خبراء: هجوم ولد عبدالعزيز على قطر رسالة لإخوان الداخل

عربي ودولي

الرئيس الموريتاني
الرئيس الموريتاني


في مؤتمر صحفي قبيل فترة الصمت الانتخابي الممهد لاقتراع السبت الرئاسي بموريتانيا، هاجم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، دويلة قطر متهمًا إياها بتدمير دول عربية وارتكاب جرائم في حق الدول العربية توازي جرائم النازية في حق أوروبا، في إحالة على الانتفاضات الشعبية التي سميت بـ "الربيع العربي"، بل ذهب الرجل إلى حد اتهام قطر بدعم الإرهاب.

 

رسائل الرئيس الموريتاني التي فضح فيها الدور القطري الخبيث، التي تأتي بعد مرور عامين على مقاطعة نواكشوط للنظام القطري الحاكم في الدوحة،  تلقفها محللون موريتانيون لتوضيح معانيها وأهدافها.

 

وقال رئيس منتدى الأواصر الموريتاني عبيد أميجن سالم، أن الرئيس ولد عبد العزيز أراد من وراء هجومه على قطر وتحميلها مسؤولية ما حدث في الدول العربية أن "يوزع العديد من الرسائل الموجهة إلى العديد من الجهات، من ضمنها قطر نفسها التي كان على خلاف حاد وصامت مع أميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني منذ زيارته لنواكشوط سنة 2012، قبل أن يقطع العلاقات معها نهائيا".

 

وأضاف أنها "تعد أيضا بمثابة تطمينات للتأكيد على أن موريتانيا لا تود التراجع عن شراكتها الوثيقة بالتحالف العربي، حتى وإن تبادل على سدة الحكم رؤساء متعددون".

 

وأشار عبيد إلى أن الرئيس وجّه كذلك من خلال تصريحاته "رسالة إلى الداخل وتحديدا إلى الرئيس المقبل، مفادها أن التعاون مع حركة الإخوان المسلمين وكياناتها خط أحمر وخيار مرفوض".

 

وتوقع رئيس منتدى الأواصر ألا يطرأ تغيّر كبير في السياسات الخارجية والعلاقات الدبلوماسية لموريتانيا، خاصة إذا استلم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم، لأنه يتشارك مع ولد عبد العزيز في نفس التوجهات والسياسات.

 

كما أكد الناشط السياسي إسماعيل أعمر أن هجوم الرئيس على قطر في هذا التوقيت بالذات، وهو يستعد لمغادرة الرئاسة، هو بمثابة "رسالة إلى الرئيس القادم حتى يحافظ على قطع العلاقات مع قطر"، خاصة بعد الاتهامات التي طالت الغزواني، المرشح الأكثر حظا لخلافته بالميول إلى قطر والإخوان، بعد تصريحاته التي أعلن فيها أنه "ليس لديه مشكلة مع قطر" وإعلان الكثير من إخوان موريتانيا دعمه في الانتخابات.

 

وقبل يوم من الانتخابات الرئاسية وقبل أقل من شهر ونصف على مغادرته الحكم، هاجم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قطر، ووصفها بأنها "دولة تخريب وتدمير"، مؤكدا أن قرار مقاطعتها "سيادي"، وهو موقف رأى مراقبون أنه بمثابة التوصية التي وجهها للرئيس القادم الذي سيخلفه من أجل الاستمرار في نفس هذه السياسة، وعدم التعاون مع الإخوان المسلمين.

 

وأكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الخميس، أنه ليس "نادماً على قطع العلاقات مع قطر "ولديه" موقف قديم منها"، موضحا أن بلاده قطعت أيضاً علاقاتها مع إسرائيل، وحين وجدت أول فرصة لقطع العلاقات مع قطر فعلت ذلك "لقاء ما تقوم به من تحطيم للدول العربية وتمويل ورعاية للإرهاب في أوروبا".

 

وأضاف أن ما فعلته قطر "يعادل ما فعلته ألمانيا النازية"، موضحا أنها "ساهمت في تدمير تونس وليبيا وسوريا واليمن باسم الديمقراطية والحرية، في حين لا توجد حرية أو ديمقراطية داخلها"، مشيرا إلى أن قرار قطع العلاقات مع قطر "سيادي ومستقل"، وتم وفق "قناعتي الشخصية" وليس لكونه "تابعاً لبعض الدول مثل ما يروج لذلك البعض".