تفاصيل صادمة في "جريمة الـ30 مليون جنيه".. ماذا حدث داخل العقار 268 بحدائق الأهرام؟ "صور"

حوادث

العقار الذي حدث به
العقار الذي حدث به الواقعة


داخل العقار 268 بمنطقة حدائق الأهرام، وقعت مذبحة أسرية، عبارة عن انتحار صاحب شركة مقاولات بعد خنقه زوجته بـ" كوفية"، وإلقاء رضيعته من الشقة سكنه بالطابق الرابع، ونفذ الزوج جريمته لفشله في سداد مديونياته التي بلغت 30 مليون جنيه.

الناجي من مذبحة حدائق الأهرام: "ماما أغمي عليها ومش عارف مالها"
في وقت مزامن لوقت صلاة الفجر، استيقظ الطفل أدهم صاحب الـ9 سنوات -الناجي الوحيد من المذبحة-، ليعثر على جثة والدته مسجاه على ظهرها في "بلكونة مطلة على المنور"، وكوفية زوجها بجوارها، وبمحاولته إسعافها فشل في ذلك، ما دفعه إلى إجراء مكالمة هاتفية بإحدي أقاربه ليخبرهما بما حدث، قائلا: "ماما أغمي عليها ومش عارف مالها، دلقت عليها مياه ومش عايزة تفوق"، حيث طلبت منه قريبته التواصل مع الجيران، ولكنه لم يجد أيًا منهم، ليتوجه وهو في حالة هستيرية إلى باب الشقة الذي كان مغلقًا بالمفتاح من الداخل، وفتحه متجها إلى أحد جيرانه للاستنجاد به ليجد جاره المقيم بالشقة المقابلة له، فطلب منه الحضور لمعرفة الأمر، فعثر على جثة والدته، وحاول إسعافها والاتصال بطبيب للكشف عليها، ليخبرهما بوفاتها، وحال نزوله لإبلاغ الشرطة صحبة حارس العقار، عثر حارس العقار على جثتي زوجها وطفلتها الرضيعة ملقيان في "المنور".

أمن الجيزة يتلقى بلاغا بالعثور على 3 جثث داخل عقار بحدائق الأهرام
وتلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارا من العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة الهرم، بورود بلاغا من إدارة شرطة النجدة بالعثور على 3 جثث داخل أحد العقارات بمنطقة حدائق الأهرام، وعلى الفور إنتقل اللواء طارق مرزوق مدير أمن الجيزة، اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، العميد طارق حمزة رئيس قطاع الغرب، العقيد أيمن الشرقاوي مفتش مباحث الهرم، المقدم محمد الصغير رئيس وحدة مباحث القسم ومعاونه الرائد إسلام السيد، فضلا عن عدد من القيادات الأمنية بالمديرية وفريق من النيابة العامة، للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها وفحص كاميرات المراقبة المركبة بمكان الجريمة، وعُثر على جثة الزوجة مخنوقة بـ"كوفية زوجها"، وهي ترتدي كامل ملابسها، فيما عُثر على جثة الزوج ملقاه في "المنور" بعد ارتطامه بالسور الفاصل بين العقار محل الجريمة، والعقار الآخر المجاور له، وعلى بعد حوالي مترين عُثر على جثة الطفلة الرضيعة مسجاة على وجهها، وأسمائهم: "أشرف صالح محسن، 45 سنة، صاحب شركة مقاولات، وإيمان محمد محمود، 34 سنة، دبلوم تجارة، ونجوي أشرف 7 شهور"، فيما كشفت معاينة رجال مباحث الجيزة عن سلامة جميع أبواب ونوافذ الشقة محل الجريمة، فضلًا عن عدم وجود بعثرة بمحتويات الشقة، وعدم سرقة متعلقات المجني عليهم.

أول شاهد على الجريمة: "كان في صوت تخبيط جامد"
وقال أول شاهد عيان في واقعة "مذبحة حدائق الأهرام"، ويقطن بالشقة المواجهة للشقة التى شهدت الجريمة، إنه يقطن بالعقار منذ 6 أشهر، وحوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل سمع "صوت تخبيط جامد"، ولكنه لم يعرف السبب، مشيرا إلى أنه في وقت صلاة الفجر، كان في طريقه لشراء "سجائر"، فوجد الطفل الصغير يستنجد به، فتوجه صحبته إلى داخل الشقة وجدها ملقاة على الأرض وبجوارها "كوفية"، معقبا: "حاولت أعملها تنفس صناعي، افتكرتها فقدة وعيها، لقتها ماتت، وبعدها استنجدت بالأهالي، فصعد "البواب" وقال إنه رأى الجثتين الآخرتين، وأبلغنا الشرطة، وكان الطفل يسأل: "ماما فين.. وأختي فين!!"

