علماء الأوقاف: حياة الشهداء تفوق إدراك البشر

أخبار مصر

وزارة الأوقاف - أرشيفية
وزارة الأوقاف - أرشيفية


انطلقت قافلة الأوقاف الدعوية لمحافظة مطروح  الجمعة، لإلقاء الدروس الدينية بالمساجد الكبرى بمدينة الحمام بمحافظة مطروح، حيث أكد أعضاء القافلة أنَّ الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم ويَسعَونَ إلى نشر الفساد والفوضى في ربوعه

وعلى منبر مسجد ”المغاربة” بمدينة الحمام أكد الدكتور  عمرو محمد عبد الغفار الكمار  مساعد مدير عام بحوث الدعوة أن مقام الشهادة من أعلى مقامات الاصطفاء والاجتباء التي يمتن الله (عز وجل) بها على من يشاء من خلقه، حيث يقول سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، ويقول سبحانه: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ".

ومن على منبر ”المسجد الكبير”، أكد الشيخ  محمد إسماعيل أبو سعدة  -المفتش العام بالوزارة أن حياة الشهداء ليست كحياتنا، حياةٌ تفوق إدراك البشر ، وهم أيضًا في ذاكرة الأمة أحياء لا تُنسى ذكراهم بمرور الأزمنة والدهور، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَات بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}، وعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنهما) قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)  فَقَالَ لِي: (يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا)؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ )؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا) – أي : مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول- فَقَالَ: ( يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ) ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ (عَزَّ وَجَلَّ) : (إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ) قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

وأكد أن المكانة السامية، والدرجة العالية التي أعدَّها الله (عز وجل) للشهداء لا ينالها إلا شهيد الحق ، فهناك شهيد الحق ، وقتيل الباطل، فالشهيد الحق هو من دافع عن وطنه ضد كل مُعتَدٍ، وبذل روحه فداءً له، وحمايةً لترابه، وحفاظًا على أهله وكل من يحيا على أرضه ابتغاء مرضاة الله (عز وجل) ، فليس الوطن والعرض أقل خطرًا ومكانة من النفس والدين والمال ، فهو من المقاصد العامة التي أكد الشرع الحنيف على ضرورة الحفاظ عليها ، فقد قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.

أما قتيل الباطل الذي يسفك دماء الأبرياء بغير حق، ويروع أبناء الوطن، ويُهدد أمنهم وأمانهم، ويسعى إلى نشر الفساد والفوضى في الأرض، ويروع الآمنين بعمليات انتحارية، وتفجيرات إرهابية لا يقرها دين، ولا يقبلها عقل، لا يُعدُّ شهيدًا ، ووصفه بالشهيد ادعاء كاذب لا صحة له ، وتحريف للكَلِم عن مواضعه .

ومن على منبر  مسجد ”العتيق” أكد الشيخ  محمد سيد العايدي المفتش العام بالوزارة أن الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن أوطانهم ضد كل مُعتَدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابها وسمائها وأهلها وكلّ مَن يعيشون على أرضها، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم ويَسعَونَ إلى نشر الفساد والفوضى في ربوعه ، موضحًا أن من يقوم بمثل هذه العمليات الانتحارية هم من يتبعون أفكار مذاهب الغلاة من الخوارج ومن جاء بعدهم من الجماعات الضالة المضلة الذين يقولون بتكفير المجتمع ، ويستبيحون  دماء أبنائه جميعًا.