انفراد.. أول جولة بمركز تجميع الأقمار الصناعية قبل افتتاحه (صور)

أخبار مصر

محرر الفجر بمركز
محرر الفجر بمركز تجميع الأقمار


انطلاق وكالة الفضاء الأفريقية ومقرها الرئيسي المدينة الفضائية 

القوصي: التقديم لمسابقة رائد الفضاء المصري من سن 18 لـ35


تخطو مصر خطوات سريعة في شتي المجالات لتواكب عمالقة الدول المتقدمة، وذلك من خلال عدد من المشروعات القومية والمؤسسات العلمية التي تم إنشاءها على أعلى مستوي، يقودها مصريون مؤهلون بأعلي الدرجات العملية.

وكانت وكالة الفضاء المصرية خير مثال على قدرة مصر على دخول عالم الفضاء المعقد، ولكنها أثبت من خلال إنشاءها مدينة الفضاء المصرية بأنها قادرة بأبنائها وقيادتها السياسية على تحدي الصعاب، والارتقاء بمصر لتواكب كبري الدول الرائدة في مجال الفضاء، فانفردت "الفجر" بأول جولة في "مركز تجميع واختبار الاقمار الصناعية" قبل افتتاحه لتتعرف علي إنجاز المصريين في عالم الفضاء والأقمار الصناعية.

مركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية 

شرح المهندس تامر ضبش رئيس مركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية مكونات المركز، قائلًا إنه الأول من نوعه في جمهورية مصر العربية وتتمثل وظيفته في تجميع واختبار الأقمار الصناعية وتجهيزها للإطلاق في المدارات الخارجية في الفضاء المخصصة لها.

وأشار ضبش إلي أن المركز على مساحة 500 متر مربع، ويعمل في بيئة نظيفة بالكامل وحاصل على أعلى شهادات الجودة، ويمكن للمركز أن يقوم بتجميع قمرين صناعيين يصل وزنهما إلي 600 كيلو على التوازي واختبارهم بالكامل علي التوالي.

وأشار تامر ضبش  إلي أن المركز مخصص لتجميع واختبار الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد والتي تختص بالتصوير من الفضاء الخارجي، ويتكون من صالة رئيسية للتجميع وعدد من المعامل المختصة والمصممة على أعلى مستوي من الجودة، مشيرًا إلي أن صالة التجميع الرئيسية يتم فيها أعمال التجميع بالكامل واختبار لأجهزة القمر الصناعي، عن طريق أجهزة ومعدات مخصصة لمحاكاة للبيئة الفضائية من ضغط جوي ودرجة حرارة وغيرها، وذلك للتأكد من أن القمر الصناعي سيقوم بوظيفته كاملة في الفضاء وسيحقق العمر الافتراضي المفترض له، إلي جانب إجراء اختبار محاكاة للأحمال الميكانيكية للقمر الصناعي من اهتزازات أثناء نقل القمر من المركز لقاعدة الإطلاق وكذلك أثناء انطلاقه على متن الصاروخ الفضائي.

وأضاف رئيس مركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية، أن هناك عدة اختبارات أخري للقمر الصناعي من بينها قياسات واختبارات لعملية التحكم بالقمر من بعد للتأكد أن جميع الأجهزة تعمل وتماثل متطلبات التصميم، إلي جانب اختبار مجمع للقمر حيث يتم اختبار جميع أجهزة وأنظمة القمر الصناعي قبل إطلاقه في وقت واحد.

وأوضح المهندس السيد عبد الغني، أن المبني بالكامل تم إنشاءه بالإمكانيات المصرية وبأيدي مصري عدا الغرف النظيف والتي تمت بالتعاون بين دولة الصين الصديقة، إلي جانب بعد التجهيزات التي تمت بالتعاون مع دولة فرنسا، مشيرًا إلي أن جميع المعدات الموجودة في المركز هي منحة من الصين.

