"آلاف المتظاهرين" و"اقتحام التليفزيون".. العاصفة تشتد ضد الرئيس الصربي
للاحتجاج على سياسات الرئيس الصربي إلكسندر فوسيتش وحزبه التقدمي الحاكم، وللمطالبة بحرية الإعلام وإنهاء الهجمات على الصحفيين والسياسيين المعارضين، تظاهر الآلاف مجددا أمس السبت في بلجراد احتجاجًا على سياسة حكومة الرئيس، ليأتي اليوم ويتعهد بالدفاع عن القانون والنظام في البلاد بعد يوم من اقتحام أنصار المعارضة محطة التلفزيون الوطنية في إطار الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ولكن ماذا يريد المتظاهرون؟
انطلقت أول تظاهرة في 8 ديسمبر الماضي بدعوة من المنظمات المدنية، وبدعم "تحالف من أجل صربيا" المؤلف من عشرات الأحزاب المعارضة التي تنتمى إلى اليسار واليمين المتطرف.
وطالب المشاركون في مظاهرات السبت، وهو السبت الخامس عشر على التوالي الذي تنظم فيه المظاهرات، بتوفير وسائل إعلام حرة وشروط عادلة لانتخابات نزيهة.
ويرى منتقدو الرئيس أن هذه القناة الحكومية تروج دعاية للرئيس فوتشيتش وحكومته، بينما لا تكاد المعارضة تظهر في الإعلام، مطالبين بحرية التعبير وفتح وسائل الإعلام الرسمية أمام المعارضين.
ويدعم اتحاد المعارضة في صربيا "الائتلاف من أجل صربيا" هذه المسيرات التي يمتد طيفها من اليسار إلى أقصى اليمين.
وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على موقع "فيسبوك" أن مجموعة من المتظاهرين اقتحموا مبنى قناة تلفزيون "آر تي إس" الحكومي ، وكان بوسكو أوبرادوفيتش رئيس الحزب اليميني الراديكالي "دفيري" من بينهم.
وينظم معارضو الحكومة منذ ثلاثة أشهر مظاهرات ضد أجواء العنف الناجمة عن التحريض على المخالفين في الرأي والصحفيين المعارضين للفساد داخل الدائرة المحيطة بالرئيس.
الرئيس الصربي يصف المتظاهرين بالفاشيين
من جانبه يرفض الرئيس الصربي - الذي بات مؤيدا لأوروبا - اتهامه بـ"السلطوية"، وأطلق حملة تحت اسم "مستقبل صربيا" في مختلف أنحاء البلاد للترويج للنتائج الإيجابية لسياساته.
وتعهد "فوتشيتش"، بالدفاع عن القانون والنظام في البلاد بعد يوم من اقتحام أنصار المعارضة محطة التلفزيون الوطنية في إطار الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ووصف فوتشيتش قادة المعارضة بأنهم "فاشيون ومثيري شغب ولصوص"، وذلك في خطاب متلفز ألقاه بمقر الرئاسة بوسط العاصمة بلجراد، حيث يحتشد الآلاف من أنصار المعارضة لمطالبته بالتنحي.
وقال فوتشيتش، اليوم الأحد، "لن يكون هناك المزيد من العنف، صربيا بلد ديمقراطي وبلد القانون والنظام، وسنرد على الأحداث الجارية".
وزير الداخلية يهدد المتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم
وهدد وزير الداخلية الصربي المتظاهرين، بعد انتهاء المهلة التى منحها لهم، "ساعة واحدة فقط".
وكان الوزير أعطى مهلة للمتظاهرين الذين سيطروا على مبنى الإذاعة قبل تفريقهم بالقوة، داعيا المتظاهرين إلى الخروج والاستسلام.
وقال وزير الداخلية الصربي: "لا يوجد شئ اسمه غوغاء يخرجون إلى الشارع ويسقطون النظام، هذه المعارضة عبارة عن مجموعة تتسم بالعنف والتخريب".
واستطرد: "أي محاولة من المتظاهرين لعرقلة الشرطة فسيتم إطلاق الرصاص الحي، والمتظاهرون الذين سيطروا على مبنى الإذاعة بطريقة غير قانونية سيتم محاكمتهم، الأمن الصربي ذاهب لاستعادة السيطرة على مبنى الإذاعة، من يلمس منكم رجل أمن واحد فلا يلوم إلا نفسه".
وأبعدت قوات شرطة مكافحة الشغب، المئات الأشخاص، بينهم قادة المعارضة، الذين اقتحموا مقر التلفزيون للتنديد بالإذاعة التي يعتبرون أن تقاريرها متحيزة إلى حد كبير.
يشار إلى أن هذا يعد أول حادث كبير، بعد أشهر من الاحتجاجات السلمية التي بدأت في 8 ديسمبر الماضي بدعوة من المنظمات المدنية، وبدعم "تحالف من أجل صربيا" المؤلف من عشرات الأحزاب المعارضة التي تنتمي إلى اليسار واليمين المتطرف.
وقال فوسيتش في مقابلة مع محطة ستوديو بي التلفزيونية الموالية للحكومة خلال الاحتجاج إنه مستعد لمناقشة مطالب المعارضة، وأضاف بعد تعرضه للسخرية من مجموعة من المحتجين لدى دخوله مبنى التلفزيون: "أنا مستعد للنظر فى الأسباب التى دفعت الناس للمعارضة".
فوسيتش يشير إلى اختبار شعبية حزبه والمعارضة ترفض
وكان فوسيتش أشار في وقت سابق إلى استعداده لاختبار شعبية حزبه في انتخابات مبكرة رغم أن فوك جيريميتش وهو وزير سابق للخارجية وزعيم حزب الشعب الصغير وهو جزء من التحالف المعارض قال إن المعارضة ستقاطع أي انتخابات.
وأضاف: "لن تكون هناك انتخابات شرعية في صربيا بمشاركة المعارضة إلا بعد تهيئة الأوضاع الطبيعية للانتخابات والمعيشة"، وأشار استطلاع للرأي في أكتوبر إلى أن حزب الرئيس يحظى بتأييد 53.3 % من الناخبين في حين تأتي بقية الأحزاب الأخرى بعده بفارق كبير.