أبو الهول.. سر التسمية عربية أم مصرية قديمة ومن هو سفنكس؟

أخبار مصر

أبو الهول
أبو الهول


من هو أبو الهول ولماذا سمى بذلك الاسم الغريب، هل الأسم يرجع للتاريخ المصري القديم، هل بالفعل العرب هم من أطلقوا هذا الاسم عليه، لما أطلق الغرب عليه اسم سفنكس، إلى ما يرمز هذا التمثال الضخم في التاريخ المصري القديم.

أسئلة تدور في ذهن كل من يقف أمام هذا التمثال الشامخ الصامد عبر الزمان، وكشف لنا كبير الأثريين مجدي شاكر، أن كلمة "أبو الهول" تعني في الديانة المصرية القديمة، أسد بجسم إنسان، حارس أبواب العالم السفلي، ولم يكتف المصري القديم بصناعة تمثال أبو الهول الضخم الموجود في هضمة أهرامات الجيزة، وإنما صنع تماثيل أخرى صغيرة، وقد عثرت بعثة أثرية مصرية منذ أيام على أحد تلك التماثيل بهيئة أبوالهول في تونا الجبل بالمنيا منذ أيام.

وأضاف شاكر في تصريحات لـ"الفجر"، أن تماثيل أبو الهول صنعها المصري القديم، من الحجارة، وهو يمثل قوة الملك، ومهمته حراسة مقابره، أما في عهد المملكة الحديثة فقد وضع على حافتي الطرق المؤدية إلى مداخل المعابد، وأشهر تمثال لأبو الهول هو الذى يقع فى منطقة الأهرامات فى الجيزة.

وتابع: "أما عن اسم أبوالهول، فأوضح شامر أن أحد الآراء في تفسير الاسم، هو أن منطقة الجيزة سكنها قوم من الكنعانيين (فلسطين – لبنان – الأردن – سوريا)،خلال عصر الدولة الحديثة، وتعبدوا لتمثال أبو الهول باعتباره صورة أصلية من معبود كنعاني قدسوه في وطنهم وكان اسمه "حورون"، وأطلقوا هذا الاسم "حورون" على التمثال، ولعل المصريين أجازوا ما أتى الكنعانيون به، ثم حرف الاسم الكنعاني إلى حورنا، وأخيرًا إلى "حول".

وأشار شاكر إلى أن رأى أخر يقول إن اسم التمثال ورد في النصوص المصرية المتأخرة بمعنى الأسد "بـ (بوحول) وكانوا يطلقون على الحفرة التى بها أبو الهول (بر حول) أى بيت حول وعندما جاء الفرنسيون إلى مصر نطقوا اسمه (بو هول) لأنهم لا ينطقون حرف الحاء ثم حرف أخيرًا إلى (أبي الهول) وانتهت أسماء التمثال إلى اسمه الحالي أبو الهول، وهو اسم يعبر في اللغة العربية عن طابع الرهبة أو طابع الهول الذي اكتسى التمثال به وظنه الناس فيه، ولكنه لا يخلو في الوقت نفسه من صلة تربطه بأحد الأسماء القديمة "حو أو حورون أو حول" بعد إحلال الهاء محل الحاء؛ وبعد إضافة كلمة أبو وهي كلمة تطورت فيما يبدو عن أحد لفظين مصريين قديمين، لفظ "بو" بمعنى مكان، أو أداة التعريف المذكرة المفردة "با".

وأضاف شاكر أن الغرب أطلق عليه اسم سفنكس sphinx وهي محرفة من الكلمة اليونانية shingo بمعني الخنق أو shpingein بمعني الربط بشدة وهذا بالنسبة لأبي الهول الإغريقي، وقد عمم الغرب الاسم على بقية تماثيل أبو الهول المنتشرة في العالم ومصر على وجهة التحديد، نظرًا للتشابه الجسدي بينه وبين أبو الهول الاغريقي، وبناء أبو الهول الكبير في الجيزة بمصر سبق الإغريقي بكثير.

وأوضح أن الفينيقيين والإغريق قاموا بإنشاء تماثيل تشبه أبو الهول إلا أنها مجنحة ورؤوسها كرأس امرأة، وقيل إنه الجريفن وكان هذا الكائن يخنق ضحاياه ومن هنا جائت التسمية، وأن هذا الكائن جاء نتيجة تزاوج وحشين من وحوش الإغريق هما تايفون Typhon كائن ذو 100 رأس سام وقتل من قبل زيوس نفسه وEchidna كائن له رأس حورية جميلة وجسد أفعى عملاقة.

وأضاف شاكر أن معظم العالم الغربي يرمز لـ Sphinx بأبي الهول المصري أو كما يسمونه Great Sphinx لأنه الأقدم والأكبر والأكثر شهرة من الإغريقي، ولقد أعيد اكتشاف أبو الهول من العالم الغربي عند مرور نابليون بمصر عام 1798 م، ويوجد الكثير جدًا من تماثيل أبي الهول حول العالم وغالبيتها في مصر وأكبرها بالجيزة.

وختم مجدي شاكر كبير أثريين كلماته قائلًا يبقى أبو الهول في الجيزة هو الأكبر والأعظم حول العالم، وهو ايضًا الأقدم ودليل على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وقد انتشر أبو الهول في مصر القديمة بعصرها الحديث حيث وجدنا أمام المعابد فى الدولة الحديثة، ومابعدها، صفين من تماثيل تأخذ شكل أبوالهول تتخذ كطريق للمواكب.