"قتلهم وراح يشتري كارت شحن".. "بقعة دم" تكشف "السفاح الصغير" بأبو النمرس: "ذبح الأم وطفلتها"

حوادث

بوابة الفجر


كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء، خرجت "دينا" صاحبة الـ 10 سنوات، طالبة بالصف الرابع الابتدائي، من منزل أسرتها بعزبة الجلحوة "المسماة على اسم عائلتها" بمركز أبو النمرس، ترتدي ملابس مدرستها، بسبب انشغال والدتها صباح كل يوم في رعاية المواشي، وتنظيف المنزل سكنهم، المكون من طابق واحد، بعد انتقال والدها من منزل أشقائه، لمنزل مقابل له، خاص بأسرته الصغيرة.

وتوجهت " دينا" لمحل بقالة، يملكه نجل عم والدها، لشراء منظفات غسيل لوالدتها، لتعود مرة أخرى لمنزلها حاملة متطلبات والدتها، وبعد عودتها بحوالي ساعة، سمع الأهالي بالشارع أصوات الصراخ، تصدر من منزل "أسعد"، والد الطفلة دينا، وهرع الأهالي إلى المنزل لمعرفة سبب الصراخ، ليجدوا ""الأم مرمية مقتولة داخل غرفة نومها، وبنتها في حجرها، وبعدها بدقائق معدودة، حضر "ابن العم"، حاملا طفلها الصغير " عامر" بعد سقوطه من أعلى سطح منزله.

"خناقة بين أسعد وشيماء"

توجه محررو " الفجر" لعزبة الجلحوة، وكان الهدوء يخيم القرية بعدما عاش سكانها يومًا حزينًا لم يتوقعوا يومًا ما أن تحدث تلك الجريمة، داخل عزبتهم، لوجود صلة قرابة بين كل سكانها " عائلة واحدة"، وجعلتهم هل يشفقون على ذلك الشاب الذي ضاع مستقبله نهائيًا أم يحزنوا على العائلة التي دمرت بكاملها في لحظة غضب.

وبسؤال أحد الجيران قال: "حوالي الساعة 9 ونصف مساء، كاد أهل العزبة يذهبون للنوم ليستيقظوا من الساعة 5 صباحًا لممارسة أعمالهم الشاقة لجلب الرزق لأولادهم ورعاية المواشي، سمعنا صوت صراخ يصدر من منزل "أسعد"، وبدأ الصوت يعلو أكثر وأكثر، ومن طبيعة أهل القرية عدم التدخل في شئون الغير، في الأول افتكرنا خناقة بين "أسعد وشيماء"، وبعدها وجدنا الناس بدأت تتجمع عند بيت " أسعد""، افتكرنا حرامي دخل يسرقهم".

الأم مرمية مقتولة على الأرض وعلى رجلها ابنتها

وأضاف أحد الجيران قائلا: أحد أقارب "أسعد " أحضر سلم للتسلق من على سطح المنزل، وآخر حاول كسر الباب، وكان واقف خلفه الطفل "عامر" صاحب الـ 7 سنوات، يبكي ويصرخ قائلا "معاه سكينة"، ووقتها تجمع الأهالي لإنقاذ الطفل وأسرته من السرقة، وملاحقة "الحرامي"، وبكسر الباب، لم يعثروا على" عامر" واختفي صوته فجأة بعدما كان يبكي ويصرخ، وبالتوجه نحو غرفة النوم، وجدنا "شيماء" وطفلتها "دينا" في حجرها، كنا فاكرين أنها مغمى عليها، ولما حاولنا نحركها سقطت على الأرض، وهي غارقة في دمائها، وفي حجرها الطفلة، جثة، وفجأة وجدنا "صابر" ابن عمهم البالغ من العمر 17 عامًا، حاملًا الطفل ويظهر على جهه علامات الإرتباك " وشه أصفر" قائلًا" ابن عمي "مروان" لقيته مرمي على الزرع في الزريبة بين الحياة والموت، ووقتها أخذنا عامر وجرينا بيه بسرعة على المستشفى لإنقاذه"، وبعمل الفحوصات والكشف الطبي تبين وجود تجمع دموي بالرئة، وإصاته بكسر بالكتف، وطعنات متفرقة بظهره.

آثار دماء.. و"أسكت خالص متتكلمش"

والتقط جار آخر طرف الحديث منه ودموعه على وجهه بصوت مملوء بالحزن قائلًا: "وسط انشغالنا بمحاولة إنقاذ الأم أو الطفلة، بدأنا ننظر في أركان الغرفة، وإذ وجدنا "مروان" صاحب الـ 4 أعوام يختبئ تحت السرير ودموعه على وجهه، بدأ الأهالي بإخراجه، ولكن كانت هدومه غارقة في الدماء وبسؤاله عن آثار الدم، كانت الإجابة،" إيد ماما أول، وراحت خبتني بسرعه تحت السرير، وقالتلي اسكت خالص متتكلمش"، مضيفا في وسط اللي بيحصل لقينا صابر خارج من منزله مرتدي ملابس غيرها، وبنسأله اللي بيحصل لقيناه بيقولنا مرات عمه ادبحت هي وبنتها".