وأشار  السيد عبد الغني إلي أن المركز مجهز بعدة معامل رئيسية وفرعية مصممة علي أعلي مستوي وظيفتها اختبار الوظائف الرئيسية للقمر الصناعي قبل إطلاقه في مداره، إلي جانب اختبار الألواح الشمسية للقمر والتي تعمل على شحن القمر بالطاقة النظيفة للتأكد من أنها ستقوم بوظيفتها الرئيسية في البيئة الفضائية.

وأضاف السيد عبد الغني، إلي وجود معامل متخصصة لاختبار كل جهاز في القمر الصناعي وأنه سيقوم بوظيفته المخصص لها، وعدم وجود تداخل بين وظيفة كل جهاز أثناء وجود القمر الصناعي في مداره، إضافة إلي اختبار الوظائف الخاصة بالكاميرا الموجودة بالقمر للتأكد من قيامها بالتصوير بالجودة المطلوبة، وهنا يتم اختبارها في معمل الطيف الإشعاعي لاختبار معالجة الصورة بعد وصولها للأرض حتي تصل الصورة لدينا نقية وواضحة تمامًا.

وكالة الفضاء المصرية 

اتجهت الفجر بجولتها داخل وكالة الفضاء المصرية، فالتقينا المهندس حسين عاشور في معمل اختبار وقياس جودة الكاميرا الخاصة بالقمر الصناعي، وهناك يتم عمل كافة الاختبارات التقنية والفنية للكاميرا المخصصة للتصوير والموجودة في القمر الصناعي وأنها تطابق كافة المعايير الهندسية ومطابقة للتصميم، حتي تقوم بوظيفتها الأساسية أثناء وجود القمر الصناعي في مداره الفضائي.

معمل الاختبارات الهندسية 

وأوضح المهندس عبد الله الشيوي أن المعمل الهندسي يقوم بعمل نموذج هندسي للقمر الصناعي؛ ليتم اختباره قبل إطلاق القمر الصناعي لمداره ويسمي بالنموذج الطائر والهدف من المعمل التأكد من فعالية القمر عند إطلاقه من حيث التصوير والقيام بوظائفه الرئيسية علي أكمل وجه، إلي جانب اختبار عملية الاتصال بالقمر من خلال كابلات موصلة بأجهزة الاختبار المخصصة لكل جزء من القمر.

وأشار إلى أن الاختبارات تتم على 3 مراحل، المرحلة الأولي عملية اختبار لمعدة الاختبار نفسها والتي سوف تختبر القمر وتسمي Self Test" "، وكل جزء في القمر لديه معده اختبار خاصة به، أما المرحلة الثانية تشمل معدة اختبار تختبر النظام المناظر لها، والمرحلة الثالثة وهي أهم مرحلة تسمي الاختبار التكاملي حيث اختبار كل أجزاء القمر في وقت واحد للتأكد من أن القمر سيعمل في الفضاء وسيقوم بوظيفته.

وأشار المهندس عبد الله الشيوي إلي أن قمر النايل سات يغطي المنطقة الغربية وجنوب أوروبا وشمال إفريقيا، والأقمار العادية تدور حول الأرض مرة كل ساعة ونصف، مشيرًا إلي أن آخر قمر أطلقته مصر كان عمره الافتراضي حوالي 15 سنة، والأقمار الصغيرة التي تطلق من المحطة الفضائية الدولية يتم استخدامها للاختبار وتم إطلاق نموذجين منه وهي "كيوب "1 و"كيوب 2" وهي الخاصة بالبحث العلمي وعمرها الافتراضي من 6 شهور إلي عام.

معمل اختبار الغرفة الحرارية 

وأوضح علي سيد  مهندس تشغيل واختبار في الغرفة الحرارية في وكالة الفضاء، أن الغرفة الحرارية وظيفتها تقوم بمحاكاة البيئة الخارجية للفضاء من حيث درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة علي حد سواء؛ ليتم اختبار القمر الصناعي في درجات حرارة مماثلة لبيئة الفضاء الخارجية من ضغط ودرجات حرارة متغيرة حتي يتم التأكد من أن جميع الأنظمة الموجودة داخل القمر لا تتأثر مطلقًا بتغير درجات الحرارة الموجودة في الفضاء الخارجي لتعمل على جمع أنظمة القمر بشكل سليم وفعال عند إطلاقه لمداره الفضائي. 

