رحلة "ابن ماسبيرو البار".. محمود مصطفى من عامل بمحطة وقود إلى منتدى شباب العالم

أخبار مصر

محمود مصطفى المعلق
محمود مصطفى المعلق الصوتي لمنتدى شباب العالم


صوتٌ عذب، يلفت انتباه مسامعك بمجرد أن يمر أثيره قرب أذنيك، تعتقد للحظة الأولی أنه رجلٌ خالط شيب الأربعين، ولكن المفاجأة أنه شاب قليل البنية، لم يطرق بعد أبواب العقد الثالث، وتندهش للحظات، من أين يخرج هذا الصوت العذب؟ وكيف وصل في سن صغير لأن يكون المعلق الصوتي لكبرى الفعاليات الرسمية للدولة؟

 

إنه محمود مصطفى، المعلق الصوتي الرسمي لمنتدى شباب العالم، أكبر حدث دولي تنظمه مصر مؤخرًا، لمع اسمه كأفضل المعلقين الصوتيين الشباب في مصر؛ وكان أبرزهم خلال مشاركته بمؤتمر الشباب ومنتدى شباب إفريقيا، فكان اجتهاده هو بطل القصة، وحلمٌ طالما راوده لسنوات عدة.







البداية

ولد محمود مصطفى في 20 سبتمبر عام 1990 بمنطقة الظاهر بمحافظة القاهرة، لم يكن يعلم أن حياته المقبلة ستكون مزيجًا من الطموح والكفاح والألم، بدأت قصة هذا الشاب خلال عامه الثاني في كلية الآداب جامعة عين شمس في 2010، حينما قرر أن يخفف العبء عن كاهل والدته، خاصة في ظل غياب والده عن المنزل، فلم يجد مفرًا من العمل في وظيفة ليس لها صلة بطموحه.

 

توجه محمود مصطفى ذات يوم، للبحث عن عمل في إحدى محطات الوقود، لم يخجل يومًا من ذلك، وظل يعمل بها حتی عام 2013، وذات يوم عمل، لا يختلف كثيرًا عن غيره، وقفت إحدى السيارات أمامه بالمحطة، وبدأ محمود في عمله الطبيعي بملئ خزانها بالوقود، وبعد أن انتهى رفع رأسه ليجد أحد أساتذته الجامعيين في حالة ذهولٍ من الموقف، فكان صاحب السيارة الذي ظل لوقتٍ غير واعٍ لما رآه، في لحظات كان وقعها شديد الصعوبة عليه، تعلقت فيها عيناهما التي امتلأت بمزيج غريب من الأسئلة والحزن والدهشة!







انطلاقة

بدأ محمود مصطفى حياته من منبع الإعلام في مصر "ماسبيرو"، في عام 2012 بالتسجيلات، ثم مراسلًا على الهواء بعد عام 2011، وكان لا يزال يعمل في محطة الوقود، ولكن لم يجد مفرًا من الاجتهاد، ولم يخجل يومًا من طموحه أو ظروفه، رافعًا شعار: "بكرا أحسن".


بدأ محمود العمل كمعلق صوتي فعليًا في عام 2012، بقناة الحدث العراقية، وكانت تلك أول فرصة مطلقة له، وكان راتبه ذلك الوقت لا يتخطى 700 جنيه فقط، ولكنه لم يترك عمله بالمحطة، ولم يجعل الإحباط في يومٍ يتسلل إلى عروقه.







نجاحاته

كان عام 2016 مختلفًا بالنسبة له؛ فخرج أول فيلم رسمي بتعليقه الصوتي، من منبع الإدارة العامة للشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، بعنوان "الكلية الحربية مصنع الرجال"، والذي شاهده الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل تخرج طلاب الكلية الحربية، وكانت هذه نقطة التحول في حياة بطل قصتنا، ومن هنا انطلق محمود مصطفى في مؤتمرات الشباب، التي كان المعلق الصوتي الرسمي لها، ومن ثم معلق منتدى شباب أفريقيا، ثم منتدى شباب العالم؛ حيث تمت دعوته بشكل رسمي.


وعمل محمود مصطفى كمعلق صوتي للتلفزيون الرسمي السعودي، فضلًا عن منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى كونه أهم المعلقين الصوتيين بأكبر شركات الإعلام في مصر الآن، وله كتابًا في السوق باسم "حكاوى عامة مصرية"، موثقًا لكل المواقف التي رواها بإبداع على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.







شخصيته وطموحه

على الرغم من حبه الشديد لعمله، إلا أنه محبًا للفن أيضًا، خاصة القديم منه؛ فيقبع بالساعات داخل مكتبة ماسبيرو التي يعشقها، باحثًا عن كل ما هو من العصر الذهبي، وتجده مرجعًا لكل ما هو ماضٍ.


"أحب الزمالك حبًا جنونيًا، وأحلم أن أكون المعلق الصوتي رقم 1 في الوطن العربي"، بهذه الكلمات وصف محمود مصطفى طموحه، الذي يبحث كل يوم عن الفوز بجائزة أفضل معلقٍ صوتي لأفضل فيلم وثائقي في العالم.