طلب يشتري كارت شحن وكلم أبوه

وأضاف نجل عم والد الضحايا: "صابر جالنا السوبر ماركت بتاعنا ولابس ترنج أخوه الأصغر منه، وكان ضيق عليه، وطلب يشتري كارت شحن علشان يكلم والده يقوله اللي حصل في البيت، ووقتها مكنش عندي كروت في المحل، وأخذ موبايل صاحبه، كلم والده قال له: الحق مرات عمي وعيالها ادبحوا".

وتابع: "لكن القدر لعب لعبته لكشف نصف الحقيقة، وأبلغه أحد الجيران "حد من اللي واقف": بص لرجليه لابس شبشب وعليه آثار دم على رجليه، في الأول افتكرنا عشان لما شال "عامر" وهو مصاب فآثار الدم جت فيه، ولكن بدأنا ننظر بتركيز مرة أخرى وكانت آثار الدم متواجدة، ولكن لم نستطع التحدث، إلا عندما تكشف الحقيقة كاملة، ولكن عاد الشاب مع أهله وأهل القرية في البحث عن الجاني وطمأنته على صحه الطفل في المستشفى، ولكن لم نكن نعلم أنه كان يمثل دور علينا، مشيرا إلى أن "صابر كان معاه فلوس كتير وبيعزم أصحابه على على كل اللي عايزينه، وهو أكبر أشقائه، ولديه 3 أشقاء آخرين "ولدين وبنت"، وكان شغال بـ 1500 جنيه في الشهر، ومنذ فترة كان وقع خلاف بينه وبين زوجة عمه، لاتهامه بسرقة 20 ألف جنيه، وكانت بتعايره بـ "الحرامي"، و"كان شايل في نفسه".. الغل والانتقام سيطر عليه، لما الناس عرفت المشكلة "عشان احنا قرية صغيرة وأي حاجة بتحصل كله بيعرف، والقرية كلها عرفت أنه حرامي"".

رمى السكنتين في الزريبة وغير هدومه

وتابع أحد الجيران لـ"الفجر": "بعد مانقلنا عامر المستشفى بدأنا نكتشف الحقيقة، وأنه كان خلف الباب يبكي ويصرخ لإنقاذه، ولعدم استطاعة أهالي القرية كسر الباب، كان صابر واقفا خلفه يحاول إخفاء جريمته، وبمحاولة طعن وقتل الطفل، بدأ الطفل يجري ويهرب منه، وهو يتلقي الطعنات التي وصلت لـ 25 غرزة بظهره، وفي محاولته الهروب إلى أعلى سطح المنزل، لاحقه "صابر" ممسكا بيده السكين، وانهال على الطفل بالطعنات بظهره، ثم قام بإلقائه من أعلى سطح المنزل ظنًا منه أنه توفى وأخفى جريمته، مشيرا بعد الجريمة، غير صابر ملابسه، وغسلتها والدته، ونشرتها أعلى سطح منزله، وبعد علم رجال مباحث مركز شرطة أبو النمرس بأنه مرتكب الجريمة، تمكنت قوات الشرطة من القبض عليه، وضبط ملابسه بعد غسل والدته، وأرشد عن مكان سكنتين مدممتين بـ " الزريبة ملك عمه" وتم ضبطهما.

حل لغز جريمة "إنتقام بن العم"

وكشفت الأجهزة الأمنية بقطاع أمن الجيزة عن تفاصيل قتل ربة منزل وابنتها وإلقاء طفلها من أعلى سطح المنزل سكنهم بمركز أبو النمرس، جنوب محافظة الجيزة، وتبين أنه كان ورد إخطار للواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، من العميد علاء فتحي رئيس قطاع جنوب الجيزة، بتلقى المقدم إكرامي البطران رئيس مباحث مركز شرطة أبو النمرس بلاغا مفاده بمقتل كلا من "شيماء. ع. ج. ب"، 27 سنة، ربة منزل مصابه بطعنة بالكتف الأيمن و7 طعنات بالظهر، كريمتها المدعوة دينا.أ.ج، 10 سنوات، مصابة بجرح زبحة بالرقبة وجرح قطعى خلف الإذن اليسرة وأخر بالرأس، وإصابة نجلها عامر، 7 سنوات، باستباه كسر بالحوض ونزيف بالمخ داخل مسكنهما المكون من طابق واحد وملحق به حظيرة ماشية بعزبة الجلاحوة، زاوية أبو مسلم، دائرة المركز والعثور على 2 سكين مدممة أعلى سطح الحظيرة.

وأسفرت جهود ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، برئاسة اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بقطاع أمن الجيزة، إلى أن وراء ارتكاب الحادث زوج المجني عليها "صابر. م.ج.ع.س"، 17 سنة، عامل، مقيم بذات القرية لسابقة قيامة بسرقة مبلغ 20 ألف جنيه من المجني عليها واستمرارها في التشهير به بصفة لص مما آثار حفيظته وعقد العزم علي قتلها، وعقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة تمكنت قوة أمنية برئاسة العقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة والرائد مصطفى عثمان معاون مباحث المركز، من ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وارشد عن مكان تركه للسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بإخطار مدير أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة التي تولت التحقيقات.