"وأنت في مكانك"... شاهد التمائم السحرية عبر العصور في متحف سوهاج
رصدت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، عدد من الوسائل التي شعر الإنسان منذ القدم بأنها قد تحقق له آماله وطموحاته.
وجاءت تلك القطع الأثرية ضمن معروضات متحف سوهاج القومي، حيث جاء في تعريف تلك القطع أن الإنسان على مر العصور نزع لتحقيق رغباته بطرق استمدها من معتقداته وتصوراته القديمة.
وعلى الرغم من نضج فكره بظهور مناهج المنطق فقد ظل يتوسل بكثير من الممارسات التي ليست لها علاقة مباشرة بتحقيق رغباته.
إضافة إلى ذلك وقف الإنسان من الأشياء والكائنات والظواهر إما بالإقبال أو بالإحجام أو التفاؤل والتشاؤم، أو الرضا والسخط، أو الرغبة والرهبة، وهذا ما دفع الإنسان البدائي والمتحضر والغني والفقير إلى أن يستعين في حياته بالتمائم والأحجبة.
ورصد متحف سوهاج القومي استمرار تلك التقاليد لدى بعض الشعوب حتى وقتنا الحالي، ومن ضمن تلك المجتمعات كان مجتمع المصري القديم، الذي اعتقد أن الصيغ السحرية ما هي إلا قوة كامنة تُفزع الأرواح الشريرة وتؤنس الأرواح الطيبة، وقد اتخذت تلك التمائم أشكالًا ألاهية ورموزًا مجردة وعناصر من الجسم الآدمي وكذلك عناصر نباتية.
وجاءت أغلب الأشكال في العصر اليوناني الروماني بتمائم من الأحجار الكريمة واعتمدت في الحماية على القوة الكامنة بالحجر، وخلال العصر البيزنطي وصلنا عدد من التمائم مثل زخارف الصلبان وأشكال الأسماك والحمام والعرائس الخشبية والعظم.
وخلال العصر الإسلامي استخدمت تمائم وأحجبة من مواد مختلفة، كالفخار والخزف والخشب والحجر والمعدن والنسيج والكتابات الورقية، هذا بالإضافة إلي طاسة الخضة والآيات القرآنية في الحماية
واستخدمت العرائس كتمائم سحرية ضد الحسد وإبطال مفعول السحر، فربما نظر الإنسان القديم للمرأة علي أنها مصدر الحياة،فأخذ هذا الشكل لدفع الحسد والأرواح الشريرة، وما زالت تلك التقاليد مستمرة لدي بعض الشعوب حتي وقتنا الحالي.