"أجواء تاريخية وقيادة متخصصة" سر الإقبال على زيارة قصر المنيل

أخبار مصر

الزوار
الزوار


يعد متحف قصر المنيل أحد أبرز الأماكن السياحية التي يقصدها الزوار سواء الصريين أو الأجانب حيث يتمتع القصر بمؤهلات كبيرة تضعة في ثقة على الخريطة السياحية للقاهرة، وتأتي الزيارات المتزايدة للمتحف شاهدًا على هذا.

وحصلت "الفجر" على عدد من الصور لزيارت المتحف وخصيصًا يومي الجمعة والسبت والتي تجاوزت كل التوقعات، ومن ناحيته قال الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام قصر المنيل إن يومي الجمعة والسبت وخاصة في أيام الدراسة -ورغم تزاحم أيام الاسبوع بالزيارات- يكون الإقبال كبير جدًا ومن جميع أنحاء الجمهورية سواء الرحلات المدرسية أو طلبة الجامعات أو رحلات الأسرة المصرية من محافظات مصر المختلفة.

ويعتبر هذا الإقبال نجاح كبير للمدير الشاب الدكتور ولاء الدين بدوي المتخصص في علم المتاحف، ولفريقه والمكون أيضًا من عدد من الشباب والشابات، وكذلك للعاملين في كل أقسام المتحف سواء الأمن أو الترميم أو المتطوعين، وعلق بدوي على ذلك قائلًا، إن فريق المتحف استطاع تحقيق المعادلة الصعبة واجتذاب الزائر إلى المتحف، وذلك من خلال التسويق المستر للمتحف بعدد كبير ومتنوع من الفعاليات والايفنتات ما بين معارض فوتوغرافية سواء لمتخصصين وهواة، ومعارض أثرية مؤقتة متناسبة مع الحدث الجاري، وورش فنية سواء للأطفال أو المتخصصين، وكذلك سلسلة من المحاضرات المتخصصة في علم الأثار يلقيها أساتذة الأثار في مختلف الفنون مما جعل المتحف قبلة لكل من يريد علمًا أو ترفيهًا أو إبراز موهبته، وهو ما شكل عامل جذب كبير.

وحقق متحف قصر المنيل دخلًا يعتبر هو الأكبر بين متاحف القاهرة –والكلام لبدوي- بعد المتحف المصري بالتحرير، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا حق لنا نفتخر به كفريق استطعنا أن نضع المتحف في مصاف المتاحف الكبرى من ناحية الزيارات.

وأضاف بدوي أن الجانب الآخر هو أن المتحف يحمل عامل جذب طبيعي كونه جامعًا للفنون الإسلامية، ويمتلك حديقة ضخمة جعلت منه قبلة لكل من يريد عمل جلسة تصوير سواء لمناسبة خطبة أو زواج، أو حفلة تخرج، فقصر الأمير محمد علي هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، وبدأ بناؤه عام 1901، على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.

وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية، واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف، ويستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة".

وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية.وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية، وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1954 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".

ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.