في ذكرى وفاته.."نزار قباني" شاعر خاض بقلمه عدة معارك

تقارير وحوارات

نزار قباني
نزار قباني


"أحبه الجميع.. النساء والرجال" فلم يكن شاعراً عادياً، فهوالذي أنصف المرأة في كتاباته، وتوجها وأعطى لها قيمتها حتى لقب "بشاعر المرأة"، ولم يقتصر عمله على الحب فقط، بل إن طبيعة عمله في السلك الدبلوماسي أثرت كثيرًا على شعرة خاصة بعد نكسة 67 والتي هزمت فيها الجيوش العربية أمام إسرائيل، وتسبب في منعه من دخول مصر.

وبالرغم من أن الجميع أحب "نزار" الإ أنه خاص العديد من الخلافات والصراعات في حياته، مع زعماء وأدباء وفنانين كبار وتمكن من الخروج منها جميعاً منتصراً، وفي ذكرى وفاته نستعرض أبرز تلك المعارك.

عتاب نزار قباني وعبد الحليم حافظ
في عام 1973، حدث خلاف بين الفنان عبد الحليم حافظ، والشاعر نزار قباني بسبب قصيدة"قارئة الفنجان"، التي كتبها وغناها العندليب، حيث دار الخلاف حول معاني القصيدة، فكل منهما فسرها بشكل مختلف.

وحينها وجه العندليب سؤالاً وصفه بالمحرج لنزارفسأله:" استطاع الموجى بلحنه توصيل ما كنت تقصده من معانٍ فى القصيدة"، فأجابه نزار قائلاً :" حدث نوع من اللوم والعتاب بينهم بسبب التغييرات التى أحدثها حليم فى الأغنية والتى لم تتوافق مع فكري".

نزار قباني وجمال عبد الناصر
أما أشهر الخلافات التي وقع فيها" نزار" كانت مع الرئيس الراحل"جمال عبد الناصر"، فعقب نكسة 1967، حمل قباني عبد الناصر مسئولية الهزيمة، وكتب نزار حينها قصيدة تحمل أسم" هوامش على دفتر النكسة"، أبدى فيها حزنه مما فعله جمال محملاً إياه المسئولية، كذلك  كان من الشعراء القلاقل الذين واجهوا الزعيم الراحل مباشرة دون خوف وقالوا له في وجهه (لا) أمام الملأ.

وحينها أصدر الرئيس قرار بمنع دخول نزار قباني مصر، كما منع نشر قصائده،ومنع إذاعة الأغاني التي تحوي كلماته.

وهو ما أوجعه كثيرًا لأن مصر كانت من أقرب البلاد إلى قلبه، لذلك كتب رسالة إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قال له فيها: «لقد أودعت قصيدتي خلاصة ألمي وتمزقي، وكشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية لاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهروب وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا.. وإذا كانت صرختي حادة وجارحة وأنا أعترف سلفًا بأنها كذلك».

وحينها أثرت تلك الكلمات في الزعيم، فوافق على إعادة بث أغانيه ونشر أشعاره مرة أخرى داخل البلاد.

نزار وعميد الرواية العربية 
في عام 1995، نشرت صحيفة روز اليوسف في عددها رقم (3514)، بعنوان المهرولون، وحينها أبدى نجيب محفوظ إعجابه بها، واصفاً إياها:" بأنها قصيدة قوية جداً، وقنابل تفرقع في عملية السلام، من دون أن تقدم بديلا عنها".

وأوضح محفوظ في تصريح له لجريدة "الحياة" الصادرة في لندن، بعد أن نشر القصيدة: "لقد أعجبتنى رغم اختلافي السياسي معها" متابعا:"إننى لا أنفي إعجانى بها، ومن يشارك نزار قباني موقفه، سيجد فيها تعبيراً قوياً عن هذا الموقف، لكنه موقف يبدو أضعف من القصيدة بكثير، قصيدة قوية.. وموقف ضعيف".

وحينها رد نزار قباني على نجيب رداً قاسياً وعنيفاً، وساخراً في العدد روز اليوسف قائلا:" فليعذرني عميد الرواية العربية، إذا جرحت عذريته الثقافية، وكسرت عاداته اليومية، وقلبت فنجان القهوة على الطاولة التي يجلس عليها مع أصدقائه. فالقصيدة ليس لها عادات يومية تحكمها .. أو نظام روتيني تخضع له، إنها إمرأة عصبية، وشرسة .. تقول ما تريده بأظافرها .. وأسنانها".