إذاعة أمريكية تفند مزاعم قضاء إيران حول خلو السجون من السياسيين

عربي ودولي

السجون
السجون


سلّطت إذاعة أمريكية ناطقة بالفارسية الضوء على تصريحات أدلى بها صادق آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية في إيران، زعم خلالها أن بلاده لا يوجد بها سجناء سياسيون بالتزامن مع الذكرى الأربعين للثورة الخمينية التي أطاحت بحكم آخر ملوك الأسرة البهلوية عام 1979، وفقا للعين الإخبارية.

 

وأوردت إذاعة صوت أمريكا (تُبث من الولايات المتحدة) تقريرا مطولا يتضمن رصدا لبعض أعداد المعتقلين لأسباب سياسية طوال الأشهر الأخيرة من جانب سلطات طهران؛ حيث ضمت القائمة عمالا محتجين ونشطاء مدنيين فضلا عن أقليات دينية وعرقية.

 

ونقلت وكالة أنباء "ميزان" الإيرانية المقربة من القضاء عن لاريجاني الذي تولى حديثا منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام (دوره رقابي ويحل النزاعات التشريعية بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور) قوله إن طهران بصدد الإفراج عن 50 ألف سجين بموجب عفو شامل، لافتا إلى أن الإجراء لا صلة له بمطالبات بإطلاق سراح منتقدين للنظام.

 

وزعم رئيس السلطة القضائية الإيرانية أن بلاده لا تعتقل أحدا بسبب انتقاداته السياسية، معتبرا أن دعوات العفو عن سجناء لأسباب سياسية هدفها "تضليل" الرأي العام، على حد زعمه.

 

وذكر التقرير الأمريكي أنه لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد السجناء السياسيين في إيران، في الوقت الذي تتهمهم السلطات بقضايا مثل العمل ضد الأمن القومي أو إهانة المرشد والمسؤولين البارزين في نظام ولاية الفقيه، غير أن هناك عدة شواهد ترجح زيادة غير مسبوقة في أعداد المعتقلين السياسيين بالسجون الإيرانية.

 

ووفقا لرواية أدلى بها رضا خندان (ناشط مدني) عبر موقع فيسبوك مؤخرا، تتجاوز أعداد المعتقلين الحد المسموح به في الزنزانة رقم 350 (مخصصة للسجناء السياسيين) بمعتقل إيفين سيئ الصيت الواقع شمال العاصمة الإيرانية طهران، لافتا إلى أنه تعرف خلال احتجازه معهم على أكثر من 15% من 70 سجينا سياسيا هناك.

 

وأشار خندان في تدوينته إلى أن زنازين أخرى تمتلئ عن آخرها بسجناء لأسباب سياسية في معتقل إيفين، موضحا أن السلطات الإيرانية تحتجز هؤلاء الأشخاص جميعا لفترة غير محددة بغية استجوابهم في الاتهامات الموجهة إليهم.

 

وأكدت إذاعة صوت أمريكا أن طهران اعتقلت واستدعت عدة أشخاص بحجج مختلفة منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى الآن، أبرزها انتقاد السياسات العامة للبلاد؛ حيث ألقت السلطات القبض، الإثنين، على معارض بارز يدعى أبو الفضل قدياني بتهمة نشر أكاذيب، وذلك على خلفية هجومه الحاد ضد سياسات المرشد الإيراني علي خامنئي طوال السنوات الأخيرة.

 

وقضت محكمة إيرانية مؤخرا بسجن الناشط النقابي محمد حبيبى إضافة إلى جلده بالسياط، على خلفية مشاركته في إضراب للمعلمين الإيرانيين اعتراضا على سوء أوضاعهم المعيشية، في الوقت الذي حكمت بالسجن 6 سنوات بحق الصحفي المستقل حامد آئينة فاند، دون حضور محامي للدفاع عنه.

 

قائمة السجناء السياسيين في إيران ضمت في جانب منها نشطاء عماليين لا يزالون رهن الاعتقال منذ عدة أشهر بسبب تضامنهم مع احتجاجات لعمال غاضبين من تأخر أجورهم الشهرية لفترة طويلة أبرزهم سبيدة قليان وإسماعيل بخشي، وكذلك صحفيون ومثقفون مثل كوروش كرم بور الملقب بـ"شاعر عبادان" الذي اعتقلته عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

 

وشملت أسماء السجناء السياسيين طلابا جامعيين فضلا عن أشخاص مزدوجي الجنسية وآخرين، في الوقت الذي تحرم السلطات الإيرانية المعتقلين من أبسط حقوقهم مثل الحصول على رعاية طبية أو التواصل مع محامين من خارج السجن، إلى جانب الاتصال هاتفيا بعائلاتهم.

 

ووصف تقرير حقوقي 2018 بـ"عام العار" بالنسبة لأوضاع حقوق الإنسان في إيران، مشيرا إلى أن سلطات طهران اعتقلت أكثر من 7 آلاف شخص ضمن حملة قمعية واسعة النطاق؛ فيما قوبلت الاحتجاجات التي اندلعت ضد الفقر والفساد والسلطوية في عموم إيران طوال العام الماضي بقمع واسع من السلطات الإيرانية وسط اعتقالات طالت آلاف المحتجين بشكل مخزٍ.