعد وذلك ولضيق المكان تم نقل المعهد إلى ساحة القنوات، إلا انها فصلت من النقابة في 10 يونيو 2015 بقرار نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بسبب عدم دفع إلتزاماتها المادية للنقابة.
نضالها ضد نظام الأسد
عرفت بمواقفها المعارضة من خلال اعتراضها الأخلاقي، بداية، على ممارسات قام بها حافظ الأسد أثناء توليه الحكم ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت طفلة تقود دراجتها الهوائية في شوارع دمشق، وإذ بها ترى قوات من جيش حافظ الأسد وشقيقه رفعت، تقوم بخلع الحجاب "عن نساء الشام"، في ذلك الوقت، عندما قرر حافظ وشقيقه رفعت، خلع حجاب النساء السوريات، بالإكراه، أمام أعين المارة، في الشوارع والأمكنة العامة.
كما واجهت نظام بشار الأسد، مواجهة مباشرة عندما قامت بالتوقيع على "إعلان دمشق" الذي تم إطلاقه عام 2005 وهددت حينها بقطع لسانها.
تأييدها للثورة السورية
وعرفت بمواقفها المؤيدة للثورة السورية منذ بداياتها في سنة 2011 كما أعلنت رفضها لنظام بشار الأسد، كما تم اعتقالها خلال مظاهرة سلمية مع عدد من المثقفين في دمشق، وبعد عدة أيام أطلق سراحها وتم تحديد موعد لمحاكمتها بعد أن نظمت أجهزة الأمن ضبطاً أمنياً في حقها وأحالته إلى نيابة" محكمة الإرهاب" التي أحالته بدورها إلى "قاضي التحقيق" لمحاكمتها بتهمة الاتصال بإحدى القنوات الفضائية ونشر أنباء كاذبة.
مغادرتها لسوريا
واضطرت "سكافي" إلى مغادرة سوريا إلى لبنان بشكل سري بعدها الأردن ثم هاجرت لفرنسا برفقة ابنها عام 2013م واستولت قوات النظام السوري على منزلها في جرمانا بريف دمشق نهاية العام 2014.
وفاتها
وتوفيت مي سكاف في باريس يوم الإثنين 23 يوليو/تموز عام 2018، إثر تعرضها لنوبة قلبية عن عمر يناهز 49 عاماً، وأطلق عليها السوريون المعارضون ألقاب: "الفنانة الثائرة" و"الفنانة الحرة" و"أيقونة الثورة".