"مشكلات إنشائية وسقوط أجزاء وتسريبات".. نكشف مشكلات ترميم قصر محمد علي.. (صور)
قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس
الأعلى للآثار، إن مبنى الفسقية في قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة، والذي يضم حوض
ماء يتوسطه نافورة، وحجرة للطعام وقاعة للبلياردو وقاعة للأسماء وقاعة العرش، كان يعاني
من العديد من المشكلات الهندسية والإنشائية والفنية حيث سقطت أحد الحنايا الركنية المطلة
علي الحوض.
جاء ذلك على هامش الجولة التفقدية صباح
اليوم للدكتور خالد العناني وزير الآثار، لمبنى الفسقية بقصر محمد علي في شبرا، للوقوف
علي مستجدات الأعمال بمشروع ترميمه.
وأضاف "وزيري" أنه كان يوجود تلف وتسريب في
طبقات العزل الخاصة بحوض الفسقية، وفي بلاطات الرخام بأرضية الفسقية، بالإضافة إلى
تسريب وتفكك رخام النافورة التي تتوسط حوض الفسقية كما يوجد ميل وعدم اتزان بجسمها
ككل، بالإضافة إلى مشكلات في أعمال الصرف وغرف الفلاتر الطلمبات، ووجود فطريات وتلفيات
على الأسطح المزخرفة.
كما تعاني القاعات الملحقة بالمبني من وجود
خلل في التركيبة الخشبية للسقف الجمالوني، وتساقطت طبقات الدهانات اللونية لسقف الاروقة
كما كانت تعاني بعض حوائط الحجرات من الشروخ و التشققات.
وبدأت وزارة الآثار مشروع ترميم القصر في
مارس 2018 بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد إعداد الدراسات اللازمة
بواسطة مركز هندسة الآثار والبيئة في جامعة القاهرة مع قطاع الآثار الاسلامية والقبطية
بالوزارة.
ورافق وزير الآثار خلال جولته محافظ القليوبية الدكتور علاء عبد الحليم، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للشؤون الهندسية، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية.
وسابقة أعمال الترميم في القصر بدأت في
عام 2000 وحتى 2005 حيث افتتح للزيارة، وظلت أعمال الحفائر مستمرة به حتى عام 2011،
ثم توقفت بسبب أحداث يناير، ثم تضرر القصر إثر انفجار إرهابي كان يستهدف مبنى أمن دولة
منطقة شبرا عام 2012 م، وتم عمل درء خطورة له، وظلت أعمال الترميم متوقفة تم استئنافها
عام 2017م، ولازال العمل به مستمرًا.
والقصور الأثرية العلوية رغم محدوديتها
في القاهرة التاريخية، إلا أنها تكشف عن براعة فناني الأسرة العلوية في الفن المعماري،
حتى ولو كانت مقتبسة عن غيرهم، لتظل لها خصوصيتها. ومع الانتهاء من ترميم قصر محمد
علي باشا الكبير في منطقة شبرا الخيمة، وافتتاحه تكون جميع القصور التاريخية التي تنسب
إلى عصر أسرة محمد علي قد تم الانتهاء من ترميمها، ضمن مشروع القاهرة التاريخية الذي
بدأ منتصف التسعينات.
وجمع قصر محمد علي باشا في ضاحية شبرا،
في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والشرقي، حيث يرجع تاريخه لأكثر من 200 عام وأشرف
علي إنشائه ذو الفقار كتخد، وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، ورسوم
وزخارف القصر نفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان
محمد علي بفنانين من الفرنسيين والإيطاليين واليونانيين والأرمن لزخرفة قصره، ومن الروائع
التي يضمها القصر لوحات أثرية مرسومة تخص محمد علي باشا وأفراد أسرته.
وترميم القصر يعيد للذاكرة الحديث عن القصور
القديمة التي اتسمت بها فترة حكم محمد علي وأولاده وهي القصور التي يصل عددها ـحسب
القصور المسجلة أثرياً ـ إلى أربعة قصور، وهي قصر شبرا، وقصر محمد علي الصغير، وقصر
الجوهرة، وقصر الحرم، خلاف القصور الأخرى التي بناها أولاده، والقصر الذي بناه ابنه
إبراهيم باشا، المعروف بقصر القبة، وآخر له في جزيرة الروضة عرف بقصر المغارة، وبنى
عباس قصرا بالخرنفش، آل فيما بعد إلى أسر البكري، ولم يبق منه الآن سوى مدخله، وأقيمت
على أرضه مدرستان.
وسراي الإقامة كان أول منشآته وكان موضعها
وسط طريق الكورنيش الحالي وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة،
إضافة إلي مرسى للمراكب علي النيل، وفي عام 1821 أضيفت إلي حديقة القصر "سراي
الفسقية" التي ما زالت باقية حتي الآن، وتتكون سراي الفسقية من مبني مستطيل
(76 مترًا ونصف المتر بعرض 88 مترًا ونصف المتر)، أما التصميم الداخلي للسراي
ففريد من نوعه، حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير (61 مترا بعرض
45 مترا ونصف المتر)، وعمق 2,5 متر، مبطن بالرخام المرمر الأبيض.
وشهد القصر إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة،
فقد عرفت إنجلترا هذا النظام سنة 1820 وأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة
بذلك في قصره، مما اعتبر وقتها نقلة نوعية حيث تفرد القصر في جمعه بين الأسلوب الأوروبي
في الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية، فالقصر بني بروح بناء المسجد حيث توجد
به 4 مظلات تحيط بفسقية ضخمة وكأنها باحة مسجد.
وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري ذو طابع تركي، وهو طراز قصور الحدائق، يعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.