خبير أثري: قدماء المصريين أهل علم وهندسة وليسوا أصحاب لعنات والدليل بردية تورينو

أخبار مصر

بوابة الفجر


تداول عدد من رواد مواقع التواصل بعض التدوينات التي حاولت أن تربط بين عدة حوادث متكررة في الفترة الأخيرة وبين حدث نقل المومياوات الملكية ودعوات أن ما يحدث هو "لعنة الفراعنة" يظهر من جديد، وحول هذا الأمر قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء إن المصري القديم كان صاحب علم وهندسة وليس خرافات ولعنات.

وأشار ريحان في تصريحات إلى الفجر أن المصري القديم حرص على تسجيل ملامح حياته اليومية ومظاهر حياته وأعياده وانتصاراته، كما امتلك مكاتب هندسية تفوق أعظم مكاتب الهندسة حديثًا سجلت معالم حضارته بدقة وقد تجسّد هذا فى المكتب الهندسى لرمسيس الرابع الذى سجّل رسمًا مفصلًا لمقبرته بمقياس رسم مصري قديم.

وأشار ريحان إلى العثور على مخطوطتين عن تكوين مقبرة رمسيس الرابع يرجع تاريخهما إلى وقت تشييدها، واحدة منها على ورقة بردى موجودة الآن بمتحف تورينو بإيطاليا وتعطي رسما مفصلًا للمقبرة توضح جميع الممرات والحجرات بمقاييس مصرية قديمة كما تصف مخطوطة البردي تابوت رمسيس الرابع المكون من أربعة توابيت داخل بعضها البعض على النحو الذى وجدت فيه مومياء توت عنخ آمون.

أما المخطوط الآخر فهو مرسوم على لوحة من الحجر الجيري كشف عنها قرب مدخل المقبرة تعطى رسمًا تقريبيًا للمقبرة وتصف أماكن الأبواب فيها وربما كانت تلك اللوحة خاصة بأحد العاملين قديمًا.

وتابع ريحان أن مقبرة رمسيس الرابع لم تسلم من اللصوص قديمًا وعندما وجد الكهنة أن المقبرة مفتوحة ومسروقة أخذوا مومياء رمسيس الرابع وحافظوا عليها في المقبرة 35 حتى لا تمتد إليها يد اللصوص مرة ثانية وتعرف عالميًا باسم KV2.

وتقع المقبرة في وادى الملوك وعثر بها على العديد من النقوش باللغات اليونانية والفينيقية والقبطية نقشها زوار المقبرة وهي المقبرة الرائعة الجمال برسوماتها عن الإله رع ومشاهد من كتاب الكهوف وكتاب الموتى، وأول من زارها حديثًا هو "كلود سيكارد" إلى أن قام هوارد كارتر برؤية ما فيها وكتب عنها في عام 1920 قبل اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون.

رمسيس الرابع، من الأسرة العشرون، وفترة الحكم من 1155 ق.م. - 1149 ق.م، وتقع في الوادي الشرقي بوادي الملوك، وطول المقبرة 88.66 م، والتابوت من الجرانيت الأحمر وعثر على الغطاء مقسومًا إلى اثنين وكشطت أجزاء من الواجهة العلوية له والمكتشف هو إدوارد راسل آيرتون 1905 – 1906، مكتشفة منذ العصور القديمة.

ولو كانت لعنة الفراعنة حقيقة لما استطاعت يد أن تمتد لجثمان الملك سواء قديمًا أو حديثُا، وكل ما يقال عنها هو محض وهم وخيال نسجه البعض.