في حواره لـ"الفجر".. الدكتور محمد القوصي يعلن تفاصيل إطلاق القمر الصناعي "طيبة 1".. ويؤكد: مصر دخلت عصر الفضاء

تقارير وحوارات

الدكتور محمد القوصي
الدكتور محمد القوصي - رئيس وكالة الفضاء المصرية

الدكتور محمد القوصي في حوار خاص لـ"الفجر": 
- عُطل فني سبب تأخر إطلاق "طيبة 1" 
- أنتجنا أقمار صناعية مصرية
- 35 ألف دولار تكلفة إطلاق قمر صناعي بحجم 1 كجم
- مصر لا تمتلك منصات إطلاق أقمار صناعية ونسعى لتأمين إطلاق "طيبة 1"
- طيبة 1سيتحوّل إلى حُطام فضائي بعد 15 عامًا 

يترقب العالم أجمع إطلاق القمر الصناعي المصري "طيبة 1"، ومن المتوقع أن يُحدث طفرة كبيرة في مجال الاتصالات وخدمات الإنترنت في مصر، وكان من المقرر أن يُطلق القمر الصناعي المصري من قاعدة بمدينة كورو بإقليم جويانا الفرنسي بأمريكا الجنوبية، مساء الجمعة الماضية، في تمام الساعة 11:08، ولكن تم تأجيل إطلاقه بسبب عُطل فني.

وللحديث حول إطلاق القمر الصناعي المصري "طيبة 1"، وأسباب تأخر إنشاء وكالة الفضاء المصرية وغيرها من الأسرار، أجرت "الفجر" حورًا خاصًا مع الدكتور محمد القوصي؛ الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، وإليكم نص الحوار:

لماذا تأخر تدشين الوكالة المصرية للفضاء؟
مصر دخلت عهدًا جديدًا بمجالات الفضاء بداية من العام 2014، بعدما أولت القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا لتدشين وكالة الفضاء المصرية، وسبب التأخير في إطلاق وكالة الفضاء المصرية هو تجاهل القيادة السياسية في السابق لهذا الأمر، وغياب الدعم السياسي منذ عام 1981 حتى 2011.

ماذا عن إطلاق القمر الصناعي المصري "كيوبسات" و"مصر سات 2"؟
احتفلنا يوم 20 نوفمبر الجاري بإطلاق القمر الصناعي المصري كيوبسات من المنصة اليابانية في المحطة الفضائية ، كما احتفلنا يوم 8 سبتمبر الماضي، احتفلنا ببدء العمل في مشروع إطلاق القمر المصري مصر سات 2، بالتعاون مع الحكومة الصينية وبتمويلها، وهو قمر صناعي كبير بحجم 330 كيلو جرامًا، وسيتم إطلاقه خلال شهر سبتمبر من العام 2022 المقبل، وسنحتفل بإطلاق قمر التحالف خلال شهر يونيو 2022، وهو قمر بوزن 3 كيلو جرامات مصنوع بواسطة مهندسي الوكالة، بدعم من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ونحتفل كل فترة بمناسبة ترسخ لتوطين وتمصير التكنولوجيا في مصر.

"طيبة 1" يقضي على مشاكل الاتصالات في مصر
هل يقضي "طيبة 1" على مشاكل الاتصالات في مصر؟
يُقضي القمر الصناعي "طيبة 1" على مشكلة انقطاع الشبكات في بعض الأماكن، ويعزز من قدرات شبكات الإنترنت، وسيعمل جنبًا إلى جنب مع شبكات الاتصالات الحالية؛ لتوفير خدمات الاتصالات والإنترنت بسرعات فائقة وجودة عالية للغاية، ويمكنني التأكيد على أن القمر الصناعي الجديد سيقضي على مشاكل الاتصالات في مصر.

عًطل بالتغذية الكهربائية سبب تأجيل إطلاق "طيبة 1"
لماذا تأجل إطلاق القمر الصناعي المصري "طيبة 1"؟
كان هناك عُطل في التغذية الكهربائية بمنصة إطلاق القمر الصناعي، وصاروخ الإطلاق لايوجد به أي مشكلة نهائيًا، وبروتوكوليًا يتم عقد اجتماع قبل انطلاق أي قمر صناعي؛ للوقوف على جاهزية الصاروخ من عدمه، والمشكلة تمس المعدات التي من المقرر أن تُطلق الصاروخ، ولا علاقة لها بالقمر الصناعي أو القمر المخصص لإطلاقه، وإذا ثبت وجود أي مشكلة يتم تأجيل عملية الإقلاع، وتم فحص القمر المصري "طيبة 1" من قبل مُتخصيين وتأكدنا من سلامته تمامًا، والتأجيل بسبب عُطل في معدات إطلاق الصاروخ.

مصر دخلت عصر إنتاج الأقمار الصناعية
متى تدخل مصر عصر إنتاج الأقمار الصناعية محليًا 100%؟
مصر دخلت بالفعل مجال تصنيع الأقمار الصناعية، وأطلقنا قمرًا صناعيًا صغيرًا يوم 20 نوفمبر الجاري، وانطلق بنجاح وتمكنا من التقاط إشاراته، وهو مصمم بنفس آلية الأقمار الصناعية الكبرى، بما يعني أن المهندسين المصريين بإمكانهم بناء أقمار صناعية كبيرة الحجم، من خلال الاعتماد على الذات علميًا وعمليًا؛ من أجل إنتاج أقمار صناعية مصرية، وإطلاق القمر المصري الصغير دليل نجاح الكفاءات المصرية في بناء الأقمار الصناعية.

