قبل نقل المومياوات.. "أحمس نفرتاري" أول امرأة في التاريخ تقود فرقة عسكرية كاملة

أخبار مصر

أحمس نفرتاري
أحمس نفرتاري


قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن الملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس الأول محرر مصر وطارد الهكسوس والآسيويين ومؤسس الأسرة الثامنة عشر أعظم الأسر الحاكمة في مصر، ومن المقرر نقل مومياءها إلى متحف الحضارة، اليوم السبت، ضمن 22 مومياء ملكية.

وأضاف "ريحان"، أن حكم أحمس الأول من 1550 حتى 1525 ق.م. وقد لعبت أحمس نفرتاري دورًا بارزًا في المعركة التي انتهت بطرد الغزاة من مصر، وكانت أول امرأة في التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة.

وتابع الخبير الأثري، أن والدتها هي نفرتاري إياح حتب زوجة الملك سقنن رع تاعا الثاني من ملوك الأسرة السابعة عشر، وقد وجدت بعض النقوش التي توضح أن إياح حتب كانت تشارك ولديها كامس وأحمس في الحكم خلال حرب التحرير للتخلص من الهكسوس، وأنجبت نفرتارى سبعة أبناء، ثلاثة أولاد مات منهم اثنين وأربعة بنات مات منهم ثلاثة

وعند وفاة أحمس الأول أصبحت الوصي لابنها أمنحوتب الأول، حتى تمكن من بلوغ السن واعتلاء العرش، ومن المعروف أنها كانت لا تزال على قيد الحياة خلال السنة الأولى من عهد تحوتمس الأول

أول ملكة تحصل على لقب "الزوجة الإلهية"
واسم أحمس نفرتاري وجد في سيناء وكانت مشهورة، وكانت أول ملكة تحصل على مركز الزوجة الإلهية لآمون وقد عاشت أحمس نفرتاري خلال حكم كلًا من زوجها وابنها أمنحوتب الأول وحفيدها تحتمس الأول ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك.

واتخذت عدة ألقاب منها الأميرة الوراثية، سيدة العطاء، عظيمة الثناء، أم الملك، الزوجة الملكية العظيمة، المتحدة مع التاج الأبيض، ابنة الملك

وكشف عن لوحتين مؤرَّختين بالسنة الثانية والعشرين من حكم أحمس وقد سجل عليهما فتح محاجر لقطع الأحجار اللازمة لبناء معبد بتاح بمنف ومعبد آمون بطيبة، ونجد قبل النص في أعلى اللوحة ألقاب الملك أحمس ثم ألقاب زوجته "أحمس نفرتاري" بصورة بارزة تفوق ألقاب زوجها، والنص هو:

السنة الثانية والعشرون من حكم الفرعون "أحمس" بن رع معطي الحياة، هذه الحجرات الخاصة بقطع الأحجار قد فُتِحت من جديد، واستُخرِج الحجر الجيري الأبيض الجميل من عيان "اسم الإقليم القديم" لبناء معابده التي ستبقى ملايين السنين، وهما معبد بتاح في منف ومعبد آمون في الأقصر ولكل الآثار التي يقيمها جلالته له "أي لآمون" وقد جرت الأحجار بالثيران التي غنمها جلالته في انتصاراته على "الفنخو".

ولفت إلى هذه اللوحة برز فيها اسم الملكة "أحمس نفرتاري"، ممَّا يدل على الأهمية العظمى التي كانت تمتاز بها الوارثة الملكية في الأسرة الفرعونية في هذا العهد، والواقع أن الأثري "ويجول" قد وجد اسمها منقوشًا وحده في محجر مرمر في وادي أسيوط وقد كُشِف عن عدة تماثيل صغيرة تمثِّلها، مع أنه لم يُعثَر لزوجها "أحمس" إلا على تمثال واحد حتى الآن، هذا وقد وجد لها تمثال ضاع رأسه في معبد الكرنك ومن المدهش أن هذه الملكة كانت تقدس أكثر من زوجها، وقد بقي تقديسها على مر السنين أكثرَ من أي ملك آخَر، فقد وجدت آثار تدل على ذلك حتى عهد الأسرة الواحدة والعشرين.

ملكة ولكن في منزلة إله
وأشار "ريحان" أنها كانت تعد في نظر المصريين إلهةً مثل آلهة طيبة العظام، وكان لها طائفة خاصة من الكهنة تقوم على خدمتها، كما كان لها محراب مقدَّس يُوضَع على سفينة مقدَّسة، يُحمَل على الأكتاف في الاحتفال بالأعياد العظيمة، وقد كان القوم يدعونها بصيغة القربان المعروفة، وتلقب على الآثار بالابنة الملكية، والأخت الملكية، والزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية، والحاكمة العظيمة، وسيدة الأرضين؛ فهي بذلك تضارع الملكة "أعح حتب" أم "أحمس" الأول في نفوذها؛ إذ كانت وصية عليه أيام حداثته.

وقد وجد في تابوتها موميتان: إحداهما حقيرة في منظرها، والثانية التي كانت موضوعة في تابوت ثانٍ محفوظة حفظًا جيدًا ومحنطة تحنيطًا متقنًا؛ والظاهر أن أصحاب الشأن في المتحف المصري، قد ظنوا أن الجسم الذي كان في التابوت هو جسم "أحمس نفرتاري"، وأن الجسم الثاني كان دخيلًا وضعه الكهنة عندما كانوا ينقلون الجثث الملكية في مخدعهم الأخير؛ ولذلك حفظ في مكان خاص، غير أنه تأثر في هذا المكان بالرطوبة، فتصاعدت منه رائحة كريهة، فدفن في الحال في حديقة المتحف؛ ولكن أخذ الشك يخامر عالم الآثار جاستون ماسبيرو من أن الجسم الذي دفن في الحديقة هو جسم الملكة نفرتاري ولذلك أخذ الأثريون يندبون النهاية المحزنة التي لاقتها جثة الملكة "أحمس نفرتاري"، غير أن ماسبيرو على ما يظهر أكَّدَ لنا أن الجسم لم يُفقَد قط، وأنه الآن في مكانه بالمتحف المصري، ولكن الدكتور «إليت سمت» عندما أخذ يفحص الأجسام التي وُجِدت في خبيئة الدير البحري أكَّد بأن واحدًا من الجسمين يحتمل أنه جسم الملكة؛ لأنه كان جسم امرأة قد حفظت على الطريقة التي كانت متَّبَعة في عهد باكورة الأسرة الثامنة عشرة، وتدل نواجز فكها الأعلى البارزة التي كانت من مميزات الأسرة على أنها نفرتاري فإذا كان هذا هو الواقع، فإن جسمها هو الذي يحمل رقم ٦١٠٥٥١٣ في متحف القاهرة.

وأوضح أنه يمكن للإنسان أن يقول: إنها عند مماتها كانت امرأة طاعنة في السن هزيلة الجسم تكاد تكون صلعاء، وقد غطَّتْ هذا الصلع بجدائل من الشعر المستعار، ولا بد أن نلفت النظر هنا إلى أنها كانت أكبر من أخيها «أحمس» بسنين عدة، وقد لفظت النفس الأخير في عهد ابنها "أمنحتب الأول"، والظاهر أنها عاشت مدة طويلة بعد وفاة زوجها الذي مات في سن الأربعين، وقبرها مجهول مكانه حتى الآن، ولكن وجد تابوتها في خبيئة الدير البحري، وهو موجود الآن بالمتحف المصري، ويبلغ طوله أكثر من عشرة أقدام، وقد عمل الغطاء على هيئة صور الملكة، وتلبس التاج.