البابا فرانسيس يحمل رسالة السلام إلى موزمبيق

عربي ودولي

بوابة الفجر


أشاد البابا فرانسيس برئيس موزمبيق وزعيم المعارضة اليوم الخميس لشجاعتهما في التوقيع على اتفاق سلام جديد تاريخي، حيث بدأ زيارته إلى الدولة الواقعة بجنوب إفريقيا بالدعوة إلى مستقبل تصبح فيه المصالحة والأمل والتنمية المستدامة "أسلحة السلام".

واصطف الآلاف من السكان، بعضهم يرتدون التنانير الملونة التي تحمل صورة البابا وكلمات "الأمل والسلام والمصالحة"، في شوارع العاصمة، مابوتو ليهتفوا بموكب البابا فرانسيس بينما كان يتجه إلى القصر الرئاسي للقاء الرئيس فيليب نيوسي.

بعد لقاء خاص، ألقى فرانسيس خطابًا أمام السلطات الحكومية وزعيم رينامو أسوفو مومادي، الذي وقّع اتفاق السلام مع نيوسي وكان من بين الضيوف المدعوين.

في كلمته الافتتاحية، خاطب نيوسي مومادي بكلمة "أخي"، ووقف مومادي بين الجمهور الذي كان يصفق له.

أشار المحللون إلى أهمية استقبال كلا من نيوسي، وهو كاثوليكي، وموميد، المسلم، للبابا باعتباره رسالة وحدة رمزية قوية في ظل تنوع موزمبيق، التي لديها تقليد طويل من التسامح الديني.

في كلمته، أثنى فرانسيس على شجاعتهم لترك الاهتمام الشخصي والعنف جانبًا والعمل بدلًا من ذلك من أجل الصالح العام.

وقال فرانسيس للمسؤولين الذين يتحدثون بالبرتغالية بالإسبانية " الشجاعة تجلب السلام! لقد عانيت من الحزن والألم، لكنكم رفضتم السماح للعلاقات الإنسانية بأن يحكمها الانتقام أو القمع، أو السماح للكراهية والعنف بان يكون لهم الكلمة الأخيرة".

وحث على الالتزام المستمر بعملية المصالحة والتنمية التي تحترم البيئة وتعتني بأولئك على هامش المجتمع.

وقال "قد لا تكف ما دام هناك أطفال وشباب بدون تعليم، أسر بلا مأوى، عاطلون عن العمل، مزارعون لا يملكون أرضًا للزراعة.. هذه هي الأسس لمستقبل من الأمل، لأنه سيكون مستقبل الكرامة. هذه هي أسلحة السلام".

تأتى زيارة فرانسيس بعد أسابيع فقط من توقيع اتفاق السلام الجديد وقبل الانتخابات الوطنية في 15 أكتوبر. يعتبر التصويت حاسمًا لأن التعديل الدستوري الأخير يتمتع بسلطة لا مركزية بحيث يتم الآن انتخاب حكام المقاطعات مباشرة، بدلًا من تعيينهم من قبل الحكومة المركزية.
وفي وسط موزمبيق، قال بيدرو موغورا، حارس حديقة جورونجوسا الوطنية، إن هناك أملًا في أن تعزز زيارة البابا الصفقة.

و اضاف موجورا "بشكل عام، الناس متفائلون للغاية بأن البابا سيكون له تأثير جيد على السلام والانتخابات الجيدة". واوضح في اشارة الى رحلة يوحنا بولس التاريخية عام 1988 "في عام 1992 تم توقيع اتفاق السلام بعد زيارة البابا.. الآن هناك نفس التوقعات بأن يجلب هذا البابا تأثيرًا إيجابيًا، والمصالحة بين جميع الموزامبيقيين. هذه هي آمال الكثير من الناس هنا."

أسفرت الحرب الأهلية في موزمبيق التي دامت 15 عامًا، والتي انتهت باتفاق سلام عام 1992، عن مقتل ما يقرب من مليون شخص وتدمير المستعمرة البرتغالية السابقة. كان وقف إطلاق النار الدائم الذي تم توقيعه في 1 أغسطس تتويجا لسنوات من المفاوضات لإنهاء القتال الذي اندلع بشكل متقطع منذ 27 عاما.

وكان من بين أولئك الذين استقبلوا فرانسيس عندما وصل الأربعاء الأخت ديوليندا بيريس، راهبة موزمبيقية.

وقد افتتح فرانسيس خطابه أمام الحكومة وسلطات رينامو برسالة تضامن مع ضحايا الأعاصير التي لم يسبق لها مثيل والتي ضربت موزامبيق في وقت سابق من هذا العام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 650 شخص وتدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

وقال: "للأسف، لن أكون قادرًا على الذهاب شخصيًا لزيارتكم، لكنني أريدكم أن تعرفةا أنني أشارككم آلامكم ومعاناتكم ".