معمل قمر الجامعات المصرية 

وأوضحت المهندسة  أسماء إحدى خريجي هندسة الأزهر، أن الهدف من قمر الجامعات المصرية وهو تعريف الطلبة بالأقمار الصناعية والفضاء، وتدريب الطلبة من كليات الهندسة ونظم المعلومات والحاسبات والميكانيكا وبعض التخصصات المطلوبة، حيث يعمل هؤلاء الطلاب علي مشروع تخرج خاص بتطوير الأقمار الصناعية ويتم اختيار بعض الطلاب المتميزين أصحاب المشاريع المبتكرة للعمل بوكالة الفضاء المصرية.

وقالت أسماء: نتعاون مع جميع الجامعات المصرية تقريبا، وكنت طالبة في 2016 وتم اختياري للعمل بوكالة الفضاء المصرية بسبب تفوق مشروع تخرجي وتمت التصفية واختياري للتدريب لأصبح بعد ذلك مشرفة ومدربة للطلاب الجدد الذين يعملون على مشاريع التخرج الخاصة بالأقمار الصناعية، مشيرةً إلي أن الوكالة توفر جميع التدريبات والكورسات.

برنامج رائد الفضاء المصري 

واختتمت "الفجر" جولتها بوكالة الفضاء بلقاء الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الذي قال: فكرنا أن يكون لدينا رائد فضاء مصري، على اعتبار أن مصر كيان كبير ومكانة بين الدول الإفريقية وبالتالي كان لزامًا علينا أن يكون لنا دور جاد ومحوري في مجال الفضاء من خلال برنامج "رائد الفضاء المصري" وتحولت الفكرة لمشروع وتم عمل كافة الدراسات المتعلقة بذلك المشروع والتمويل الخاصة به والخطوات التي ستتخذها لإطلاق المشروع، مشيرًا إلي أن انه سيكون هناك اختبارات للياقة البدنية إلي جانب الاختبارات الطبية والعلمية لانتقاء العناصر المتميزة وسيتم الإعلان عن موعد الاختبارات من سن 18 لـ 35 عامًا، والفرصة ستكون متاحة لكل تلك الفئة العمرية.

وأشار الدكتور القوصي إلي أن الاختبارات ستكون دقيقة، والعناصر التي ستجتاز تلك الاختبارات سيتم إعطائهم برنامج تأهيلي في مركز عالمي متخصص لتؤهلهم للمعيشة الفضائية داخل المحطة الفضائية، مؤكدا إلي أن جميع الدراسات الخاصة بالمشروع سيتم عرضها علي القيادة السياسية وما أن يتم التصديق عليها سيتم الإعلان عن كافة التفاصيل في الوقت المناسب.

وأكد القوصي، أن العام السابق كان "عام السعد علي مصر في مجال الأقمار الصناعية"، حيث أطلقت قمر الاستشعار عن بعد في فبراير 2019م، والذي يمتاز بدقة تصوير عالية، وأطلقت مصر القمر الصناعي "ديبا 1" وهو قمر اتصالات والانترنت وكان في نوفمبر 2019، أما الوكالة فقد أطلقت قمر من نوعية "الكيوبسات" في أغسطس 2019 وأطلقت قمر أخر في نوفمبر 2019، وهذين القمرين تم إطلاقهم من محطة الفضاء الدولية، وتتميز هذه الأقمار عن غيرها، كونها تصنيع وتصميم بخبرة مصرية بنسبة 100%، ماعدا الإطلاق التي تولته جهة الإطلاق من محطة الفضاء الدولية.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن وكالة الفضاء الأفريقية سيكون مقرها في مصر والتي ستكون الرائدة والمشرفة علي النشاط الفضائي الذي يتم من خلال الاتحاد الأفريقي، وسيكون المقر في المدينة الفضائية، مشيرًا إلي أن جميع الدول الأفريقية تقريبًا ستكون متواجدة ومشاركة في وكالة الفضاء الأفريقية عام 2022.