صرخة في وجه الظلم.. من هو مؤلف نشيد الجزائر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

توج المنتخب الجزائري بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه بفوزه على السنغال 1-0، أمس الجمعة، في المباراة النهائية التي أقيمت على إستاد القاهرة الدولي.

ويدين منتخب الجزائر بالفضل في هذا الفوز للاعب بغداد بونجاح الذي أحرز هدفا مبكرا في (د.2) مهديا فرحة الفوز لجماهير "الخضر"، وهو اللقب الثاني في البطولة القارية بعد 29 عاما من تتويجه بلقبه الوحيد في البطولة حين توج بنسخة عام 1990 على أرضه الجزائر.

قد دشن نشطاء موقع التدوينات القصيرة توتير، هاشتاج نشيد الجزائر للتعبير عن إعجابهم بالنشيط والروح الحماسية للفريق، قالت نسرين، إن كلمات نشيد الجزائر "قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات أن تحيا الجزائر" كلمات ترجمها الفريق على  أرض الملعب.

قال عـادل الضـباح،  إن مفدي زكريا مؤلف نشيد الجزائر كتبه بالدماء على جدران السجن أيام ثورة ١٩٥٦م ضد الاستعمار الفرنسي لا يخذل شعبٌ هذا نشيده، بالتوفيق لبلد المليون شهيد.

النشيد
بدأ استعمال النشيد الوطني الجزائري " قسماً بالنازلات "عام 1963، بعد استقلال الجزائر عن فرنسا، في أثناء الاستعمار الفرنسي، رأى عبان رمضان، أنه من الضروري كتابة نشيد خاص للجزائر فتشاور مع مفدي زكريا، ووافق هذا الأخير على كتابة الكلمات يوم 25 أبريل 1956.

كتابة النشيد
بداية 1956،  طلب عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية، وخلال يومين فقط جهز شاعر الثورة "قسماً بالنازلات الماحقات"، وانتقل الشاعر إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير.

وفي العاصمة التونسية قام الموسيقار التونسي علي السرياتي بتلحينه، إلا أن لحن التريكي لم يكن في مستوى قوّة النشيد، وهو ما دفع بمفدي زكريا؛ تنفيذاً لأمر عبان رمضان ؛ بنقله معه إلى القاهرة لإعادة تلحينه من جديد، وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد "هدية للشعب الجزائري"، واقتنعت أخيراً جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.

مؤلف النشيد 
يعتبر مفدي زكريا (1908-1977) شاعر الثورة الجزائرية، واسمه الحقيقي هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، وقد ولد يوم 12 يونيو 1908م، بدا حياته التعليمية في الكتاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس.

أكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية وعاد بعد ذلك إلى الوطن وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة انضم إليها بفكره وقلمه، فكان شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها وعضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متتالية ثم فر منه سنة 1959، فأرسلته الجبهة خارج الحدود، فجال في العالم العربي وعرف بالثورة، ووافته المنية بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه فكان هو شاعر الثورة.

نشاطه السياسي
نضم زكريا إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينات، كان مناضلاً نشيطاً في صفوف جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين، وكان عضواً أساسياّ في حزب نجم شمال إفريقيا، وكان عضواً في حزب الشعب، وكان عضواً أيضا في حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية. 

انضم زكريا إلى صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائري، وسجنته فرنسا بسبب النشاط الأدبي والسياسي، و عمل أميناً عاماً لحزب الشعب، كما عمل رئيساً لتحرير صحيفة "الشعب" الداعية لاستقلال الجزائرفي سنة 1937م،  وواكب شعره بحماسة الواقع الجزائري بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م داعياً إلى الوحدة بين أقطارها.

انضم زكريا إلى الثورة التحريرية في 1954 واعتقلته فرنسا مجدّدا في أبريل 1956 بسجن بربروس "سركاجي حاليا" لمدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس .