أم كلثوم.. كوكب الشرق الساطع من مصر للعالم

الفجر الفني

بوابة الفجر



فنانة من العيار الثقيل من علامات الفن المصري وبرهان على قيمته، فهي من أقوي الأصوات التي يمكن أن تسمعها فلا يوجد مواطن ضعف في صوتها لذلك لقبت بكوكب الشرق أنها قثارة الشرق ام كلثوم، أسطورة الغناء التي لم تتكرر حتى الآن حيث أتقنت كل ألوان الغناء الصعبة وتركت لمصر إرث غنائي اصيل وشهرة عالمية متميزة.

نشأتها البسيطة
نشأت في أسرة متواضعة الحال في طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية في ٣١ ديسمبر عام ١٩٠٨، وأن كانت بعض الأقاويل تقول ان سنة الميلاد هي١٨٩٨، اسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي حرص والدها على تعليمها في الكتاب وحفظت القرآن الكريم.

وكان والدها يعمل منشد ويعلم اخاها الغناء فيذهب معه في الاحتفالات فسمعتهم ام كلثوم، وغنت لأبيها ما تعلمته فاعجب الاب بصوت ابنته وجعلها تشاركهم في العمل، ليبدأ مشوارها الفني في سن الثانية عشر بإتقان فن الإنشاد وتحي الاحتفالات وهي مرتدية ملابس الصبيان والعقال.

انتقالها للقاهرة وتعاملها مع كبار الفنانين
ذاع صيت ام كلثوم وبعد أن سمعها الملحنين زكريا أحمد وأبو العلا محمد أقنعا والدها بالسفر إلى القاهرة، لتبدأ مرحلة جديدة من النجومية وذلك بسبب اكتسابها مزيد من الشهر والنجاح وتعرفها على كبار الفنانين في القاهرة أمثال الشاعر أحمد رامي والملحن المجدد محمد القصبجي الذي كون فرقة ام كلثوم الخاصة وتخت موسيقي لها.

وأصبحت أم كلثوم تظهر بملابس الأنسات ليبدأ تغير جديد في حياتها نحو النجومية، وتعاونت ام كلثوم مع الملحن رياض السنباطي واستمر التعامل بينهما لمدة اربعين عام، كما غنت من كلمات الشاعر الكبير أحمد شوقي والشاعر الكبير بيرم التونسى، ليستمر نجمها في الصعود وتصبح من الأسماء اللامعة في عالم الغناء مما جعلها تؤسس أول نقابة للموسيقيين وتتولي رئاستها عام ١٩٤٣، كما غنت ام كلثوم من ألحان الملحن بليغ حمدي وأشعار نزار قباني.

أم كلثوم في السياسة والوطنية
اشتهرت ام كلثوم وحصلت على تكريم بمنحها قلادة صاحبة العصمة وقت الحكم الملكي في مصر كما غنت للملك فؤاد، وضعها ذلك في مأزق بعد ثورة ٢٣يوليو٥٢ حيث تم اعتبارها من اعداء الثورة و أبعادها عن منصب نقيب الموسيقيين ومنعت أغانيها من الاذاعة ،لكن كان ذلك قرار فردي من الضابط المشرف على الاذاعة.

وعندما وصل الأمر إلي جمال عبد الناصر وخاصة أن ام كلثوم كانت اعتزمت الاعتزال ذهب لها جمال عبد الناصر بوفد رفيع ليجعلها تتراجع عن هذا القرار وهو ما أثر فيها وثم إصلاح الأمر برمته ورفع الظلم عن ام كلثوم.

وأثبت ام كلثوم وطنيتها وإنتمائها لبلادها مصر عقب النكسة التي حزنت بسببها بشدة، لكنها تعاملت بشكل إيجابي حيث غنت لجمع المال للمجهود الحربي وقيل أنها استطاعت تجميع ٣ ملايين دولار وذلك مبلغ ضخم وقتها.

أغاني ام كلثوم
غنت ام كلثوم روائع منها على بلد المحبوب، سلوا قلبي، يا ريتني كنت النسيم، ولد الهدى، والحب كدة، وغلبت أصالح في روحي، والله زمان يا سلاحي، ومصر التي في خاطري، وانشودة الجلاء، وروائع فيلم رابعة العدوية مثل الرضا والنور ، لغيرك ما مددت يدا، إضافة إلى أغاني هجرتك، انت فين والحب فين، هو صحيح الهوا غلاب، انت عمري، ألف ليلة، سيرة الحب.

كما دخلت ام كلثوم لمجال التمثيل لكن في ٦أفلام فقط منها وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلامة،فاطمة.

وكرمت ام كلثوم في عام ١٩٦٠ بحصولها على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما على مسرح الاولمبيا في فرنسا، أشهر المسارح وذلك دليل على أنها لم تكن فقط نجمة مصرية أو عربية لا وصلت العالمية، كما حصلت علي عدد من والتكريمات من دول عربية.

مرض أم كلثوم ووفاتها
عانت ام كلثوم من مرض الغدة الدرقية وكانت ترتدي النظارة السوداء بسبب ما سببه المرض لها من جحوظ عينها، وفي عام ١٩٥٤ خفضت من حفلاتها الموسيقية بسبب مشاكلها الصحية وفي نفس العام تزوجت من الطبيب حسن السيد الحفناوي واستمرت الزيجة حتى وفاتها، كما عانت ام كلثوم من مشاكل في الكلى، وتوفت في عام ١٩٧٥ وكانت جنازتها مهيبة حضرها ما بين 2 إلى 4 ملايين شخص.