نادية صالح تكتب: صباح الفل

مقالات الرأي



أكاد أشم واسترجع رائحة «الفل».. الجميلة الرائعة والنفاذة - الذى غاب عنّا.. يا ترى راح فين؟! هل لدى أحدكم ردا أو إجابة عن سؤالى هذا؟ هل نزرع الفل ونصدره ليكون مصدرًا للدخل تصنع منه الروائح أو بعض الأدوية؟! من أخذ الفل الذى كان يعبر أحيانًا بل كثيرًا عقودًا نعلقها فى أعناقنا، وأكاد أسمع صوت الولد الصغير وهو يقول «عقد فل ربنا يخلى لك الأمورة يا بيه»، صحيح وتذكروا معى عدد الأطفال الكثيرين الذين كانت تمتلىء بهم الإشارات، وإذا سأل أحدكم عن سبب هذه الذكريات ولماذا هاجت وأهاجت رائحة الفل ذكرياتى فلن تخرج الإجابة عن محاولة بحثى كما بدأ الكثيرون منّا عن شىء من التفاؤل، فقد امتلأت حياتنا للأسف بمظاهر كثيرة تبعث على التشاؤم أو قل التساؤل أو على الأقل الاستغراب، وخذ مثلاً.. أين أولادك أو أحفادك الذين يدرسون فى سنوات حياتهم الجامعية، لماذا غادروا مصر ويدرسون فى كليات وجامعات أوروبا أو أمريكا، وأنت إذا كنت «الوالد أو الجد أو الأم أو الجدة تستنزف كل طاقتك وإمكانياتك المادية والمعنوية لتواجه هذا الموقف وتلك الظروف، خرج عدد كبير من شبابنا للدراسة بالخارج، ورغم وعد الدولة بإصلاح التعليم - المهم دعك من كل هذا.. ولكن تذكر معى أن هؤلاء الشباب لن يعودوا إلى بلدهم بل سيظل جميعهم أو معظمهم هناك، ولابد أن نسأل أنفسنا هل هى خطة لاستنزاف عقولنا وشبابنا؟، وتفكيك الأسر؟ هل وهل.. أسئلة كثيرة تستتبع هذه الظاهرة - وأنا اسيمها ظاهرة لأنها تكررت بشكل لافت جدًا للنظر ولكننى.. وطالما دعوت حضراتكم إلى التفاؤل، وطالما رائحة الفل تزكم أنفى حتى الآن..، فلابد أن أقول أو أفكر فى أن هذا الشباب سوف يعود بالسلامة، وقد حمل شهادات عليا وسوف يعود علمهم على بلدنا بالخير والتقدم بل التطور، سيكون مصدرًا لإسعاد مجتمعنا.. وتكون حياتنا مليئة بالفل وستكون بإذن الله صباحاتنا كلها مثل «صباح الفل» كما تمنيت عليكم فى بداية «تأملاتى اليوم.. على أى حال من جديد «صباح الفل»