بعد انتحار شاب.. أطباء يكشفون أعراض مرض الصرع

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


أقدم شاب في العقد الرابع من عمره مصاب بمرض الصرع على الانتحار، مساء السبت، حيث ألقى بنفسه من الطابق الثامن لأحد العقارات السكنية في منطقة العجوزة؛ ليصل إلى المستشفى جثة هامدة.

وتوصلت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة إلى أن الشاب قرر إنهاء حياته بعد معاناته مع مرض الصرع، وحُفظت جثته بمشرحة إحدى المستشفيات تحت تصرف النيابة.

نتيجة خلل في مراكز نقل الإشارات
واتفق عدد من خبراء الطب النفسي على أن الإصابة بمرض الصرع تكون نتيجة لخللٍ في مراكز نقل الإشارات الكهربائية بالمخ، وقد يسبب المرض عددًا من الحركات اللإرادية، وتشنجات قد تصل لقطع اللسان عبر الضغط عليه بشدة بالأسنان.

وتقول الدكتورة إيمان دويدار، استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إن الإصابة بمرض الصرع قد تكون عن طريق الوراثة، وقد تحدث كنتيجة للتعرض لضغوط ومؤثرات شديدة لا يتحملها الجهاز العصبي.

وأوضحت دويدار أن النوبات الصرعية عادة ما تصاحبها تشنجات وانتفاضات عنيفة وتصلب في عضلات الجسم، يبذل خلالها المريض جهدًا كبيرًا، وتستغرق النوبة الواحدة من 20-60 ثانية، يفيق بعدها المريض ناسيًا ما قد حدث له.

الخضوع لأسلوب حياة معين
في السياق ذاته يرى الدكتور أشرف سلامة، أخصائي الطب النفسي، أن مريض الصرع يجب أن يخضع لأسلوب حياة معين، يقلل من النوبات الصرعية التي يصاب بها، كأن يبتعد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، ومن بينها الكمبيوتر والهاتف المحمول؛ لضمان استقرار قوة الشحنات الكهربائية في المخ.

وشدد أخصائي الطب النفسي على ضرورة العناية بمريض الصرع، وعدم تركه بمفرده، حتى لا يتأذى نتيجة تعرضه لنوبة صرعية، مشيرًا لضرورة وضع حاجز بين أسنانه لمنعه من قضم لسانه خلال النوبة الصرعية، منعًا لاختناقه في حالة قضم اللسان كما يحدث مع لاعبي كرة القدم.

أهمية تناول الأدوية بانتظام
وأوضح سلامة أن الإصابة بمرض الصرع قد تحدث نتيجة الوراثة، أو لدى الأشخاص الذين لديهم القابلية للإصابة بالمرض، ومن تحمل عائلاتهم تاريخًا مرضيًا مع الصرع، مشددًا على ضرورة تناول أدوية مرض الصرع في مواعيدها المحددة ومن بينها "التجريتول والتجرال"، مؤكدًا على ضرورة أن يحصل مريض الصرع على قسط كافٍ من النوم.

أنواع النوبات الصرعية
في السياق ذاته يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن النوبات الصرعية تنقسم إلى قسمين النوبات الصغرى والنوبات الكبرى، لافتًا إلى أن النوبات الصرعية قد تسبب ضيق تنفس واختناق نتيجة ابتلاع سوائل الفم.

وأوضح فرويز أن أعراض الإصابة بالنوبات الصرعية تتلخص في تحديق المصاب في الفراغ لمدة ثوانٍ، قبل أن يسقط على الأرض، ويبدأ جسده في الانتفاض والارتعاش لفترة، قبل أن تهدأ حركته، مشيرًا لضرورة متابعة مريض الصرع على مدار الساعة؛ لنجدته خلال النوبة الصرعية، ومنعه من إيذاء نفسه.

وأوضح فرويز أن الصرع من بين الأمراض النفسية التي تحتاج إلى فترة علاج طويلة قد تصل إلى 10 سنوات، لافتًا إلى أن مايروج له بأن فترة علاج مرض الصرع 30 شهرًا يعد تصريح عارٍ من الصحة؛ لأن المريض قد يتعرّض لنوبات انتكاسية حال توقفه عن تناول الأدوية.