المخرج بسام الجرباوي: "مفك" يقدم صورة غير نمطية للأسير الفلسطيني

الفجر الفني

بوابة الفجر



فيلم (مفك) للمخرج الفلسطيني الشاب بسام الجرباوي ربما يقدم صورة غير نمطية للأسير الفلسطيني، لكنه يتطرق بوضوح لمعاناة الأسير بعد تحريره وكيفية تأقلمه مع الحياة.

يتناول الفيلم قصة (زياد) الذي يعيش مع أسرته بأحد المخيمات الفلسطينية ويعشق كرة السلة لكن مقتل أقرب أصدقائه برصاصة من جهة المستوطنات الإسرائيلية تقلب حياته رأسا على عقب وتدفعه للمشاركة في هجوم على رجل يعتقد أنه مستوطن إسرائيلي فيتم القبض عليه ويدخل السجن 15 عاما يخرج بعدها شخصا مختلفا لا يستطيع التكيف مع محيطه.

والفيلم من بطولة زياد بكري وعرين عمري وجميل خوري وياسمينة قدومي ومريم باشا وأمير خوري، وسبق عرضه بمهرجاني البندقية وتورونتو قبل عرضه يوم الأربعاء بهرجان الجونة السينمائي ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.

كتب سيناريو الفيلم الجرباوي أيضا، وهو فيلمه الروائي الأول بعد الفيلم القصير (رؤوس دجاج) الذي فاز بجائزة المهر العربي من مهرجان دبي السينمائي في 2009.

وقال الجرباوي في مقابلة مع رويترز ”وددت عمل فيلم روائي به شخصية غير نمطية تجسد كل المشاكل والمعاناة التي يواجهها الأسير الفلسطيني بعد تحريره. وددت تجسيد المعاناة للعالم الخارجي ولنا نحن أيضا بشخصية واحدة، لذلك جاءت الشخصية غير نمطية“.

وأضاف ”جلست مع عدد كبير من الأسرى المحررين وكنت أطلب مقابلتهم خلال اليومين أو الثلاثة التالية لخروجهم من السجن حتى أتعرف على مشاكلهم الشخصية وأكوِّن الصورة التي أريد تقديمها“.

وجرى تصوير معظم أحداث الفيلم بمخيم الأمعري ومدينة رام الله بطاقم يشكل الفلسطينيون 99 بالمئة منه.

وقال الجرباوي ”المنزل الذي صورنا فيه عائلة الشخصية الرئيسية كان بالمخيم، وبدون الأهالي ما كان للفيلم أن يخرج للنور. فتحوا لنا بيوتهم وتركوها لنا حتى نصور بكل حرية. ونحن من جانبنا حرصنا على تشغيل أكبر عدد منهم معنا بالفيلم حتى نساعدهم“.

ولم يكن الطريق على امتداده مفروشا بالورود، إذ يحكي الجرباوي عن الكثير من المشاكل التي صادفت الفيلم سواء على مستوى الإنتاج أو التصوير.

وقال ”تعبنا حتى ندخل المعدات للمخيم وتعبنا حتى نمرر الممثلين. منهم من مر ومنهم من منعوه، وكانت عندنا ممثلة قادمة من الأردن رفضوا منحها تأشيرة“.

وأضاف ”الاحتلال يحاول بكل الطريق منعنا من إيصال قصتنا للخارج“.

وعلى جانب التمويل قال ”الحصول على تمويل كان عملية صعبة جدا، قدمنا على الكثير من المنح، نلنا بعضها في مرحلة التصوير والبعض الآخر في مرحلة التطوير. لكن الجزء الأكبر جاء من فريق العمل الذي قدم الفيلم“.

واستخدم المخرج في بعض المشاهد الرسم على الجدران (الجرافيتي) لإضفاء لمسة جمالية على المخيم وكذلك إبراز دور الفن في المقاومة.

وقال الجرباوي عن دور الجرافيتي بالفيلم ”الإسرائيليون يبنون جدرانا فماذا نفعل حيال ذلك غير تلوين تلك الجدران؟“

وهنا يتذكر المخرج الذي تعلم في الولايات المتحدة موقفا شخصيا حدث معه في صغره ”وقت الانتفاضة الأولى جاء الجنود الإسرائيليون إلى منزلنا وأخرجوا والدي بنصف الليل لوجود رسم جرافيتي على الحائط المقابل لنا. وقتها أجبروه يطمسه بالدهانات، لكن ما كان عندنا دهان“.

وأضاف ”أجبروا والدي تحت تهديد السلاح أنه يخلط التراب بالماء حتى يطمس الجرافيتي بالطين.. وهذا موقف لا أنساه“.

وعن توقعاته لاستقبال الجمهور الفلسطيني للفيلم خاصة وأنه لا يقدم الصورة المعتادة للأسير البطل ويركز على الإنسان ومعاناته قال الجرباوي ”الجمهور الفلسطيني متقبل جدا لتعدد الآراء، لأننا تعلمنا منذ الصغر أن تعدد الآراء والتعبير عن جميع هذه الآراء هو الكفاح وهو النضال“.

وأضاف ”متحمس جدا لعرض الفيلم بفلسطين وطاقم العمل أيضا.. إن شاء الله راح يستقبلوه منيح“.