الكيلو جرام الواحد من وزن القمر الصناعي يُكلف 35 ألف دولار
كم تبلغ تكلفة إطلاق القمر الصناعي "طيبة 1"؟
الحديث حول تكلفة إنتاج الأقمار الصناعية يتطلب معرفة مكوناتها، حيث تتكون من القمر الصناعي، وصاروخ الإطلاق، والمحطات الفضائية التي تتولي التحكم بالصاروخ بعد إطلاقه، وتختلف التكلفة من قمر لآخر، وفقًا لمحطات الإطلاق ومحطات استقبال الإشارات من القمر، علاوة على تكلفة التأمين على الصاروخ خلال الإطلاق، ويكلف الكيلو جرام الواحد من وزن القمر الفضائي 35 ألف دولار؛ لإطلاق الصاروخ الواحد، ويتكون النظام الفضائي لإطلاق الأقمار الصناعية من عدة مكونات، تعمل معًا لإنجاح عملية إطلاق القمر الصناعي.

كيف تؤمن وكالة الفضاء المصرية انطلاق القمر الصناعي المصري "طيبة 1"؟
بعد إطلاق القمر الصناعي ينفصل عن صاروخ الإطلاق بعد 34 دقيقة على ارتفاع 250 كم، وبعدها يبدأ رحلته للوصول لمحطته التي سيعمل بها لمدة 15 عامًا، والمحطة على بعد 36 ألف كم، وحينما يصل إلى مداره يعمل بكفاءة.

هل ترفع الدولة أسعار الاتصالات بعد دخول "طيبة 1" العمل؟
أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت ستكون مساوية لما يدفعه المستهلكون حاليًا، أما طيبة 1 فيوفر خدمات بجودة أعلى قد تسهم في خفض أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت بشكلٍ كبير، وطيبة1 سيقدّم العديد من خدمات الاتصالات في مصر من بينها خدمات البث الرقمية، وانقطاع شبكات الاتصالات والانترنت في المناطق النائية، مايربط جميع أنحاء البلاد ببعضها البعض، كما سيقضي على مقولة " السيستم واقع" والتي نسمعها كثيرًا في البنوك وشركات الاتصالات وغيرها من المصالح الحكومية والخاصة.

لماذا لا يتم إطلاق القمر الصناعي من مصر؟
مصر لا يوجد بها منصات لإطلاق الأقمار الصناعية، وحينما تتوفر المنصات سيتم إطلاق الأقمار من مصر، ولهذا السبب نلجأ لاستخدام المنصات الأجنبية لإطلاق الأقمار الصناعية، ونسعى خلال الفترة المقبلة لتدشين منصات إطلاق للأقمار الصناعية.

ماذا سيحدث لـ "طيبة 1" بعد انتهاء مده عمله المُقدرة بـ15 عامًا؟
بعد انتهاء فترة عمل القمر الصناعي المصري طيبة 1 سيخرج عن السيطرة ويتحوّل إلى مايعرف بـالحطام الفضائي، والفضاء مزدحم حاليًا بالحطام الفضائي، وسيتم إطلاق طيبة2 بعد انتهاء فترة عمل طيبة1، ولابد من إيجاد حل جذري للأقمار الصناعية التي خرجت من الخدمة وتبقى عالقة في الفضاء إلى الأبد، والتي من الممكن أن تعيق مسار السفن الفضائية والأقمار الصناعية في المستقبل.

ما هو الضمان لعدم تكرار سيناريو فقدان السيطرة على القمر المصري إيجيبت سات 1 مجددًا مع القمر الصناعي "طيبة 1"؟
السيناريو الذي حدث مع القمر المصري إيجيبت سات وارد ومن الممكن أن يحدث مع أي قمر صناعي آخر؛ ولذا زودنا القمر الصناعي طيبة 1 بنظامي تشغيل، حتى يمكن السيطرة عليه، حال عطل إحدهما، ويمكن لبرمجيات القمر الصناعي أن تُصلح من نفسها، وتعالج المشكلات التي تواجهها.

ماهي خطة وكالة الفضاء المصرية خلال الفترة المقبلة؟
وكالة الفضاء المصرية لديها خطة لمدة 10 سنوات، ومشروعات قصيرة ومتوسطة المدى، وتعكف حاليًا على إعدادت العديد من الدراسات ونعمل حاليًا على إنتاج قمر مصري، من تصميم المهندسين المصريين بوزن 65 كيلو جرام، ويتم تجميعه في مصر، ونستورد بعض مكوناته من الخاج، وتبلغ نسبة المكونات المصرية في القمر 45%، على أن يعقبه إطلاق قمر آخر بنسبة مساهمة مصرية 65%، وسنواصل التقدم بنسبة المساهمة حتى نصل إلى نسبة 85%، عن طريق خطة مدروسة من قبل خبراء مُتخصصين.