وادي الأعوج في سيناء.. حضن آمن للرهبان منذ 1600 عام

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إن هناك عدة عوامل ساعدت على انتشار الرهبنة في سيناء، منها التبرك بالأماكن المقدسة حيث جبل الشريعة، والتبرك بالأماكن الذى مر بها نبي الله موسى عليه السلام والأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة.

وأشار "ريحان" إلى أن توافر مواد البناء من أحجار مختلفة وطمي ناتج عن السيول فى سيناء ساعد على انتشار المنشآت الرهبانية وتعددها، لتوفير مشقة احضار هذه المواد من أماكن بعيدة، وكان الطريق آمنًا أمام الراغبين فى حياة الرهبنة كما أن مناطق التجمعات لم تكن بمعزل عن بعضها وكان هناك صلة وثيقة بين أفرادها لكثرة الأودية التى تؤدى لسهولة الإتصال بين المجتمعات الرهبانية.

وأضاف "ريحان" إلى أن الرهبنة بسيناء مرت بثلاث مراحل، الأولى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة، ويطلق عليه باليونانية "أناخوريتيس" ويجسّد هذا صومعتين للمتوحدين الأوائل بسيناء قريبة من بعضها بمنطقة وادي الأعوج بطور سيناء 9كم جنوب شرق مدينة طور سيناء ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، والصومعة الأولى محفورة فى الصخر بشكل حنية نصف دائرية وصومعة مبنية بالطوب اللبن ومغطاة بالملاط من الحيب ناتج السيول مكونة من صالة لها حنية مستطيلة وحجرتين من جانب واحد.

وأضاف أن المرحلة الثانية ويطلق عليها مرحلة الكينوبيون وهي مرحلة التوحد الجماعي والتي تعتبر تطورًا طبيعيًا لمرحلة التوحد ومقدمة حتمية للمرحلة الثالثة وهى الديرية وهى الصورة البسيطة للتجمع الرهباني حيث أقام عددًا من المريدين والنساك في منشآت فردية ثم يجتمعوا أيام الأعياد ويومي السبت والأحد في مكان عام للخدمات والطعام وهو الشكل الذي يسمى باليونانية "كينوفيون" وتتكون من مقطعين "كينوس" وتعنى عام،" فيوس" وتعني حياة أي حياة عامة.

وتابع "ريحان" أن المرحلة الثانية يجسّدها بوادي الأعوج مجمع مباني من كنيسة وقاعات طعام من الطوب اللبن وهي أقدم نمط للعمارة الكنسية بطور سيناء وتعود للقرن الرابع الميلادي عبارة عن مبنى مستطيل بالطوب اللبن مغطى بالملاط من الداخل والخارج بقاياه واضحة، مساحته 14.5م طولًا 11.5م عرضًا.

وويشتمل المجمع على كنيسة مكونة من صالة غير مقسّمة لأجنحة جانبية مساحتها 11.5م طولًا، 4.3م عرضًا ومقسمة إلى جزئين شرقي وغربي ولها مدخلين، الرئيسي بالجهة الغربية والمدخل الثاني بالجهة الجنوبية وبها مصاطب للجلوس عليها والشرقية نصف مستديرة على جانبيها حجرتان، وعلى جانبي الكنيسة قاعتان مستطيلتان مساحة القاعة 6.30م طولًا2.30م عرضًا بها مصاطب للجلوس يبدو أنها قاعات طعام، وبالمبنى حجرات مختلفة بالجهة الشمالية للخدمات، وتمثل المرحلة الثالثة الدير المتكامل العناصر المعمارية ويمثله دير الوادي أو برايثو القديمة.