اليوم العالمي للديمقراطية.. من يحدده وكيف يتم الاحتفال به؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحتفل العالم في 15 من سبتمبر باليوم الدولي للديمقراطية الذي أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الثانية والستين الاحتفاء به في عام 2007، كما دعت الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وكذلك الحكومات إلى إحياء ذكرى هذا اليوم بطريقة تساهم في رفع مستوى الوعي العام لدى الشعوب، وتهدف إلى تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بها، ويأتي اليوم الدولي للديمقراطية هذا العام تحت شعار المشاركة.

ويعد اليوم الدولي للديمقراطية مناسبة دولية وفرصة لتشجيع الحكومات على احترام حقوق مواطنيها، وحثهم على مشاركة ديمقراطية فعالة وهادفة وجوهرية، وتنظر الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى قضية الديمقراطية على أنها أحد أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، والتأكيد على أهمية إدراج الحرية والسلام والأمن واحترام حقوق الإنسان، من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

والديمقراطية هي أحد حقوق الإنسان التي تم الإشارة إليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إذ تنص المادة 21 البند الثالث منها على "إرادةُ الشعب هي مصدر سلطة الحكم، ويجب أن تتجلىَّ هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجرى دوريًّا بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت السرِّي أو بإجراء مكافئ من حيث ضمان حرِّية التصويت".

رسالة الأمين العام
بعث الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو جوتيريش" رسالة إلى العالم بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية، مفادها أن الديمقراطية تتعلق في جوهرها بالناس، وتقوم على الشمول والمساواة في المعاملة والمشاركة والتي تعد لبنة أساسية في بناء صرح السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.

وأكد جوتيريش أن هذه القيم والتطلعات لا يمكن أن ينظر إليها على أنها مجرد مسألة صورية أو مجرد كلام، بل يجب أن تكون حقيقة ملموسة في حياة الناس، ومع ذلك فإنه يرى أن اليوم الدولي للديمقراطية يأتي في وقت عصيب يشهد تدني مستويات الثقة وارتفاع مستوى القلق.

وتابع الأمين العام في رسالته: "إن الناس ينتابهم شعور بالإحباط من جراء تزايد أوجه عدم المساواة، ويشعرون بالاضطراب من جراء التغييرات الكاسحة المترتبة على العولمة والتكنولوجيا، فهم يشهدون استمرار النزاعات دون أي تسوية، واستمرار حالة الطوارئ المتعلقة بالمناخ دون أي إجابة، واستمرار حالات الظلم دون التصدي لها، وتقلص الحيز المدني".

وأنهى جوتيريش رسالته بتشجيع الحكومات على احترام الحق في المشاركة الفعالة والجوهرية، كما يحي الأمين العام كل من سعى سواء حكومات أو أفراد أو منظمات مجتمع مدني، إلى تحقيق هذه المبادئ.

ما معني الديمقراطية؟
الديمقراطية هي كلمة يونانية تنقسم إلى قسمين الأول Demos وتعني الشعب أو عامة الناس، والثاني Kratia أي حكم، إذ فإن المعنى الحرفي للديمقراطية هي حكم الشعب، وهي نظام اجتماعي يشارك فيه جميع المواطنين المؤهلين سواء بطرق مباشرة أو عن طريق ممثلين عنهم، في اقتراح أو تطوير أو استحداث القوانين، وتشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنيم من المشاركة الحرة والمتساوية في تقرير مصيرهم السياسي.

والديمقراطية هي تطبيق لنظرية العِقد الاجتماعي التي تعترف بالأولوية الوجودية للشعب على حساب السلطة، والتي تأتي بناءً على عقد بينها وبين الشعب، وهي نظام اجتماعي مميز تتجلى فيه مفاهيم تداول السلطة سلميًا وبصورة دورية لإتاحة الفرصة لكل من لدية فكر وطرق إدارة جديدة تهدف في الأساس إلى تحقيق المصلحة العليا للدولة.

الاحتفال بالأيام الدولية
الأيام الدولية هي فرص هامة للفت انتباه عامة الناس في جميع أنحاء العالم وتثقيفهم ونشر الوعي حول القضايا التي تحظى باهتمام عالمي، لمعالجة مشاكلها أو الاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتشجيعها، على الرغم من أنه هناك بعض الاحتفالات بالأيام الدولية سبقت إنشاء الأمم المتحدة، إلا أنها لم تتخلى عنها بل تبنت هذه الاحتفالات بهدف تعزيز الوعي.

وتمنح الأيام الدولية العديد من الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع اليوم، وتبذل مؤسسات ومكاتب الأمم المتحدة، إلى جانب الحكومات وقطاعي المجتمع المدني والأهلي، والمؤسسات التعليمية والمواطنين حول العالم، لجعل المناسبة التي يتم الاحتفاء بها نقطة انطلاق لأنشطة التوعية الخاصة بموضوع اليوم الدولي وتحقيق أهدافه.

وينوط بالجمعية العمومية للأمم المتحدة باعتبارها أكثر الأجهزة تمثيلًا في المنظمة، بمهمام تحديد تاريخ الاحتفال بهذه الأيام الدولية، التي تقترحها الدول الأعضاء بالأساس في اجتماعات الجمعية، وبتوافق الآراء تقرر الجمعية بدورها ما إذا كانت ستعترف بهذا الموضوع وتحديد تاريخ ذلك اليوم أم لا، وتدور موضوعات الأيام الدولية دومًا حول مجالات العمل الرئيسية للأمم المتحدة، ومنها تحقيق السلام والأمن الدوليين، وتعزيز التنمية المستدامة وحماية الإنسان، بالإضافة إلى ضمان القانون الدولي ودعم العمل الإنساني.