عضو الدراسات الإستراتيجية لـ"الفجر": سياسة بايدن وترامب واحدة بشأن إيران ولن تتغير
منذ أن تم الإعلان عن فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 أمام غريمة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب حتى وإن كانت هذه النتائج غير رسمية حتى الآن إلا أن هناك العديد من الملفات التي تم طرحها على الساحة والتكهن بطريقة تعامل بايدن مع هذه الملفات.
وكان من بين أبرز الملفات الطارئة والعاجلة هو تعامل بايدن مع جائحة كورونا وكذلك تعامله مع الملف النووي الإيراني والذي بات هو الأكثر خطوره بعدما انسحب ترامب من الاتفاق النووي واحتمالية عودة الرئيس المنتخب والانضمام إلية، وأيضا إسرائيل وطريقة التعامل مع بايدن.
ترامب والطعون المقدمة
لم يرضخ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لما يحدث والتقدم الذي أحرزه جو بايدن في الانتخابات الأمريكية ومن ثم الحصول على 306 صوتا من المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتًا حصل عليها ترامب.
ومن هنا بدأت عملية الطعون التي تقدم بها محاميو "ترامب" إلى المحاكم من أجل الطعن بالتزوير في عملية التصويت والتي لم يتم فيها البت بعد.
ليس هناك بجديد
وتعليقا على كافة ما سبق وبشكل خاص التعامل مع الملفات الطارئة، قال الدكتور عبد الرازق سليمان عضو المركز المصرى للدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم الوطنية في تصريحات خاصة لـ "الفجر":" لن يكون هناك جديد فى السياسة الأمريكية تجاه إيران فعلى الرغم من وقف الاتفاق النووى مع إيران كان ترامب ودودا بكل هدوء معهم مع اتخاذه خطوات عقابية اقتصادية وهذا أسلوبه كرجل أعمال علاوة على الهجوم الأمريكى الاستخباراتى لإضعاف ايران فقط حسب تصريحاته مؤخرا إبان مقتل الارهابى الإيراني قاسم سليمانى".
ود وعتاب ولغات وأرقام
وأضاف "سليمان":"بعد مقتل الإرهابي سليمانى أعلن ترامب أنه حدد ٥٢ هدفا ايرانيا لاستهدافهم وحدد خامنئي ٢٩٠ هدفا أمريكيا لاستهدافهم أيضا، ويبدو هذا أسلوب تهديد مشفوعا بالعتاب حيث أن رقم ٥٢ هو عدد الدبلوماسيون الأمريكان عندما احتجزتهم بالسفارة الأمريكية وحدث ما حدث لهم ثم عادت الأمور لطبيعتها، أما رقم ٢٩٠ هدفا أمريكيا هو للتذكير بضحايا إيران بإحدى الطائرات ما هذا الود والعتاب بين أمريكا وإيران بحدثين لهما أهمية فى تاريخ الدولتين".
وتابع عضو المركز المصرى للدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم الوطنية في تصريحاته الخاصة:"بعد مقتل سليمانى توجه ترامب للشعب الإيراني بقوله إنه لا يريد تغيير النظام وكل المطلوب التزام وإمكانية التفاوض وكان هذا باللغة الفارسية لغة إيران ما يدلل على أن أمريكا تعلم بواطن الشعب الإيراني وما يؤثر فيه بعقوبات اقتصادية أو تاليب الشعب من الداخل ضد نظامه".
وعن توجه خامنئي بخطاب باللغة العربية، فقال "عبد الرازق:الأمر الهام والأخطر لكل عربى هو توجه خامنئي بخطاب موجه باللغة العربية وهو ما يشيرون إليه بالتواجد الإيرانى بغزة مع حماس ولبنان مع حزب الله وفي اليمن مع الحوثي وفي العراق مع الشيعة وفي سوريا ودول أخرى عربية ومن هنا التطرف والاعلان بكل وضوح عن التعديات الإيرانية فى الدول العربية ومن هنا وجب الانتباه واليقظة لكل أجنحة إيران".
صدام مباشر
وأوضح عضو المركز المصرى للدراسات الإستراتيجية أن تل أبيب لا ترغب في صدام مباشر مع إيران، قائلا:"إسرائيل يبدو أنها لا ترغب فى صدام مباشر مع إيران والعمل أمريكيا لاضعافها ولا غرابة لو قلنا إنها تحبذ وجود دولة دينية كإيران لأنها تمهد لدولة دينية يهودية على أرض فلسطين المحتلة وكان ولا يزال هناك ترحيب أمريكى وإسرائيلى بجماعة الإخوان المحظورة إرهابيا وعليه لم تصنف الجماعة ضمن الإرهاب إلا بمصر" .
وأضاف:"عليه حتى لو أن بايدن إعاد العمل بالاتفاق النووى مع إيران فإنه لا جديد يهم إيران والعقوبات مستمرة وأثبتت السنوات قدرة إيران على التعامل مع العقوبات والحظر والمقاطعة باستمرار العمل النووى وإنتاج صواريخ مطورة فى حين استمرار أمريكا وإسرائيل بضربات نوعية وحرق أهداف نوعية لإيران".
واستطرد:"ومن المعلوم أن الأصل فى الاتفاق النووى الإيراني الأمريكى كان قد تم بموافقة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية بعد دراسة مطولة لمركز بحوث السادات بيجن بجامعة بر ايلان تحت عنوان ( إيران نووية)) بمعنى إمكانية التعايش مع إيران حال كونها أصبحت بالفعل دولة نووية كما هو الخال مع باكستان النووية وهى دولة اسلامية كإيران وعليه فإن أمريكا سواء ترامب أو القادم بايدن ستكون إيران باقية على حالها فهى وسيلة وذريعة للهيمنة الأمريكية على دول الخليج وفرض أنظمة دفاعية وأسلحة معينة وإيران مستمرة فى سياسات الردع النووى وإنتاج صواريخ مطورة والتدخل فى شأن أكثر من دولة عربية والأيام قادمة ولنرى بايدن أمريكى كما ترامب وأوباما أنها المصالح".
إيران والارهاب وتصدير الثورة
أما عن إيران وما تقوم به حاليا، فقال "سليمان" في تصريحاته لـ "الفجر" :"من وجهة النظر الإيرانية والموروثات الخمينية أن نشر الثورة خارج إيران بعد واجبا أساسيا لدعم توجهات الثورة الإيرانية بهدف دعم الإسلام والمذهب الشيعى الاصطدام مع أهل السنة وطريقة النشر تتم بوسائل إرهابية".
وأضاف :"وهنا لابد من الإشارة إلى أن الشخصية الإيرانية فى حد ذاتها دموية شكلا وموضوعا وهذا واضح فى إحياء ذكرى الشهيد الحسين والأمام على والدماء فيها صورة من جمال الاحتفال من وجهة نظرهم ، حيثث يجب الإشارة للشخصية الإيرانية بأنها تحمل فى طياتها مبدأ الثأر واسترداد حق من سقطوا منهم على يد الأعداء واعتبارهم شهداء الثورة الإسلامية وعليه فإن أمريكا تتحمل ثمن دماء قاسم سليماني والمهندس لما لهما من مكانة قيادية فى حراس الثورة ..وما يجرى الان من إطلاق صواريخ على أهداف امريكية بالعراق هو ردا على مقتل هذين القياديين وكلما اقتربت ذكرى مقتلهما".