الجارة: "سمعت الطفل بيتكلم في الموبايل"
أما جارة منفذ مذبحة حدائق الأهرام الأسرية، فقد روت ما حدث حول الواقعة المؤلمة التى هزت الرأي العام، قائلة: "سمعت صوت صراخ طفل حوالي الساعة 4 فجر يوم الجريمة، وأبلغت زوجي بما سمعته، لكنه أعتقد أن والدته تنهره وتضربه، ولكن صوت الولد كان يزداد ارتفاعًا، سمعته بيكلم واحدة في الموبايل، وبيقولها ماما أغمي عليها ومش عارف مالها، دلقت عليها مياه ومش عايزة تفوق".

وأضافت الجارة التي تقطن بالطابق الثاني للعقار المقابل للعقار محل الجريمة، أنها سمعت صوت السيدة التي يحدثها الطفل، تبلغه بالتواصل مع الجيران، وقالت له: "خبط على أي حد من الجيران"، موضحة: "بعدها شوفت واحد واقف في البلكونة يقول لي اتصلي بالإسعاف، لافتة إلى أنها عندما توجهت إليها اعتقدت أنها في غيبوبة سكر، متابعة: "روحت شوفتها مرمية على الأرض في البلكونة، وهدومها غرقانة مياه، فطلبت منهم ينقلوها على السرير"، وتبين خروج دم من فمها، وقولتلهم خلاص دي ماتت".

حارس العقار: "كنت نايم وقت الجريمة"
في السياق، قال حارس العقار الذي شهد مذبحة حدائق الأهرام: إنه كان نائما وقت الجريمة، واستيقظ على مكالمة هاتفية من أحد سكان العقار المجاور له، ليخبره بصوت صراخ طفل، من العقار محل عمله، مضيفا: أنه اتصل بالشرطة لإخبارهم بسماع صوت صراخ طفل من العقار، ووقوع جريمة قتل وبحضورها عثروا على جثة زوجة المقاول بشرفة الغرفة، وعثروا على جثة المقاول وابنته في "المنور"، متابعا: "الحاج أشرف وزوجته ناس طيبة ومحترمة، وكانوا في حالهم، هما ساكنين في العمارة من حوالي سنتين، في شقة إيجار بالدور الرابع، وكان إيجارها 2500 جنيه في الشهر، وقبل الجريمة بشهر كانوا مسافرين، ومكنش حد فيهم قاعد في الشقة، ولما رجعوا كان بالليل متأخر محستش بيهم، لأني كنت نائم".

مصدر أمني يحسم الجدل حول " مذبحة حدائق الأهرام"
وأكد مصدر أمني بقطاع أمن الجيزة في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن الزوج هو منفذ الجريمة، موضحًا أنه تزوج المجني عليها منذ عامين، وكان متعلقًا بها لحبه لها، مشيرا إلى أنه كان يمر بأزمة نفسية في الفترة الأخيرة بسبب مديونياته وتهديده أكثر من مرة بالانتحار، لعدم قدرته على سدادها، لافتًا إلى أن الزوج سافر إلى مدينة المنصورة ومعه ابنه من زوجته الأولى -عمره 17 سنة- لإحضار زوجته ونجلته وابنها، بعد قضاء إجازة منتصف العام الدراسي لدى والدتها.

وأضاف المصدر، أن الزوج وعائلته عادوا إلى شقتهم بمنطقة حدائق الأهرام حوالي الساعة 11 مساءً، وأجرى مكالمة هاتفية بأحد أقاربة وشريكه لحضورهما إليه لسداد دين عليه، وطلب من نجله أن ينتظرهما أسفل العقار محل الجريمة، ويعود صحبتهما إلى منطقة المرج لدى والدته، مشيرا إلى أنه بعد حضورهما ونزول نجله لمقابلتهما، طلب والده النزول ومقابلتهما لإعطائهما مستحقاتهما المالية، وتبين إغلاق هاتفه المحمول، وعندما صعدوا إلى الشقة لم يتلقوا أي رد، ما دفعهم إلى مغادرة المكان، مشيرا إلى أن الزوج عليه مديونيات بلغت 30 مليون جنيهًا، بسبب عمله في مجال المقاولات، تراكمت على مدار الـ10 سنوات الأخيرة، ما دفع الأهالي إلى عقد جلسة عرفية ووقع فيها إيصالات أمانة بالمبلغ، وكان من المقرر سدادها غدًا، ما دفعه إلى قتل زوجته خنقا بـ"الكوفية" خاصته، وإلقاء رضيعته من المنور ثم انتحر بعدها.

والدة الزوجة: "نجلتها كانت تمر بحالة نفسية سيئة"
واستمعت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، لأقوال والدة الزوجة "المجنى عليها"، في واقعة مذبحة حدائق الأهرام، إذ أفادت بأن نجلتها وتدعى "إيمان"، تزوجت من زوجها "أشرف. ص"، منذ سنوات، لافته إلى أنها الزوجة الثانية له، وكانت تربطه بها علاقة حب قوية.

وقالت والدة المجني عليها في أقوالها، إن نجلتها كانت تمر بحالة نفسية سيئة مؤخرًا، نظرًا لمرور زوجها بحالة نفسية نتيجة تراكم الديون عليه، التي بلغت ٣٠ مليون جنيه، بالإضافة إلى عدم سداد الأرباح الشهرية للمواطنين، مشيرة إلى أنه كان يفكر في الانتحار.