العسل الأسود يشكو قلة الأيدي العاملة.. ومطالب بدعم الصناعة بعد تهديد 113 عصارة (صور)

محافظات

بوابة الفجر


قاطرات وعربات وجمال، محملة بمحصول قصب السكر، الذي ينتشر بين أرجاء صعيد مصر، ويأخذ طريقه إلى مصنع السكر، أو إلى عصارات القصب الأهلية، التي تحول ذلك المحصول، إلى قطرات من العسل المصفى، في خط إنتاج متكامل، إلا أنه في الآونة الأخيرة يشكو العديد من أصحاب هؤلاء العصارات قلة الأيدي العاملة، مما يؤثر على تلك الصناعة.

التقت "الفجر"، عدد من أصحاب العصارات الأهلية، للتعرف على مطالبهم، وأزمتهم الخاصة بنقص الأيدي العاملة، ومدى التأثير الواقع على تلك العصّارات.

ارتفاع تكلفة الفرد

يقول عبدالرافع محمود، أحد أصحاب العصارات، إن تلك العصارات تعمل منذ عشرات السنين، في صناعة العسل الأسود، وهي تعمل طوال العام، على عكس مصانع السكر، والتي تعمل في موسم الحصاد فقط، مشيرًا إلى أن تلك العصارات تعتبر من أبرز الصناعات المحلية في محافظة قنا.

ويشير محمود، إلى أن تلك العصارات تواجه مؤخرًا أزمات متعددة، أبرزها نقص الأيدي العاملة، مشيرًا إلى أن ذلك النقص، يصاحبه ارتفاع في تكلفة الفرد العامل، والذي وصلت اليومية الخاصة به قرابة 170 جنيهًا للفرد الواحد في اليوم، بالإضافة إلى الشاي والأكل والدخان، وغيرها من المتطلبات.

ويضيف عبدالحفيظ محمد، أحد أصحاب العصارات، أن عصارته تقام على مساحة فدان أو أكثر، حتى تستوعب جميع خطوط الانتاج من ماكينة العصر، ومخازن وأحواش لجمع القصب، وإزانات من النحاس لطهي العصير وتحويله إلى عسل، وخزانات لجمع العسل والانتظار حتى تنخفض الحرارة لتعبئته في أواني فخارية أو من الصاج.

النفور من الصنعة

وتابع أن قنطار العسل الأسود بلغ سعره قرابة 275 جنيهًا، وسعر الطن من المحصول يبلغ 800 جنيهًا، ويتم التعاقد مع المزارع لشرائه، ولكن هناك العديد من الازمات بسبب عدم وجود الايدي العاملة، الخاصة بجمع المحصول وتنظيفه ونقله إلى العصارة، ثم الدخول في خط الانتاج، وجميع تلك الأعمال تتطلب الايدي العاملة، التي لجئت إلى حرف أخرى غير الزراعة، أو العمل في مجال العسل الأسود.


غياب الدعم الحكومي

ويضيف حمدي عرابي، من أصحاب العصارات، أن غياب الدعم الحكومي من المسؤولين، لجميع تلك العصارات، يعد من أبرز المشكلات التي تواجهنا جميعًا، بجانب ارتفاع أجور العمال، وأسعار القصب الذي يقابله انخفاض في سعر المنتج، فيجب على الدولة ان تنمي تلك الصناعة الأهلية.

ويتابع أن سعر القنطار الذي يباع للتجار إلى 275 جنيهًا، في حين يبيعونه بـ 600 جنيهًا للمواطنين وصغار التجار في المحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن الدولة لابد وأن ترعى تلك الصناعة، حتى تتابع تطورها، ويتم ادخال آليات جديدة تقضى على أزمة نقص الأيدي العاملة.

صناعات تكاملية

فيما قال اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، إنه سيتم العمل على الارتقاء بمنظومة العسل الأسود، واقامة صناعات تكاملية تقوم على المحاصيل الرئيسية كصناعات العسل الاسود بدلا من الطرق التقليدية عن طريق عصارات العسل البالغ عددها 113 عصارة بالمحافظة، مشددًا على ضرورة الارتقاء بمستوى المنظومة الزراعية على كافة المستويات باعتبار قنا محافظة زراعية في المقام الأول.